محمد حسن: عائلة أحمد رشدي

ماذا تظن أني فاعلُ بك في مقال اليوم؟
انت الآن داخل رأسي الذي طار شَعره فأصبحت مفتقداً لهرشة البطل الشهيرة في الأفلام ، لو أنك مكاني لدخلت في حيرةٍ شديدة لكي تصل لفكرة المقال
هل ستكتب عن وزير العدل السابق أم ستكتب مزيداً من الألش اللزج مستخدماً إسم وزير العدل الجديد ، أم ستكتب عن هجرة الشباب والمساحات السوداء غير المنقوطة بأي بياض
أم مزيداً من النصائح التي يرفضها الجميع ويتفضل بإعادتها إليك علي شكل كرات إحباط مُسددة إليك بإنتظام كأقسي أنواع العقاب “عشان تحرّم” .
اطمأن سنحاول الخروج لأبعد مدي ، سأبدأ الحكاية من أحد مناطق الخوف وهو “الحسد” تذكرت أحدهم عبر ألشة قميئة بالمناسبة حين انتهز فرصة في الحوار ليُناديني ب “محمد حسد” سامحه الله ، أُتابع يومياً المواقع الإلكترونية ومانشيتات الصحف وبعض المقالات لأجد أحداً يكتب عن الحسد فلم أر ذلك ، حتي تلك التي تجيد العبث في منطقة الدين بإحكام ، الحسد من أسوأ الظواهر التي تراقبها من حولك ، دائماً ما استرق السمع في حكايات كاملة أومبتورة عن الحسد في ميكروباص ، من تلك التي تضع الموبايل في الطرحة ، أو سائق التاكسي الذي يضع “سورة الناس” بالحجم الكبير داخل وعلي ظهر التاكسي ، دولة التكاتك بدءاً من “عضة أسد ولا نظرة حسد” مروراً ب “ماتبصليش ياخال ، دا يادوب بيأكل العيال”وصولاً ل “يا ناس يا شر كفاية قر” مروراً بصديقي الذي يرتدي نفس “الطقم” خلال سنوات الجامعة ، مستحضراً موبايل نوكيا عديم الملامح ، تاركاً هاتفه “الأندرويد” في البيت داخل الكرتونة حتي لا يتعرض لنظرة إعجاب تعرضه لوضعه في الكارتونه إلي الأبد ، غالباً أكثرهم خوفاً من الحسد ، أكثرهم حسداً للآخرين وأكثرهم مقارنة لنفسه معهم ، تجلس مع أحدهم فتجده يردد دائماً سورة الناس ، واضعاً سورة الواقعة علي هاتفه ، وواضعاً مصحفه في المكتب علي الواقعة أيضاً “جلباً للرزق” حتي أكل التراب وشرب من الصفحة ، متناسياً أن السب واللعن وإستغلال النفوذ والوشايات المتجددة يومياً للمدير في العمل ربما تكون سبب لجلب السخط وليس الرزق الوفير !
تناقشه بود فيذكرك بسورة واحدة ضمن مائة وأربعة عشر سورة ، كل الردود واحدة “الحسد مذكور في القرآن” يا صديقي والسرقة والغش والظلم ……. تعطيه مثالاً للقرآن الذي لايعرفه “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” “الحشر آية 18”
فتجده يصمت صمتاً رهيباً…….. ، لا أجد خلافاً في أن الحسد موجود ومذكور في القرآن ، لكن القضية في التناول ، القضية في شماعة الكسل والتواكل والإحباط المُبرر ، ماذا قدمت للبشرية حتي تظن أن تعرض إصبعك الصغير للإصابة بعد إحتكاك طبيعي مع “رجل الكنبة” ناتج عن حسد شديد من أحمد رشدي اللي في الرابع ؟
ماذا صنعتي لتاريخ المرأة حتي تظني أن تعرض صينية البطاطس للحرق ناتج عن حسد أم أحمد رشدي اللي برضه في الرابع ، وليس بسبب سرحانك المتكرر.
الحسد ليس إلا مثال ساخر ضمن أمثلة متعددة ربما تصيبك بالرعب أو الإحباط من تناول المصريين للقضايا بشكل أُحادي الرأي والزاوية ، الجميع يأخذ من الواقع ما يخدم مصلحته وقضيته فقط ، صديقي يقرأ سورة الناس ويحفظها لطرد الحسد لكنّه لم يذهب مطلقاً لقراءة النساء “رغم انها قرب الحروف” حتي يتقن معاملة زوجته معاملة كريمة ، البعض يقرأ آيات الجهاد ويحفظها وينسي عشرات تحدثت عن الرحمة والمغفرة والصُلح ، ومفهومه عن الجهاد من الأساس مشوّه ، الكثير يتحدث عن مساوئ الوطن والهجرة ، وينسي أنه كان جزءاً أصيلاً من كل فساد ، ينسي أنه تشاجر في الجامعه مُدافعاً عن حقه في الغش ، متجاهلاً وقوفه حتي منتصف الليل لتصوير “البرشام” في مكتبة الحاج رشدي “أبو أحمد وزوج أم أحمد ” “تخيل لو وصل وأصبح وزيراً للعدل ؟ ” “الإجابة : وزير العدل منا ونحن منه ” …….الدين ليس مطية ولا تجارة ، والشهداء دماءهم حارقة للتجّار ، وحارقة للمفرّقين بنازية وعنصرية بغيضة ، والوطن ليس ملطشة للمتاجرين والمزايدين وأنصاف البشر واليائسين ، الوطن والحياة ليسوا خاضعين لأحد وبالتحديد لشخص دائماً يري بعين واحدة ، وزاوية واحدة ومنطق واحد ورأي واحد ، ولو حدث وأصيب في عينه الواحدة ورأيه الواحد لانتهت حياته فوراً
الختام : خليك مرن ………

اقرأ أيضًا:

محمد حسن: توابع فوائد القرنفل

 محمد حسن: اللص المدهش محمد صلاح  

 محمد حسن: مصر على الشيزلونج   

 محمد حسن: هل سمع صاحب “كلب شارع الأهرام “عن هاتشيكو؟  

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا