في عيد ميلادها الـ68.. الإعلامية صفاء أبو السعود التي ينتظر عودتها الجمهور

هبة الله حسين
روحها الطفولية فتحت أمامها أبوابًا كثيرة للتألق نحو مجال الفن والغناء، لتبدأ في سن صغيرة مشوارًا فنيًا حافلًا بالعديد من الإبداعات التي شكلت حيز كبير في وجدان الطفل والمشاهد الكبير أيضًا، فبالرغم من التألق اللامع في مشوارها الفني والحواري  الذي ما لبث واختفت عن الساحة تاركة وراءها إرثًا فنيًا يُذاع عبر شاشات التليفزيون في المناسبات أو عبر القنوات الفضائية ذات الاتجاه الاجتماعي لعرض أغنياتها، هي الفنانة والمغنية والإعلامية صفاء أبو السعود.

نرشح لك: 10 تصريحات للإعلامية داليا أبو عميرة.. أبرزها عن تقديمها لنشرة الأخبار


تحتفل اليوم الإعلامية صفاء أبو السعود بعيد ميلادها الـ68، اليوم ٩ أكتوبر، ويرصد “إعلام دوت أورج” فيما يلي أبرز:


نجمة الاستعراضات

فنانة وإعلامية مصرية، اسمها صفاء عبد المنعم أبو السعود، من مواليد 9 أكتوبر عام 1950، حصلت على دبلوم من معهد الكونسرفتوار عام 1967، ثم دبلوم من قسم الإخراج بالمعهد العالي للسينما عام 1972.
البداية الفنية المُبكرة.

بدأت “أبو السعود” حياتها الفنية مُبكرًا في سن صغير، لتشق عملها نحو النجومية بقوة وتلفت الأنظار حول أدائها المميز، وذلك من خلال برامج الأطفال مع “بابا شاور” و “ماما سميحة”، فضلًا عن تقديمها الاستعراضات الغنائية الراقصة مُنذ أن بلغت عامها الـ 16، والاتجاه بعد ذلك كان سريعًا إلى عالم السينما في أول أدوارها في الفيلم السينمائي “هي والرجال” قبل تخرجها من معهد السينما بـ6 سنوات.


صفاء والسينما


استطاعت “أبو السعود” الانطلاق نحو عالم السينما حينما كانت تدرس في المعهد العالي للسينما، بل أنها خطفت إليها الأنظار سريعًا حتى احتلت مكانة مميزة استطاعت من خلالها أن تكون بين نجوم ونجمات الصف الأول حينها، ثم البطولة المطلقة للعديد من الأفلام السينمائية.
وشاركت في أول أعمالها السينمائية في فيلم “هي والرجال” بطولة الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز، وأحمد رمزي بمشاركة عدد كبير من النجوم الشباب في ذلك الوقت كان من بينهم شمس الباردوي وصفاء أبو السعود إنتاج عام 1965، قصة إحسان عبد القدوس وإخراج حسن الإمام.


وتوالت بعد ذلك أعمالها السينمائية  لتقدم فيلم “هو والنساء” بطولة رشدي أباظة وهند رستم وبمشاركة عدد كبير من الفنانين الشباب في ذلك الوقت كان من ينهم صفاء ابو السعود، ثم مشاركتها في فيلم “لالا ياحبيبي”،  و”رضا بوند”، و “أوهام الحب” مع الفنانة نجلاء فتحي، و”عماشة في الأدغال”، و”عندما يغني الحب”، و”السلم الخلفي”، و”شياطين إلى الأبد”، وبمبه كشر”، و”غراميات عازب”، و”البحث عن المتاعب”، و”الزوج المحترم”، و”أولاد الحلال”، و”شباب يرقص فوق النار”، و”احترس نحن المجانين”.
ولم يكن اتجاهها نحو السينما فقط، بل قدمت عدد من المسرحيات كـ”أجمل لقاء في العالم” مع الفنان أمين هنيدي، فضلًا عن مسرحية “أولادنا في لندن” والمسرحية الأكثر شهرة لها “موسيقى في الحي الشرقي”، وذلك لمشاركتها سمير غانم، جورج سيدهم بطولتها.

أغنيات الأطفال


أحدثت “أبو السعود” طفرة غنائية خلال تقديمها عدد كبير من الأغنيات التي أثرت في وجدان المستمعين والمشاهدين لها وخصوصًا فئة الأطفال، وأصبحت عادة  ترديدها أمر مفرح يدخل البهجة سواء كان ذلك في المناسبات أو قد تحمل الأغنية ذكرى لمراحل الطفولة للأجيال المختلفة.
1-“أهلًا بالعيد”
تلك الأغنية التي تحمل بهجة العيد، ينتظرها جميع الفئات ملتفين حول شاشات التلفاز منتظرين إذاعتها أثناء الاحتفال بالأعياد، فهي الأغنية التي أصبحت ذات أثر محبوب وصيت منتشر حتى الآن في مصر والوطن العربي أيضًا، وكان لها شهرتها الكبرى في مرحلة التسعينات لتكون الأغنية الرئيسية والمحببة إذاعتها كل عيد دون ملل منها، من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان جمال سلامة وغناء وأداء صفاء أبو السعود.


2-“أجازة سعيدة”
وتستكمل “أبو السعود” طريقها مع الأطفال من خلال تقديمها عدد كبير من الأغنيات لهم، ليميل لها عدد كبير من الأجيال المختلفة، وكان من بين تلك الأغنيات أجازة سعيدة من كلمات محمد حمزة وألحان هاني شنودة وغناء صفاء أبو السعود.

3-“خشب وخشب”
اهتمت “أبو السعود” في ظهور الأطفال معها أثناء استعراضها للأغنيات التي قامت بتقديمها حتى تكون ذات أثر على الأطفال المشاهدين لها ومن أهم أغنياتها المقدمة لفئة الأطفال “خشب وخشب”.


4-“ياصحابي وصحباتي”
من أشهر الأغنيات التي قدمتها “أبو السعود” للأطفال وكانت ولازالت ذات صيت واسع بين فئة واسعة من الأطفال، تميزت بالحن المميز على الأذن والكلمات البسيطة ذات التأثير السريع، فضلًا عن حركاتها الاستعراضية الخفيفة وسط الأطفال والتي جعلت من الأغنية أسطورة لأغنيات الأطفال على مدار سنوات كثيرة لتميزها بتوجيه النصح للأطفال ببساطة.


5- “في الكتب قرينا”
حثت الأطفال على القراءة خلال أدائها لأغنية “في الكتب قرينا”، مُعتمدة على تأثيرها الواضح في كثير من الأغنيات التي قدمتها على كثير من الأطفال وكأنها تمتلك نفس أعمارهم وترافقهم اهتماماتهم.

الشاشة الصغيرة

بتمتع مشوار الفنانة صفاء أبو السعود الفني بعدد من المسلسلات التليفزيونية والتي نالت نجاحًا كبيرًا في وقتها، بل عندما يُعاد إذاعتها مرة أخرى تجد الكثير من المشاهدين يلتفون حول الشاشة الصغيرة لمتابعتها وكأنها تُعرض حصريًا، ومن بين تلك المسلسلات:” إلا دمعة حزن، النهر والتماسيح، ملكة من الجنوب، غوايش، هي والمستحيل، برج الحظ، ضيوف مزعجين جدًا”.
الإعلامية صفاء أبو السعود
في منتصف الثمانينيات التقت برجل الأعمال السعودي صالح كامل، الذي كان يمتلك حينها شركة للإنتاج الإعلامي بالرياض، وظل يراقبها فترة إلى أن طلب منها الزواج، فاعتزلت “صفاء” الحياة الفنية بناءً على طلبه، وتفرغت لبناتها الثلاث “هديل وأصيل ونضير”.
وتبتعد “أبو السعود” عن أضواء التمثيل لتؤثر حضورها في تقديم البرامج التليفزيونية التي تتمتع بفن الحوار، وكان من بين تلك البرامج “أوراق سينمائية، سهراية، وساعة صفا”، وحققت نجاحًا باهرًا كإعلامية مع زوجها في شبكة تلفزيون العرب ART، وقدمت لأول مرة برنامجًا تليفزيونيًا بعنوان “ساعة صفا”، تمكنت من خلاله من الكشف عن خبايا وأسرار الكثير من نجوم الفن الكبار، كـحوارها مع الفنانة والمطربة اللبنانية صباح، والفنانة ليلى فوزي، والفنانة المعتزلة إيمان، والفنان أحمد رمزي، والمطربة الجزائرية وردة.


الاختفاء المفاجئ عن الساحة الفنية
وبدون أي مقدمات اختفت الفنانة والإعلامية صفاء أبو السعود عن الساحة الفنية والتليفزيونية نهائيًا، ويكون الاعتماد في ظهورها فقط على بعض المناسبات الشخصية كزفاف ابنتها، وبعض المناسبات غير السارة في عزاء أحد الزملاء أو الزميلات داخل الوسط الفني، أو إجراءها عدد من الحوارات في القنوات الفضائية لتكشف عن سبب تغيبها المفاجئ.
وقالت “أبو السعود” عن تغيبها سنوات كثير عن الأضواء، إنها الآن أصبحت مسئولة بارتباطات عائلية، وهذا السبب الرئيسي في البعد في كثير من الأحيان، لافتة إلى أنها عندما يتوفر لها الوقت الكافي لمتابعة أعمالها السابقة التي تُعرض عبر القنوات الفضائية تكون متابعة جيدة لها.
وأضافت، خلال حوارها مع يارا  الجندي في برنامج “لسه فاكر” عبر “نجوم أف أم” في بداية عام 2018، أنها تتابع أعمالها كي ترى نفسها كيف كانت تقوم بالدور وطريقة أدائها، مشيرة إلى أن أفضل الأعمال بالنسبة لها “على باب زويلة، غوايش، هي والمستحيل” حيث إن هي والمستحيل كان نقلة بالنسبة لها في نوعية الأدوار، فضلًا عن مسلسل كوميدي جمعها بالفنان عادل إمام تعتز به.
وتابعت، أنها لم يكن لديها القرار بشأن دراستها من البداية خاصًة أنها ليست قاهرية وأنها من محافظة المنصورة، فضلًا أنها لديها شقيقة توأم، لم تفارقها نهائيًا، وبعد نقل عمل والدها إلى القاهرة وتواجدها معه ومع باقية العائلة، وأنها عندما تفاجأت بجو القاهرة الصاخب قررت عدم الذهاب إلى المدرسة، وكي تشجعها شقيقتها على التعود على جو القاهرة قدمت لها في إحدى برامج الأطفال.


وعبرت الفنانة أبو السعود عن اشتياقها للجمهور، ولذلك عادت في أوبريت “فرحة مصر” في أبريل الماضي، حيث إنها عادت لتقديم ذلك الأوبريت لإعادة عرض أغنياتها الخاصة بالأطفال من خلال بعض العروض التي تقدمها، وأن عودتها فقط كانت من أجل الأطفال لتعلقها الشديد بهم.
وأضافت “أبو السعود” خلال حوارها مع الإعلامية بوسي شلبي في برنامج أحلى النجوم المُذاع عبر الفضائية “المحور”، وأنها لديها رغبة دائمة في الاشتراك في الاحتفالات الخاصة بالطفل، لافتة أن دومًا عودتها تكون من أجل الأطفال لكونها بدأت في صفوف الأطفال.
وتابعت، أنها دومًا تريد تقديم الموضوعات التي تُساعدهم، ويجعلهم أكثر حيوية وتفاؤل وإيجابية، فضلًا عن اهتمامها بتوعية الأطفال في أغنياتها على معرفة عناصر في المجتمع لا يعلمون عنها شئ كالجنود في الجيش والبحرية في أغنية “في الني ني”.
واستكملت، أن الفنان الذي يقوم بتقديم أعمال خاصة للطفل، فهو شخص فدائي لأنه من وجهة نظرها لايمكن أن يقوم بتقديم أي دور شر أو غير أخلاقي في إحدى المسلسلات أو الأفلام، حتى لا يفقد مصداقيته عند الطفل عندما يوجه له بعض النصائح أو المعلومات في المحتوى الذي يُقدمه له.
وأوضحت، أن هناك إنعدام في تأليف أعمال خاصة بالأطفال، وأن أغلب النجوم والفنانين الكبار يتجهون لتقديم أعمال تناسب أعمار ذوي السن الكبير، لأنه بالنسبة له هذا الأفضل والأربح له لذا فهناك ندرة لمقدمي محتوى جيد للطفل يستحق أن يتعلم منه عادات سليمة.
وكشفت، أنها لم تكن تدرى أن أغنية”أهلًا بالعيد” ستحقق هذا النجاح الكبير، رغم بساطة المحتوى المقدم من ألحان وكلمات، فضلًا عن مكان التصوير غير المكلف، لافتة أنها تسعى كي تقدم أعمال جيدة مثل “غوايش وهي والمستحيل” لأنها كان لها تأثير قوي على الجمهور.
وقالت، إن السبب الرئيسي في عدم تقديم أعمال درامية خلال الفترة الأخيرة، التوقيت غير المناسب حيث من الممكن أن تكون خارج مصر، أو منشغلة بشيء آخر، لافتة أن أغلب الوقت تُعرض عليها بعض الأعمال ليست التي تحقق النقلة في مشوارها الفنية كي تٌقدم على تقديمها بشغف، ولكن بخصوص الأعمال الخاصة بالطفل فهناك استمرارية في تقديم الأغنيات وعمل الحفلات دون انقطاع كحفلة مركز راشد للسياحة لصالح الأطفال متحدي الإعاقة.


وكشفت “أبو السعود” أنها ستعود لتقديم البرامج ولكن مع تغيير اسم البرنامج وعدم استخدام “ساعة صفا”، معبرة أنها لا تضع في بالها عملها كمذيعة حيث إن هذا العمل جاء معها بالصدفة، ولكن احتمال أن تقوم بعمل برنامج آخر جيد ومميز وبعنوان آخر، وقد يكون عبر فضائية آخرى غير الـ”ART”.
وتابعت خلال حوارها في “أحلى النجوم”، أنها من الممكن أن تنوع في اختيار نوعية البرنامج الذي ستقدمه بحيث يكون برنامج موسيقي أو غنائي، إلا أنها لم تعد بعد وما زال الجمهور في انتظارها.