محمد عبد الرحمن : تجديد الفيلم الديني

لماذا تعيد القنوات عرض الأفلام الدينية في المناسبات الإسلامية كأنها سنة مؤكدة؟

نقلا عن جريدة المقال

 

كي تعرف أن اليوم موافق لذكرى حدث مهم في التاريخ الإسلامي أمامك طريقان، إما أن تكون متابع لتواريخ هذه الأحداث وهنا لن تكون بحاجة لمن يذكرك طالما أنك تطلع على التقويم الهجري أولا بأول، أو تفتح القنوات المصرية حكومية وخاصة وتجد إعادة لفيلم ديني شهير، والشهرة هنا جاءت من تكرار عرض هذه الأفلام على مدار خمسين عاما أو أكثر قليلا، تخيل فيلما يتم اعادته على كل القنوات في كل المناسبات الإسلامية وفي شهر رمضان، طبيعي أن يحفظه الجمهور عن ظهر قلب، تماما كما كنا نحفظ قائمة المسرحيات الكوميدية التي لا تغيرها القنوات المصرية في عيدي الفطر والأضحى، وكان حدث عرض مسرحية جديدة الذي يتكرر كل عامين أو ثلاثة يتطلب احتفاء مبالغ به، وتساؤلات حول المسرحية التي ستخرج من القائمة هذا العام وتترك مكانها للعرض الجديد، لكن الأفلام الدينية أقل حظا من المسرحيات الكوميدية حيث توقف انتاجها منذ 4 عقود على الأقل، ومع ذلك تصر كل القنوات على أن عرض فيلم ديني واحد على الأقل هو القربان الذي تحتفل به كل قناة بذكرى الإسراء والمعراج أو المولد النبوي الشريف أو ليلة النصف من شعبان، تحولت الإعادة إلى سنة مؤكدة لا نعرف من أفتى بها من صناع الفضائيات ولماذا لا يفكر هؤلاء في قوالب إعلامية جديدة للاحتفال بالمناسبات الدينية، لماذا لا تنتج القنوات أفلام وبرامج وثائقية مثلا تربط القيم الروحية المستوحاة من هذه المناسبات بالأمر الواقع في حياتنا الآن، ومن أكد لهم أن جمهور 2015 لازال مستعد لمشاهدة فيلم ديني تمت صياغته بلغة ربما ناسبت عقد الخمسينيات التي خرج فيها الشريط للنور، وهل هناك فتوى تُحرم مرور المناسبة بدون إعادة نفس الأفلام؟ هذا عن فكرة الإعادة نفسها، لكن الأزمة الأكبر تكمن في المضمون، فبعدما تأثرنا بهذه الأفلام صغارا كبرنا لنعرف أن معظم ما فيها من أحداث غير ثابت تاريخية مثل أن تكون “الشيماء” قد عاصرت شقيقها في الرضاعة الرسول صلي الله عليه وسلم، فبقى من الفيلم أغنياته التي قدمتها بالمناسبة سعاد محمد لا سميرة أحمد كما كن نظن في الطفولة، كذلك لم يبق من فيلم “فجر الإسلام” سوى العبارات التي تحولت إلى كوميديا دون أن يقصد صناعها ذلك مثل “شُلت يدي ..إنها سليمة” و” ألا تستحم يا رجل” ، ويمكن أن تطبق ذلك على باقي الأفلام ويمكن أن تكرر القاعدة نفسها على أفلام حرب أكتوبر، هكذا يبدو أن المناسبات الدينية والوطنية حظها سيئ مع السينما المصرية، لهذا نطرح الآتي، لماذا لا يتم عرض الأفلام ومعها تعقيب يقول للناس ماذا حدث فعلا وماذا لم يحدث، وكيف أن هناك من قصد متعمدا أو عن حسن نية أن يشوه صورة كفار قريش ويجعلها كاريكاتورية إلى هذا الحد وكأنه بذلك يخدم الإسلام، بينما الدين جاء برسالة للروح والعقل لا تتعلق بالشكل الخارجي فليس كل كافر قبيح وليس كل مسلم بالضرورة حسن المظهر خفيض الصوت حلو اللسان، كما نحتاج لتجديد الخطاب الديني أكيد سيفيد الجمهور المتفرج لا القارئ تجديد الفيلم الديني، فهل من مدكر؟

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضا : 

محمد عبد الرحمن: طابور خامل في الصحافة المصرية

 محمد عبد الرحمن: نادية الجندي.. نجمة شهر شعبان   

 محمد عبد الرحمن : حمار المطار + ظلام ماسبيرو = عليه العوض ومنه العوض   

 محمد عبد الرحمن : الترند المزيف .. هكذا يصنعون الأولويات الوهمية

محمد عبد الرحمن : خطورة أن يخاصم الرئيس الإعلام المعارض

 محمد عبد الرحمن : مبارك “يحاصر” السيسي إعلامياً   

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا