كيف أفلتت "نتفليكس" من دفع ضريبة الدخل عام 2018؟

ضريبة دخل نتفليكس

إبراهيم أبوبكر الصديق

حققت شركة “نتفليكس” أكبر أرباح في تاريخها عام 2018، وصلت إلى 845 مليون دولار أمريكي، ولكنها لم تدفع أي ضريبة دخل فيدرالية، أو ضريبة في أي ولاية أمريكية، وهناك القليل من الدلائل التي تشرح لنا لماذا، بحسب ما نشرته جريدة “الجارديان” البريطانية، في تقريرها عن عدم قيام شركة نتفليكس بدفع ضريبة الدخل المستحقة عليها لعام 2018.

انتشر اسم “نتفليكس” في الكثير من الأخبار خلال الأسبوع الماضي، ولم يكن هذا بسبب المسلسل الوثائقي القصير عن تيد بندي Conversations with a Killer: The Ted Bundy Tapes أو بسبب الحمقى الذين يقومون بتحدي فيلم Bird Box.

لا، إنه أمر أكثر إزعاجًا، خاصة للذين يعارضون جشع الشركات وعدم المساواة في الدخل: لم تدفع شركة نتفليكس فعليا أي ضرائب أمريكية في عام 2018.

وفقًا لمدونة من معهد الضرائب والسياسة الاقتصادية، فقد حققت شركة “نتفليكس” أكبر أرباحًا لها علي الإطلاق عام 2018 – 845 مليون دولار أمريكي – ولكنها لم تدفع أي ضريبة دخل فيدرالية، أو ضريبة في أي ولاية أمريكية.

“بعد عام من التكهنات وعدم المباشرة، تمكن الجمهور من إلقاء أول نظرة صارمة علي كيفية تغيير قانون ضريبة الشركات بموجب قانون تخفيض الضرائب والوظائف وتأثير ذلك على العادات التي تقوم بها الشركات التي تدفع الضرائب” هكذا كتب ماثيو جاردنر زميلنا الكبير الذي أضاف: “القانون قام بتخفيض حاد في معدل الضرائب على الشركات الفيدرالية، وقام بتوسيع بعض الإعفاءات الضريبية وتقليص بعض الضرائب الأخرى. وقد بدأ تنفيذ قانون الضرائب الجديد في بداية عام 2018، وهذا يعني أن الشركات بدأت الآن في إغلاق حساباتها المالية السنوية في أول عام يتم تطبيق فيه القواعد الجديدة.

هذا الخبر يثبت ما كتبته الأسبوع الماضي حول كيف أن التأثيرات المفيدة للإصلاح الضريبي عام 2017 لن يبدأ تأثيرها حتى هذا العام، عندما تقوم الشركات والأشخاص بإعداد قوائم الدخل الخاصة بهم. فكر في هذا الأمر: كم عدد الشركات الأخرى التي سوف تنخفض فاتورة الضرائب التي تدفعها مثل نتفليكس؟ وتذكر، هذا أمر لن يحدث مرة واحدة: كيف سوف تؤثر هذه المعدلات المنخفضة للضرائب على الإنفاق والاستثمار؟

نستطيع أن نناقش هذه المواضيع وما إذا كانت هذه الشركات سوف تستخدم مدخراتها للاستثمار مرة أخرى أو توظيف المزيد من الموظفين. ولكن في الوقت الحالي ما أود أن أشرحه الآن هو كيف. كيف لم تدفع نتفليكس أي ضرائب عن كل هذا الدخل؟

شركة نتفليكس لم تكشف عن الكثير من التفاصيل لذلك أنا أستطيع أن أقوم ببعض التخمينات البارعة. بعض المعلومات المتاحة للجميع عن نتفليكس أعطتنا بعض الدلائل. في الواقع، عندما تنظر إلى أصول الضرائب المؤجلة من نتفليكس – التي تمثل الضرائب المستقبلية التي سوف يتم توفيرها – تبدأ الإجابة في الوضوح.

التفسير له علاقة بكلمتين فقط: الائتمانات الضريبية. تذكر، الائتمان الضريبي ليس خصم ضريبي، أنت تقوم بتخصيص رصيد مباشر مقابل الضريبة التي تدين بها، إذا لم تستخدم هذا الرصيد يمكن أن يستمر ذلك الرصيد في السنوات القادمة.

ولذلك رغم أن نتفليكس قامت بدفع مبلغ 131 مليون دولار أمريكي ضرائب أجنبية خلال عام 2018 – وهو مبلغ يمثل حوالي 15,5% من دخل نتفليكس “معدل ضريبة الشركات الأمريكية الأن 21%” – لم تكن نتفليكس مجبرة على فعل نفس الشيء في هذا البلد. قانون الضرائب الأمريكية- قبل قانون تخفيضات الضرائب عام 2017 – سمح للشركات والأفراد، بالمطالبة بائتمان ضريبي على أرباح أجنبية معينة لتجنب الإزدواج الضريبي. كيف قامت نتفليكس وهي شركة أمريكية بتخصيص الكثير من دخلها في الخارج؟ أنا لا أعلم، وهذه قصة مثيرة للاهتمام. لكن خلاصة القول أن نتفليكس ما زالت تدفع الضرائب، ولكن ليس في الولايات المتحدة الأمريكية.

ضريبة دخل نتفليكس

نرشح لك: مطالب بمنع فيلم “نتفليكس” بمهرجان برلين

شاهد : الإعلاميون والمشاهير خارج البلاتوهات في برنامج مش عادي