محمد حربي : سطوة السوشيال ميديا ..صناعة النجوم وتحطيم الآلهة

ما الذي يجمع بين ياسمين النرش، باسم يوسف، عبد الله كمال، ابلة فاهيتا، أكرم الشرقاوي و أخرون ..انها السوشيال ميديا يا عزيزي بلا فخر ..طيب ازاي؟
قبل ما اقولك احب افكرك اني سعيد أنك سألت السؤال ده و أليك الاجابة ببساطة
عندما قدم باسم يوسف ما يراه هو حق له في ابداء رأيه فيما يحدث في مصر، سارع أفراد السوشيال ميديا إلى اطلاق حملة تدعو المعلنين في برنامجه لمنع الاعلانات عن البرنامج الأكثر نجاحاً في تاريخ الميديا العربية، ربما كان هذا سبب ضمن أسباب أخرى دعت لإيقاف البرنامج، و ربما سطوة من يتخيلون انهم قادرون على توجيه السوشيال ميديا هي التي دعت باسم للتوقف عن الكتابة رغم اعتذاره عن عدم ذكره مصادر اقتباساته في مقالاته، لكن حالة باسم يوسف هي الأقل تأثيراً و هناك ما هو أصعب .

ليلة 28 يناير 2011 قام عدد من النشطاء بنشر عنوان سكن و أرقام تليفونات الكاتب الصحفي الراحل عبد الله كمال في دعوة صريحة “للتوجيب معاه” لأنه ساند نظام مبارك صحفياً حتى النهاية، ألا يذكرنا هذا بمن نشروا صورة بطاقة الرقم القومي و بيانات ياسمين النرش “سيدة المطار” ؟
قامت مجموعة قنوات cbc باستقدام الكوميدي الأمريكي من أصل مصري روني خليل لتقديم برنامج كوميدي، لكن إدراة القناة قررت الاستغناء عن المشروع بعد صرف ميزانية تقترب من الثلاثة ملايين جنية و كان من الطبيعي انقاذ الموقف، و تم إنقاذه بأكرم الشرقاوي ببرنامج”عرض كبير” و بغض النظر عن مستوى البرنامج الا أن سطوة السوشيال ميديا دفعت الشركات المعلنة لدى cbc أن تطلب من الإدارة إيقاف البرنامج لأن مردوده سلبي على السوشيال ميديا !! و تم ايقاف البرنامج بعد ست حلقات فقط و هو شئ يحدث حالياً مع برنامج “أبلة فاهيتا” على الرغم من محاولات انعاشه دون جدوى .
طيب ..سيبنا من الإعلاميين و البرامج ..حد فاكر كلب الهرم ؟ ازاي اتنشرت الصورة على تويتر و أصبحت تريند دفعت الحكومة لاتخاذ موقف يعتبر هو الأسرع في اقتياد قاتلي الكلب إلى المحكمة ..بلاش دي ..حد فاكر فيديو الشابين اللي تحرشوا ببنت و ظهر في النهاية انها صديقة لهم و انهم “بيهزورا معاها” ، يومها الداخلية لم تنام حتى تم القبض على الشابين و اظهار الحقيقة لشعب السوشيال ميديا
السوشيال ميديا في مصر صنعت نجومية البعض و انهت ألوهية البعض الاخر، صعدت بقلة إلى عنان السماء و دقت اعناق كثيرين من علو سابع سما، فهل العيب فينا ام في السوشيال ميديا ؟
ياسمين النرش بعيداً عن موقفها أو أن ضهرها “حديد” و أن ” اللي ليه ضهر أكيد مش هيتضرب على بطنه ” خير مثال على سطوة السوشيال ميديا و استخدامها ، ..بالراحة معايا علشان نفهم .. عدد من الاسئلة يجب الإجابة عليها :
1- من المسئول عن تسريب الفيديو الذي يعتبر دليل إدانة إذا كانت ياسمين النرش مثلت أمام أي جهة تحقيق ؟
2- من المسئول عن تسريب صورها و معلومات عنها و صورة بطاقة الرقم القومي و عنوان سكنها ؟
3- من المسئول عن حالة الهياج التي جعلت دراما حياتنا بها ثلاث سيدات بعد أن كن اثنتين فقط : سيدة القطار، سيدة القصر و أخيراً سيدة المطار
الإجابة مش عندي (لو عارف هأقول) لكن اللافت أن الميديا (برامج توك شو و صحف) أصبحت تابعة للسوشيال ميديا ، و ربما نشر تغريدات فجر السعيد بخصوص عمليات الجيش المصري سواء في ليبيا او اليمن، التي أصبحت مصدر إخباري مهم لعدد كبير من صحفنا الخاصة، و أنه أصبح من المعتاد ان ترى خبر ” شاهد أول تعليق لفلان على فلانة على تويتر ” أو تفتح برنامجك المفضل و أنت متأكد أن “الهري” الليلة هيكون على نفس “الهري” اللي كان على تويتر امبارح، لقد حولنا السوشيال ميديا (و تحديداً تويتر) لمصدر للأخبار و غالباً وسيلة للبلطجة الإعلامية .
زمان لما أنور وجدي طلق ليلى مراد و حب ينتقم انها مرضيتش ترجع له، سرب خبر أنها تبرعت بفلوس كتير لدولة اسرائيل، الجرايد في مصر مكدبتش خبر اتناقلت الخبر و كادت نجومية ليلى مراد تضيع في بداية الخمسينات لولا مساندة قائد الجناح وجية أباظة (الذي تزوجها فيما بعد لفترة) و اضطرت لنشر عدد من التكذيبات و انتاج فيلم عن حرب فلسطين هو الأسوء في تاريخها على الاطلاق، تخيلوا معي ماذا لو كان على أيامها تويتر و فيسبوك ؟؟؟
السوشيال ميديا أصبح لها سطوة، و أحيانا حظوة، و غالباً بريق، مازلت اتذكر دخول كاتب تحول لمذيع فيما بعد في جلسة عمل و عندما بدأ بتعريف نفسه قال و هو مبتسماً : فلان الفلاني 56 الف فولورز على تويتر !! اصبحنا نقيس أهميتنا بعدد من يتابعونا، أصبحت السوشيال ميديا سيفاً مرفوعاً فوق رقاب الجميع، السوشيال ميديا صنعت نجومية برنامج آخر كلام أيام ثورة يناير مع أنه كان موجوداً على نفس الشاشة قبلها بفترة طويلة وهي التي أطلقت عليه رصاصة الرحمة فيما بعد عندما اختلفت المسارات و الأمزجة .

ياسمين النرش حالة ضمن حالات بغض النظر اذا كانت مسنودة و لا واقفة على رجليها، صناعة نجومية إسلام بحيري بدأت من السوشيال ميديا، و غالباً بتنتهي في نفس مكان البداية… و نجومية البعض انتهت في 140 حرف بدون مبالغة
أيها السادة نحن نعيش عصر بلطجة السوشيال ميديا و اللي عنده فولورز أكتر مني يوريني نفسه ..هذا هو الشعار و هذة هي قواعد اللعبة .

اقرأ أيضًا:

محمد حربي : لماذا غنت أم كلثوم لملك السعودية؟

مذيع إخواني: واقعة المطار “ترامادول إعلامي” برعاية المخابرات

حسين سالم ينفي اتصاله بمبارك: مش وقت حب

ريهام سعيد بعد الهجوم عليها: “حأعمل بلوك لكل الناس قليلة الأدب”

معتز عبد الرحمن: ماذا خسرنا بتشويه الدراما لكفار قريش؟!

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا