محمد نجم.. صانع "الإيفيه" وأستاذ الارتجال

إسلام سيد

محمد نجم، صاحب الإفيه الشهير في تاريخ المسرح الكوميدي “شفيق يا راجل”، بصوته الأجش، وحركاته البهلوانية، وردود فعله السريعة والمرتجلة التي تفجر الضحكات على خشبة المسرح، ضحك من القلب دون ابتذال أو إسفاف، فهو آخر عنقود عظماء المسرح، إذ أسس مسرحه الخاص على غرار مسرح الريحاني وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي الذي دائماً ما يصفه بالأستاذ الذي خرج من عباءته المسرحية.

نرشح لك: لينين الرملي.. الكاتب الذي أحب المسرح فخلده

يحتفل اليوم الفنان الكوميدي الشهير اليوم 14 يناير 2019، بعيد ميلاده الـ75، وفيما يلي يرصد “إعلام دوت أورج” لمحات من حياته:

تلميذ عبد المنعم مدبولي

ما زال يقدم نفسه كتلميذ عبد المنعم مدبولي، عرفاناً له بالفضل في نشأته المسرحية، إذ التحق بفرقة عبد المنعم مدبولي ليقدم معه أولى أدواره المسرحية في مسرحية “مولود في الوقت الضائع”، فيقول: “تعلمت منه قيمة المسرح واحترام الجمهور، وكيف أصنع “لازمة” تعلق في أذهان الناس”، لكنه كان حريصاً أن يصنع شخصيته المستقلة دون تقليد.

كوميديان بالفطرة

مهارة الإرتجال تبني شخصية فنية مميزة للممثل، إذ يكسر الحاجز بينه وبين الجمهور أو ما يسمى في فن المسرح بـ”الجدار الرابع”، مما يضاعف نسبة تفاعل الجمهور ويثير انتباهه وحماسه، خاصة في المسرح الكوميدي يعتبر الخروج عن النص جرأة تتطلب سرعة بديهة وحس كوميدي متيقظ دائماً قادر على البحث عن اللقطة المضحكة في كل ما يدور حوله سواء من الجمهور أو باقي الممثلين في جزء من الثانية، وإطلاق رد الفعل الذي يفجر الضحك داخل القاعة، حتى يضحك باقي الممثلين على خشبة المسرح، برع محمد نجم في الخروج عن النص وصنع لنفسه شخصية فنية فريدة ،أحياناً يكون حيلة للخروج من مأزق النسيان على خشبة المسرح، وأحياناً أخرى عن قصد وصفه بقوله: “هو نوع من الإبداع، كل يوم بيختلف عن اليوم اللي قبله، وفقاً لطبيعة المتفرج وتفاعله معي، مبقولش النص زي ما هو إنما بجمله الأشياء اللي بتخلي المتفرج مبسوط ومتقبله”، ففي مسرحية “البلدوزر” خرج “نجم” عن النص أمام توفيق الدقن وهو يجسد شخصية سامح الأرناؤطي، فقلده في طريقة كلامه وإيفيهاته الشهيرة، فلم يتمالك توفيق الدقن نفسه من الضحك على المسرح. وفي مسرحية “الخوافين” عام 1987 ،خرج “نجم” عن النص وبدأ يوجه حديثه إلى “الملقن” المتواجد على خشبة المسرح الذي يلقن الفنانين النص حال نسيانهم ذلك؛ وقام بالسخرية من الملقن  ووجه له بعض الجمل مثل “اصحى معانا؛ اديله الكلام”، ورفع الغطاء الخشبي عنه ليظهر للجمهور.

المغرد خارج السرب

رفض المقارنات منذ البداية، لم يقارن نفسه بفناني جيله، خاض بعض التجارب السينمائية والتلفزيونية، لكنه لم يجد ضالته في السينما أو الدراما، ففي حوار له مع الإعلامية راغدة شلهوب عندما سئل” ما هو المسلسل الأفضل في مشوارك الفني خرج ولم يعد أم غاب مع الأسمنت”، قال إن كلاهما لا يجب أن يذكرهم فلم يكن لديه وعي كافي ولم يقتنع بهم، فسرعان ماعاد إلى عشقه الأول المسرح ليركض خلف حلم البطولة المسرحية التي حافظ عليها على مدار 30 عاماً، فأسس مسرحه الخاص ليقدم أكثر من 36 مسرحية كوميدية خلدت اسمه في ذاكرة المسرح العربي، آخرها مسرحية “فتحيه بيه” التي تعرض حالياً.

لقاء مع الشعراوي

كان لقائه مع الشيخ الشعراوي نقطة تحول في حياته، غير في أفكاره وقناعاته، حيث ذهب هو وهناء ثروت إليه فنصحهم بالتوقف عن إثارة الغرائز وتقديم ما يخالف الضوابط الشرعية للناس، فاعتزلت هناء ثروت وقرر محمد نجم أن يمتنع عن العمل في السينما بسبب التنازلات الأخلاقية التي يفرضها المنتجين، واتجه إلى تأسيس مسرحه الخاص ليتمكن من الإلتزام بالمعايير الأخلاقية التي تتفق مع قيمه ومبادئه، مهاجماً العري والإثارة التي يقدمها صناع السينما الآن.

شاهد: خالد وياسمين وزواج المؤامرة..