محمد حسين: دليل مواطن الفيسبوك لفلترة الأخبار

أما بعد، فتاريخ الفيسبوك في بلدنا ينقسم لما قبل الثورة وما بعدها. هذا الشباب المخضرم الذي عاصر العهدين سيتذكر قبلها عندما كنا نزن ما ننشره من أخبار، لأنه من السهل وقتها على المؤسسات الضخمة أن تكذّبنا إذا وجدت أدنى خطأ في كلامنا بهدف تقوية الرواية السيادية المقدسة، ولهذا كانت الصورة دليل والفيديو حجة لا يمكن ردها. بعد الثورة لم تعد المؤسسات تبحث عن مواطن الضعف لتنقض رواية الشبكات، بل أصبحت المؤسسات فاعل يصطنع البالونات والفقاقيع لأهل الشبكة، أو تفعلها من أجل الترافيك وخلاص.

نحن أيضا تغيرنا، هذا الصراع الدامي جعل لكل صورة وفيديو آلاف الزوايا لفهمها، لم يصبح هناك منطق واحد ننطلق منه سويا، بل أصبحت “مناطق” إذا صح التعبير. في هذه الشبكة المعقدة، هناك أزقة تؤمن بعودة الميت، شوارع لا تزال تنتظر الهارب، ميادين تعطي أرواحها مرة أخرى لذات النصاب، ومدن يتنافس أهلها في حب وتقبيل المختلس الفاسد.

الآن، بشكل ما عدنا لعصور ما قبل الثورة: شبكات تهاجم وتدعي، في مواجهة مؤسسات تنفي وتشتت، بل أصبح الأمر أصعب، فالجمهور لم يعد محايدا، ولكل واحد مصلحة في ترويج روايته أو كذبته. ما لم تكن وغدا ومتصالحا مع هذه الحقيقة، فإن تصديق ونشر كل ما يصلك من أخبار لن يساعد قضيتك، فالكذب قد يدفع المؤسسات للإفصاح عن بعض المعلومات من أجل النفي، ثم بعد فترة يصبح الأمر معتادا، سيكون النفي بدون إفصاح، ونصطبح نحن للهري بلا فائدة في موضوع جديد.

لهذا يا عزيزي اللورد، إذا كنت تريد أن تحافظ على أعصابك في درجة حرارة الغرفة ولا تتركها تشتعل بنيران الأخبار الكاذبة، فيمكنك الاستفادة من نصائح يكتبها شخص شهد عصر الفيسبوك قبل وبعد الثورة، كما أنه تواجد لفترة أيضا في غرف صناعة الأخبار واصطناعها.

1- افتح اللينك قبل الشير، في أحوال كثيرة يكون العنوان مختلفا عن المحتوى.
2- إذا كان فيديو فشاهده كاملا، وإذا كان مكتوبا فاقرأه لآخره، وإذا وجدت ما يدفعك للشير، ففكر قبلها في هدفك من هذا.
3- مرة ثانية، افتح اللينك قبل الشير.
4- انظر لتاريخ النشر، سواء في بوست الفيسبوك أو في اللينك نفسه، لأن كثير من الأخبار تعطي معنى معاكس تماما بعد مرور الوقت.
5- وحياة والدك لا تنس فتح اللينك قبل الشير.
6- الصور أكثر عنصر يمكن التلاعب به، لا أقصد الفوتوشوب الذي تحول إلى برنامج أسطوري يمكنه افتعال أي شيء حسب روايات البعض، فمن السهل دائما كشف تلاعب الفوتشوب والأمر لا يحتاج حتى لخبرة، والأخطر هو التعليق المصاحب للصورة، مثلا لديك صورة رجل يحمل سلاحا ويطلقه على شيء ما، قد يكون الرجل إرهابيا، أو يكون تابعا للشرطة، أو من الأهالي، أو متظاهر في دولة أخرى.. بالطبع التعليق على الصورة هو ما يوجهك.
7- يمكنك التحقق من مصدر الصورة وتاريخ نشرها لأول مرة، هذا هو ما تقوم به صفحة “ده بجد؟”، حيث تبحث عن نشر سابق للصور بمحرك بحث، وغالبا ما يكون النشر التالي بغرض التزوير أو لانتزاعها من سياقها، لكن هذه الطريقة تصلح دائما للنفي ولن تصبح إثباتا لصحة الصورة.
8- تشكك دائما بالصور، وأبوس إيدك افتح اللينك.
9- تزوير الفيديو أصعب من الصور، ولا يوجد شيء اسمه فوتشوب في الفيديو، إمكانيات التلاعب غالبا بدائية، ولهذا يتم استخدام الفيديو بأن يتم اجتزائه من السياق، كمثال: فيديو تظهر فيه أختك وهي بصحبة رجل وتخرج من منزل ما، ومع الفيديو عنوان مثير للغضب. قد يكون الرجل مدرس خصوصي، قد يكون طبيبا استدعته الفتاة لعلاج جارتكم المريضة، قد يكون المنزل هو مركز دروس خصوصية.. وقد لا تكون أختك من الأساس لكن عنوان الفيديو وتشابه الملابس أوحيا لك بذلك.
10- ما يقوله المذيع ليس خبرا بالضرورة، لهذا لا يمكنك الاعتماد عليه دائما، يمكنني الظهور في التليفزيون وإعلان أن “فلان أمه نعيمة ألمظية”، هل يعني هذا أن تصدقني؟
11- هناك مسافة كبيرة بين الخبر، وبيـــــــــــــــــن الرأي أو التقارير والمتابعات، الخبر يسجل حدث ما، فعل وفاعل ومفعول به في زمن ومكان ما، كونك ترفض الحدث لا يعني عدم حدوثه، وأي مادة تدعي أنها خبرية وتفتقد لهذه الشروط لا يمكن اعتبارها خبرا.
12- من أجل النقطة السابقة، أرجوك افتح اللينك.
13- مصداقية المصدر نسبية طبعا، لكن لا يمكنك أبدا تصديق مصدر له سوابق في الكذب حتى لو كان مؤسسة كبرى، ولا يمكن الاعتماد على مصدر لا يمكنه تحمل توابع كذبه، صفحة ظهرت أول أمس يمكنها أن تنشر خبرا كاذبا ثم تختفي بسهولة.
14- شهادات مواطني الفيسبوك لها مصداقية أحيانا.. تخيل!! في النهاية يمكن تكذيب ونقد هذه الشهادة، بمعنى أن صاحبها سيتحمل نتيجتها، بشرط أن تكون هذه الشهادة شخصية فعلا وليست منقولة أو تسجل شهادة ابن خالته، وأن حسابه حقيقي وليس مفتعلا وليس معتادا على تقديم شهادات كاذبة.. أحيانا تكون هذه الشهادات أكثر مصداقية من تصريحات المسؤولين.
15- في النهاية، إذا كنت تشعر بالحيرة فيمكن أن تسأل عن صحة شيء ما وستجد اللينكات تنهال عليك من الأصدقاء، كما أنه يجب عليك دائما أن تفتح اللينك.

نقلا عن زائد18

 

اقـرأ أيضًـا:

 محمود سعد: عندنا دعاة “ما يعلم بيهم إلا ربنا”   

 رامي رضوان ينفعل على موظفة “البهائم”   

 رئيس نادي الزمالك لمحمد شبانة : إنت إخوان وكنت ضارب دقن   

 أبو تريكة و حسن نصرالله .. عواجل “الفجر” التي لا تحدث   

 ريهام سعيد لمذيع إخواني: ‫يا مهزأ يا أهبل   

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا