7 تحديات تواجه نتفليكس في 2019 ..إليكم التفاصيل

رباب طلعت

للمرة الأولى في تاريخها، تنافس شبكة “نتفليكس” على جائزة أفضل فيلم أجنبي، بفيلمها المكسيكي “روما”، ضمن ترشيحات جوائز الأوسكار، التي أعلنت الثلاثاء الماضي، بعد حصولها على خمسة جوائز في الجولدن جلوب، مطلع يناير، لتعلن الشبكة بعد ذلك يوم الأربعاء، عن انضمامها لجمعية الفيلم الأمريكي، كأول مقدم خدمة بث رقمي تنضم للجمعية بجانب أكبر ستة استوديوهات في هوليوود وهي: Paramount Pictures، Warner Bros،Sony Pictures، 20th Century Fox، Universal Studios، Walt Disney Studios.

تلك الخطوة، تلت انسحاب “نتفليكس” من اتحاد الإنترنت الذي يضم كل من فيس بوك وأمازون وجوجل، بعد الخلافات التي نشبت بين أعضائه الفترة الأخيرة، لتغيب الشركة عنه للمرة الأولى منذ انضمامها له في 2013، تعد هي إحدى أقوى الدعاية الأخيرة لنتفليكس حيث إنها بدأت في التحول تدريجيًا من مجرد خدمة تقنية لتقديم محتوى من إنتاج استوديوهات أخرى، إلى شركة إنتاج مستقلة صاحبة منصة توزيع ضخمة خاصة بها.

بالرغم من تلك الانتصارات التي حققتها “نتفليكس” مطلع العام الجاري، إلا أن 2019، ليس عامًا هينًا على الشركة، حيث إنها أمام الكثير من التحديات التي تهدد عرشها الذي حافظ عليه لسنوات عدة، كمقدم خدمات ترفيه، ومؤخرًا كمنتج خدمات ترفيه، تلك التحديات التي تعييها “نتفليكس” جيدًا، حتى إنها ومنذ أواخر العام الماضي تسعى للتغلب عليها، ومنها ما يرصده “إعلام دوت أورج” فيما يلي بحثًا عن إجابة سؤال هام يؤرق كل متابعي المنصة الشهيرة “هل تنجو نتفليكس من تحديات عام 2019؟”.

(1)

تبدأ “نتفليكس” عام 2019، بزيادة في ديونها، حيث أعلنت في خطتها الأخيرة أنها تسعى لجمع مبلغ 2 مليار دولار لإنتاج محتوى جديد خاص للمنافسة به مع مقدمي خدمات الترفيه الأخرى، وتعتبر هذه هي المرة السادسة التي تقترض فيها الشركة لتمويل خططها الاستثمارية، حيث بلغ صافي دينها 8.34 مليار دولار في نهاية شهر سبتمبر 2018.

بالرغم من أن حجم الديون كبير، ومقلق، إلا أن “نتفليكس” التي أنفقت حوالي 13 مليار دولار على أفلام وعروض جديدة في 2018، لجأت له، بعدما جنت خطتها في زيادة ضخ المحتوى الخاص ثمارها، حيث أعلنت مؤخرًا أن فيلم “بيرد بوكس” شاهدته 80 مليون عائلة في الأسابيع الأربعة الأولى من إطلاقه، أما الدراما الإسبانية “إيليت” شاهدتها 20 مليون عائلة في الأسابيع الأربعة الأولى من إطلاقها.

وتقدّر نتفليكس أن تحظى دراما “يو ” ودراما “سكس إديوكيشن ” بمشاهدة 40 مليون أسرة في غضون الأربعة أسابيع الأولى من إطلاقه، وهو ما تسبب في ارتفاع أعداد المشتركين برسوم بنحو 8.8 مليون مشترك معظمهم من خارج أمريكا.

(2)

السبب وراء لجوء الشركة إلى الاقتراض وزيادة ديونها، هو خوفها من المنافسة الشديدة بينها وبين مقدمي نفس الخدمة سواء كان السابقين الذين بالفعل نجحوا في تشكيل قاعدة جماهيرية كبيرة، مثل خدمة “Amazon’s Prime Video “، المنافس الأبرز لـ”نتفليكس”، والذي أثر بشكل كبير على قرارتها خلال الفترة الماضية، حيث رفعت “نتفليكس” ميزانية المحتوى بنسبة 50%؛ من 8 مليار دولار إلى 12 مليار دولار، عندما أعلنت “أمازون” أنها ستنفق 5 مليارات دولار.

المنافس شركة “أمازون” تبلغ قيمتها السوقية 6 مرات أكبر من “نتفليكس” و 4.5 مرات حجم “ديزني”، بالإضافة للتطور الكبير الذي حققته في المجال خلال السنوات الماضية، من خلال تقديم خدمات مختلفة عبر موقعها الإلكتروني، للمستخدم فور اشتراكه في “Amazon Prime Video” بالإضافة إلى تقديم محتوى بتقنية 4K، وأيضًا قد وصل محتواها لما يقارب 16000 مسلسلًا وفيلمًا سينمائيًا، مقابل 5000 عملًا، على “نتفليكس”، بالإضافة لتوسع “أمازون” الذي لا يضاهي بالطبع توسع “نتفليكس” في إنتاج الأعمال الأصلية الناطقة بغير الإنجليزية، حيث إن “نتفليكس” بدأت في الانتشار عالميًا بشكلٍ أكبر، حتى إنها مؤخرًا قررت دخول السوق العربية بإنتاج أول مسلسل عربي هو “جن” وقبله كانت التجربة العربية الأولى مع عرض كوميدي للبناني عادل كرم.

لمشاهدة برومو عادل كرم

تتفوق “نتفليكس” أيضًا على “أمازون”، في عدد الأجهزة الرقمية التي تدعمها حيث يمكن مشاهدتها على متصفحات الإنترنت المختلفة، وكذلك الهواتف المحمولة وبالطبع أجهزة التلفاز، بينما خدمة أمازون برايم تتوفر بشكل رئيسي على تابلت أمازون، بالإضافة إلى عدد محدود من أجهزة التلفاز فقط، بالإضافة لمساعي الشركة دائمًا لتطوير طرق عرضها حيث كشفت عن تحضيرها لإطلاق تقنية جديدة باسم Netflix EyeNav تُتيح للمستخدمين التحكم في التطبيق على هواتف آيفون دون لمسها، أو حتى استخدام الأوامر الصوتية.

منافسة “نتفليكس” لا تقتصر على “أمازون” فقط، فهناك أيضًا “Hulu”، و”HBO”، ولكنها منافسات أقل حدة نظريًا، ففي مايو 2018 وصل عدد مشتركي “هولو” حسبما أعلنت الشركة إلى 20 مليون مستخدم، مقارنة بـ”تنفليكس” الذي وصل عدد مستخدميها في نفس الفترة إلى 137 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم – حوالي 58.5 مليون مشترك في الولايات المتحدة، فقط، ولكن شراكة “هولو” مع خدمة بث الموسيقى Spotify تبدو حيلة لكسب المزيد من المشتركين، كما تحجز “هولو” مقعدًا دائمًا في قائمة IMDb Top 250، بالإضافة إلى أن المنصة مملوكة لشبكات التلفزيون، كما تمتلك Hulu واحدة من أقوى مجموعات التلفزيون التي توفرها خدمة البث.

أما HBO فتنافس “نتفليكس” بالمحتوى، حيث اتجهت الشركة منذ 2008، لفكرة تقديم المسلسلات القوية ذات الصيت العالي، مثل Boardwalk Empire وGame of Thrones، اللذان حققا نجاحًا جماهيريًا عالميًا كبيرًا.

(3)

“نتفليكس” تمكنت لسنوات كثيرة ماضية التغلب على منافسيها السابقين، ولكن ما يزيد الأمر تعقيدًا أمامها، هو أنها تنتظر في 2019، منافسين أقوياء، سواء كان “تلفزيون يوتيوب”، الخدمة التي أطلقها “youtube” مؤخرًا بعرض أفلام مجانية مقابل ظهور الإعلانات عليها كمصدر ربح أساسي، أو تخصيص مجموعة من الأفلام لتكون باشتراك مدفوع الأجر، ما يهدد شعبية “نتفليكس” التي لا تضاهي شعبية “يوتيوب” بالطبع خاصة مع وجود فرصة للمشاهدة المجانية.

المنافس الأكثر شراسة والذي تنتظره “نتفليكس” هو “ديزني”، التي تستعد لإطلاق خدمة بث محتوى الفيديو من خلال الإنترنت، الخاصة بها، والمسماه بـ ”Disney+”، بعدما أعلنت عن انتهاء علاقتها مع “نتفليكس”، الخبر الذي تسبب في تراجع أسهم نيتفليكس أكثر من 4 في المائة مباشرةً بعد الإعلان عن الخبر ولكن “نيتفليكس” أجرت محادثات للحفاظ على حقوق بث بعض الأفلام لكل من استديوهات (Lucasfilms) واستديوهات (Marvel) حتى لما بعد 2019، والتي تملكها “ديزني”، التي كانت تبث منتجاتها على “نتفليكس” منذ عام 2012، ما يمنع “نتفليكس” من عرض إصدارات Toy Story 4، والأجزاء الجديدة من حرب النجوم Star Wars، في 2019، وستعتمد ديزني على تقنيات شركة BAMTech في بثّ المحتوى، وهي شركة تمتلك فيها 75٪ من الأسهم بعد استثمار وصل إلى 1.58 مليار دولار أمريكي.

ذلك بالإضافة إلى أن شركة” WarnerMedia”، المملوكة لشركة “AT&T”، لخدمة بث فيديو على حسب الطلب، تشمل محتوى من HBO، و Turner، و استوديو أفلام Warner Bros، لم تشر WarnerMedia أنها ستسحب محتواها من منصة “نتفليكس” مثلما أعلنت “ديزني” سابقًا، من أجل عرضها على منصتها الخاصة، التي ستطلقها خلال الأيام المقبلة من هذا العام.

“أبل” أيضًا تستعد، للدخول في المنافسة حيث وقعت اتفاقية متعددة السنوات مع شركة الترفيه A24 لإنشاء وإنتاج المحتوى الأصلى لخدمة البث التي تستعد الشركة الأمريكية للكشف عنها، ومن المنتظر تفعليها العام الجاري على أجهزة الشركة، وقد خصصت الشركة الأمريكية العملاقة ميزانية تبلغ حوالى 800 مليون جنيه إسترلينى لإنتاج مجموعة من المحتويات الأصلية.

(4)

في خضم المنافسة الشديدة التي ستشهدها سوق بث المحتوى الرقمي، ولمساعي “نتفليكس” لزيادة محتواها الأصلي، لتعويض خسارة انسحاب “ديزني”، وقرارها، و”WarnerMedia”، بإطلاق منصاتهما الخاصة، قررت الشركة مع زيادة مديوناتها، رفع قيمة الاشتراك للمرة الثانية، حيث كانت المرة الأولى مارس 2018، ومع مطلع 2019، قررت شبكة “نتفليكس” رفع قيمة اشتراكها للفرد الواحد من 8 دولارات إلى 9 دولارات، فيما خطة المشتركين الأربعة التي تقدم خدمة Ultra HD، من 14 دولارًا إلى 16 دولارًا في الشهر، ما يهدد استمرار الكثير من مشتركيها ممن ستشكل عليهم تلك الزيادة عبءً، خاصة إذا ما وصل قرار الزيادة للدول العربية وشرق آسيا.

المحللون الاقتصاديون، ساندوا “نتفليكس” في قرارها، حيث رأى البعض، أنه قد أثبت فعاليته في المرات السابقة، حيث مع كل زيادة كانت “نتفليكس” ترفع ميزانية أعمالها الأصلية، وبالتالي تقديم محتوى أفضل للمشاهدين، ما يحفزهم على الاستمرار أكثر غير مكترثين بتلك الزيادة، ولكن هل ينجح الأمر هذه المرة خاصة مع قرار hulu العكسي بعد “نتفليكس” بأيام، بخفض سعر الاشتراك؟

(5)

تحديًا آخر يواجه “تفليكس” في 2019، وهو “هل ينجح المحتوى الذي تكبدت من أجله كل هذا العناء؟”، أو “ماذا لو فشلت خطة نتفليكس في التوسع؟”، الاحتمالان واردان، بالرغم من نجاح “نتفليكس” الكبير في تجاربها الأخيرة، سواء كان “بلاك ميرور” أول تجربة تفاعلية حازت على إعجاب الكثيرين بالرغم من ضعف السيناريو، أو “بيرد بوكس” السبب الرئيسي مؤخرًا في زيادة اشتراكات الشبكة، ولكن هل ينجح هذا مع الخطط المستقبلية، خاصة العربية -السوق الذي يفتح ذراعيه للشركة دون منافس حاليًا- ذلك الأمر لا يوجد له إجابة قطعية، فقط يجب الانتظار للحكم على ما ستعرضه المنصة هذا العام، خاصة مع استقطابها لمدراء جدد لعدد من قطاعاتها، مثل سبنسر نيومان، الخبير الإعلاني، الذي عينته مديرًا ماليًا لها، وشانينج دانجي، الرئيسة السابقة لقسم الترفيه في شبكة abc الأمريكية الشهيرة، أيضًا في منصب نائبة قسم المحتوى الأصلي في الشبكة، ما يُبشر بعهد جديد من الإدارة ورؤية المحتوى.

(6)

التحدي الدائم أمام “نتفليكس” هي حرب الشائعات والانتقادات، حيث تعرضت الشركة خاصة خلال الآونة الأخيرة لكثير منها، أبرزها على سبيل الذكر وليس الحصر، الحوادث القاتلة التي حدثت بسبب تحدي “بيرد بوكس“، وتوجيه اللوم للشركة، ما دفعها للدفاع عن نفسها بإصدار تحذير رسمي للمشاهدين منه، كذلك مطالبة الحكومة الكندية بحذف مشهد حادث القطار من فيلم “بيرد بوكس”، بسبب استيائهم من استخدام صور انفجار السكة الحديد الذي تسبب في مقتل 47 شخصًا في كندا في سياق الترفيه، بالإضافة للاتهامات الموجهة لها بأن “فيس بوك” أتاح للشركة التجسس على مكالمات مستخدميه، وهو ما نفته الشركة.

تلك الانتقادات متوقع أيضًا تكرارها الفترة المقبلة، خاصة في تجربتها العربية، في الإنتاج، حيث تعرضت لعدة مواقف مشابهة بسبب ظهور بعض شوارع الأردن في مسلسل يصور حديثًا لصالح “نتفليكس” في العاصمة عمان، باعتبار تلك الشوارع في إسرائيل، ما فتح النار على الشركة، وكذلك حلقة حسن منهاجي، التي طالبتها المملكة العربية السعودية بحذفها نظرًا لتوجيه نقد لها فيها.

(7)

التحدي الأخير، متعلق بتوسع “نتفليكس” في الوطن العربي بأول إنتاج أصلي باللغة العربية وهو “جن“، الذي يتم تصويره حاليًا في الأردن، وتداولت أنباء غير مؤكدة عن استعدادهم لدخول السوق المصرية، تزامنًا مع مساعٍ جادة لشركات منافسة مثل “VIU” التي أطلقت عبر منصتها مؤخرًا “أنا شيري دوت كوم” أول مسلسل مصري من إنتاجها، وتستعد لإنتاج مسلسل آخر، بنجوم مصريين، بالإضافة لإنتاجاتهم في المملكة العربية السعودية، كذلك اقتراب منصات مثل “Eya.life“، و”فيو كونكشن“، بالإضافة للمنافس الأقدم منصتي “شاهد.نت”، و”شاهد بلس” التابعين لمجموعة mbc، والتي عينت مطلع يناير الجاري جوهانس لارتشر في منصب مدير المحتوى الرقمي وخدمات “شاهد.نت” و”شاهد بلس”، أحد أبرز الأسماء في قطاع المحتوى الرقمي والمنصّات الرقمية عالمياً لمنافسة “نتفليكس” وليس ذلك فحسب، بل أكدت نيتها على إنتاج محتوى أصلي على منصتيها، للمنافسة بهما.

شاهد| كواليس تصوير مسلسل ” أنا شيري دوت كوم “