هشام المياني: حكومة وبتحكم!

نقلا عن جريدة المقال

“وجه المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، قيادات قسم شرطة دار السلام،بالقاهرة خلال جولة له بالمنطقة، بالقضاء على البلطجة وتوفير الحماية اللازمة للمواطنين، ونشر الخدمات الأمنية بالمنطقة”.

شعرت باستغراب شديد وأنا أقرأ هذا الخبر على العديد من المواقع الإخبارية، حيث لم أفهم ما يريده رئيس الوزراء، وما الذي يفترضه حول مهمة رجال الشرطة؟.. هل هو يفترض أنهم مشغولون بشيء آخر خلاف مواجهة البلطجة وتوفير الأمن للناس؟

هل يفترض مثلا أن رجال الشرطة يساعدون البلطجية والخارجين على القانون في ممارسة بلطجتهم على الناس ومن ثم فقرر رئيس الوزراء توجيههم للقضاء على البلطجة؟

حقيقة إن هذا الخبر يلخص لنا ويكشف بوضوح طريقة المهندس محلب وفهمه لرئاسة الحكومة، فهو يوجه بما لا يحتاج توجيها، والناس تخرج تحتفي بتصريحاته في حين أننا يجب أن نحزن، ذلك أنه حينما يقتصر دور رئيس الحكومة في إعطاء توجيهات لا معنى لها ومن يوجههم ليسو في حاجة إليها لأن من يوجههم إليه هو من صميم واجبهم القانوني والدستوري.

فالطبيعي مثلا في موقف كهذا أن رئيس الوزراء كان يطلب تقريرا من قيادات شرطة دار السلام ومن غيرها من الجهات الرقابية عن قضايا البلطجة التي تصدت لها الشرطة وإحاطته بالموقف الحالي في المنطقة حتى يعرف ويقرر رئيس الحكومة ما إذا كان رجال الشرطة يقومون بدورهم وواجبهم أم لا.

فإذا وجد رئيس الوزراء أن البلطجة منتشرة فعليه أن يعاقب المقصرين ويدفع بغيرهم للقيام بالواجب المنصوص عليه في القانون والدستور.

فنحن يا سيادة رئيس الوزراء لسنا في حاجة لتوجيهات سيادتك بأن تقوم الجهات المسئولة بمهمتها المنصوص عليها في الدستور والقانون تجاهنا، بل نريد من سيادتك أن تحاسب من لا يقوم بتلك المهمة ويقصر في أدائها وتضع لنا الكفاءات والخطط القادرة على اتمام تلك المهمة بشكل يرضينا ويحقق لنا العيش الكريم.

أما ما تفعله سيادتك من إطلاق توجيهات لا معنى لها وللاستهلاك الإعلامي فهو لن يضيف لنا جديدا، ومع الوقت أصبح مجرد نكتة يضحك عليها الناس كلما وجدوك توجه بأشياء معلومة بطبائع الأمور ومقررة قانونا ودستورا ويظهر منها أن سيادتك لا تقرأ القانون ولا الدستور لتفهم مهمتك ومهمة مرؤوسيك.

وإذا استمرت طريقتك التي تضحك بها علينا لتوحي بأن حكومتك تعمل وتقوم بواجبها، فنتوقع أن توجه وزير التخطيط إلى التخطيط، ووزيرة تطوير العشوائيات لتطوير العشوائيات ووزير التموين لتوفير التموين ووزير التعليم لتحقيق التعليم.. وهكذا ليصبح تعريف الحكومة هو “حكومة وبتحكم”، على وزن التعريف الفهلوي الشهير للفنان عادل إمام في مسرحية “شاهد ما شفش حاجة” “رقاصة وبترقص”، وبالمناسبة أنصح من لم يشاهد تلك المسرحية بالبحث عليها ويشاهدها لأن بها كوميديا مضحكة بجد بدلا من الكوميديا السوداء التي يضعنا فيها يوميا المهندس محلب وحكومته.

اقرأ أيضًا:

هشام المياني: عودة إعلام كله تمام يا افندم

هشام المياني: فزاعة تدخل الرئيس في السلطة القضائية التي تمنع محاربة الفساد  

هشام المياني: هل عزاء والدة مصطفى بكري من مكتسبات الثورة؟

هشام المياني: السيسي داعية لمدة 15 دقيقة  

هشام المياني: الدروس المستفادة من سيلفي السيسي  

هشام الميانى : دفاعك عن نفسك لا يكفي يا ريس

هشام المياني: من غير ما تغمز يا سيسي !!

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا