بول هاجيس يكشف كواليس صناعة الأفلام في مهرجان الجونة السينمائي

قام المخرج والكاتب العالمي بول هاجيس بتقديم محاضرة رئيسية حول كتابة السيناريو وصناعة الأفلام خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي اليوم، والتي حضرها عدد كبير من صناع الأفلام والمهتمين من الكتاب والمخرجين. حيث شدت المحاضرة تفاعلا كبيرا نتيجة إهتمام الحضور بالإستفادة من خبرة هاجيس فيما يخص مسؤوليات كتاب السيناريو في صناعة السينما مستقبلا.

نرشح لك: أهمية المهرجانات.. عنوان جلسة نقاش بمهرجان الجونة

 “وقال بول هاجيس خلال المحاضرة: “قد يبدو أن صناعة الأفلام وكتابة السيناريو شيئين مختلفين للوهلة الأولى، ولكن في الحقيقة فإنهما يتشاركان في العديد من الخصائص حيث يتطلب كلاهما القدرة على خلق عوالم وشخصيات، بالإضافة الى الخيال اللازم لخلق تلك الشخصيات، ومهارات التواصل اللازمة لنقل الرؤية الشخصية لفريق عمل من المتخصصين”.

 كما ناقش هاجيس ما يتطلبه دور كل من الكاتب والمخرج لإظهار أفضل ما في كل شخصية في الفيلم، حيث وجه تساؤل للجمهور حول إذا كان من اللازم أن يفكر المخرج ككاتب أثناء كتابة السيناريو، أو أن يعتمد على مدى معرفته بالنص أثناء عملية الإخراج؟

 وأضاف هاجيس “من الضروري أن تتمكن من رؤية عملك من وجهة نظر شخص آخر من دون اصدار أحكام مسبقة”.

 ولدى حديثه عن فيلمه الفائز بجائزة الأوسكار، إصطدام، والذي قام بكتابته وإخراجه، قال هاجيس أن الفيلم كان يحكي قصة عن عدم التسامح. وعلق في هذا الصدد قائلا: “تتملكنا جميعا مشاعر خوف نحو الآخر، وهو ما يسمح لنا بتحديد صورة عنهم بشكل أو بآخر. فنحن لا نبحث عن أنفسنا في الآخر، ونركز على اختلافاتنا”. وأضاف هاجيس: “لقد كتبت الفيلم في أعقاب حادثة سرقة سيارتي بالتهديد من قبل شابين، حيث تساءلت على مدار عشر سنوات عن شخصيتهما وما دفعهما لإرتكاب هذه الجريمة وأذيتي. لذا فقد قررت كتابة هذا الفيلم عنهما، ومن خلال عرض وجهة نظرهما، وفي غضون ذلك راودتني العديد من الخواطر حول كيفية عزلنا لأنفسنا في فقاعات مغلقة، سواء كانت تلك الفقاعات ممثلة في سياراتنا أو بيوتنا، بهدف حماية أنفسنا ممن يختلفون عنا. وتساءلت على مستوى أعمق أننا نشتاق للمسة من شخص غريب، وهو ما شجعني على إختيار إسم الفيلم “إصطدام”، والذي يرمز لمدى إشتياقنا لتلك اللمسة، والى احتياجنا للتصادم والإرتطام مع أشخاص آخرين، وإلا سنستمر في العيش في تلك الفقاعات”.

 كما تحدث هاجيس عن الشخصية التي قدمها الممثل مات ديلون في الفيلم، والتي تظهر في جزء من الفيلم كشخص شرير ثم تتطور الأحداث لتتحول الى شخصية بطولية. حيث يرى هاجيس أهمية التساؤل عن ماهية النفس، ومن نحن؟ فليس من المهم معرفة الإجابة، ولكن الحقيقة أننا نمتلك صفات الخير والشر في نفوسنا.

 كما وضح هاجيس للجمهور أن الحرب الأمريكية الثانية على العراق كانت أيضا سببا في كتابة وإخراج الفيلم، حيث قال: “أن الوطن بأكمله كان قد التف حول الرئيس في ذلك الوقت، وهو ما دفعني لسؤال العديد من الأمريكيين عن سبب إحتلالنا للعراق، وهو السؤال الذي لم يتمكنوا من الإجابة عنه بشكل واضح، غير القول أنه رجل غير صالح يؤذي شعبه. حيث دفعني ذلك للتساؤل مجددا عن باقي الأشرار حول العالم الذين يؤذون شعوبهم أيضا. حيث ظهر لي أن السبب الحقيقي لرؤية الأمريكيين أن صدام حسين هو شخص شرير، هو مجرد شكله الذي يوحي بذلك وكونه مختلف عنا. حبث أردت من خلال فيلم إصطدام أن أوضح للجمهور أنه من الممكن أن يتحول الشخص الشرير الى بطل والعكس، حيث أردت أن أصطدم بالصور النمطية وهو ما يظهر كون فالفيلم تجربة إجتماعية لي بشكل شخصي”.

10 معلومات عن مهرجان الجونة السينمائي

هنا مهرجان الجونة 2018