محمد أبو مندور: نصيحة من شخص عادي

هل أنت مختلف عن الآخرين؟ هل تشعر بأنك تتميز عنهم؟ هل ترى بأنك موجود في المكان الخطأ والزمن الخطأ؟ حاول أن تجاوب على تلك الأسئلة، على أن تضع أسباباً لكل إجابة لعلك تصيب قناعة البعض.

الاختلاف والمغايرة آفة العصر، فالجميع يريد أن يكون مختلفاً وأتى ذلك على حساب نفسه وعلاقاته بالكون حوله. فالكل يكاد يصيح في وجهك “أنا مختلف” وإن لم يقلها لفظاً ستجده يبرزها إما بشكله أو ملبسه أو تصرفاته. يربي لحيته أو شعره، يرتدي جينز مهلهل، أو جلباب قصير وصندل، يرسم وشماً على رقبته أو يصطنع زبيبة صلاة، أو ترتدي نقاباً وتتفنن في تكحيل عينيها أو ترتدي الضيق بالرغم من وزنها الزائد، تضع قرطاً في أنفها، أو عدة أقراط في أذن واحدة دون الأخرى. كل هذه صور من الخروج عن النمطية والشكل الطبيعي لأفراد المجتمع الآخرين وذلك بحثاً عن الاختلاف والتميز.

كان هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون أي الأفكار والقناعات فهناك الكثيرون الذين يصعقونك بأفكارهم الغريبة والتي تتسم بالمغالاة في استحداث أمور غير منطقية لا لشيء إلا ليقال عنه انه مثقف أو يساري أو يميني أو رأسمالي أو اشتراكي أو أي من تلك التصنيفات. هؤلاء تشعر أنهم يرتدون ملابس ليست لهم أو يغطون صلعتهم بشعر مستعار فلا هم من هذا الفريق أو من ذاك. كالعجوز الذي يصبغ شعره بلون فاحم السواد ويرتدي قمصان مزركشة وسلسلة في رقبته ليتقرب من الحسناوات اللوات هم من عمر أحفاده فلا هو بالشاب ولا هم سيتقبلوه. الأفكار التي يعتنقها الإنسان تصبح من تكوينه وتتغلغل في وجدانه ولا تحتاج لمغالاة أو تطرف في العرض والاستعراض بها، أما البحث عن الاختلاف لإبراز الذات فهذا أمر مدمر ولا تستقيم معه الأمور.

الادعاء يغلب على هؤلاء الباحثين عن الاختلاف، وأقرب مثال هنا هو شخصية عادل إمام في مسرحية أنا وهو وهي حين ادعى بأنه هو المحامي صاحب المكتب وأصبح يتكلم من طرف أنفه ويختال بصولاته وجولاته في المحاكم، وما أن وقع تحت يد الشخصية الشريرة “النمساوي” تحول إلى فأر مذعور- كذلك أصحابنا مدعي الاختلاف ما أن يقعوا في مأزق فإنهم يتخلون عن القناع ويعودون إلى طبيعتهم التي لا تختلف عن أي مواطن عادي “غير مختلف”.

نصيحة من شخص عادي لكل باحث عن الاختلاف، كن على طبيعتك..كن نفسك لا أحد آخر، ستشعر بأنك حقاً متميز.

اقرأ أيضًا:

محمد أبو مندور : إعلام “التكاتك” الموازي

محمد أبو مندور: إعلام مؤيد أم معارض

محمد أبو مندور: (طرق مصر).. يرصد، يعرض، يسخر، ويُبكي

محمد أبو مندور: أسمع كلامك أصدقك، وأسمع برامجك استغرب!

محمد أبومندور: ليت قومي يقرأون

 

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا