فيلم وثائقي يكشف أين ترعرع أوكا وأورتيجا

محمد عبد الرحمن (نقلاً عن جريدة المقال)

ما الذي أدى لإنفصال “أوكا” و”أورتيجا” عن “وزة”؟

فيما كانت انتخابات البرلمان الأول بعد ثورة يناير تشغل النخبة وشباب الثورة ومن لديهم أمل في مستقبل سياسي أفضل، كانت المخرجة سلمى الطرزي تعيش لحظات تأسيس نمط جديد من الأغاني الشعبية هو “المهرجانات” في شوارع وحواري الأميرية لتصنع أول فيلم وثائقي يرصد البدايات الأولى لأوكا وأورتيجا ومعهم وزة وشحتة كاريكا، الفيلم الذي يحمل عنوان “اللي يحب ربنا يرفع ايده فوق” وهو اسم أغنية أو “مهرجان “شهير لأوكا وأورتيجا، اكتسب أهمية خاصة من تأخير عروضه الجماهيرية حتى أبريل 2015 (معروض حالياً في دور عرض زاوية بوسط البلد وكايرو مول ورينسانس الحلمية) حيث بات الفيلم شاهداً على قدرة موسيقى “المهرجانات الشعبية” على الصمود رغم الانتقادات الحادة لها في البداية وكذلك شاهداً على التغير الذي طرأ فنياً وشخصياً على مؤسسي تلك الفرق خصوصاً أبطال الفيلم “أوكا” و”أورتيجا” حيث كشف الفيلم أن الثلاثي لم يضم في البداية “شحتة كاريكا” وإنما “وزة” والأخير هو الوحيد الذي شارك في العرض الأول للفيلم له قبل أيام في سينما زاوية، جاء ليؤكد أن النجومية غيرت أصدقاءه سريعاً فتركوا الأميرية وانفصلوا عنه بعد شهور من بداية تصوير الفيلم، أما الشريط نفسه فيمكن اعتباره وثيقة تكشف ما كان يجري في الأحياء الشعبية وقت الثورة، هؤلاء سواء المطربين أو الأهالي ظلت لهم حياتهم الخاصة، لم يستفيدوا شيئا من الثورة ولم تضرهم إلا كما أضرت من تعطلت أعمالهم في شهورها الأولى، عدا ذلك كانوا مستمرين في توسيع “القوقعة” التي خرجوا منها، كانت أحلامهم في البداية أن يعترف بهم من يقيمون خارج الأميرية، ألا يصنفوهم باعتبارهم “شعبي درجة تالتة” لأن موسيقاهم صاخبة وكلماتهم جريئة وسريعة، هم يقدمون راب شعبي وليس تخبيط في الحلل كما أكد أوكا أكثر من مرة، وعندما فوجئوا بأن من يعيشون خارج الأميرية اعترفوا بهم وباتوا مطلوبين في حفلات لم يتخيلوا أن يشاركوا فيها قط، صدمهم أن الانقلاب جاء من الداخل، بات الكل يتعامل معهم باعتبارهم أصبحوا “عمرو دياب المنطقة” ورفض البعض الاعتراف بما حققوه من نجاح، تصوير الفيلم انتهى بالخلاف الذي نشب بين “أوكا” و”أورتيجا” من جهة و” وزة” من جهة أخرى ليبدأ الثنائي الشهير مرحلة الاحتراف التي لاتزال مستمرة حتى اليوم، فشلوا في السينما ربما لكنهم باتوا ورقة رابحة في الحفلات داخل وخارج مصر، الفيلم الذي تصل مدته إلى 70 دقيقة تمتع بعفوية كبيرة ربما ساعد على وجودها أن الأبطال لم يكونوا نجوماً وقت التصوير، ما يدعم وصفه بوثيقة لعلها تتكرر مع صعود أي موضة فنية جديدة لتكون هي المعيار الذي ترتكز عليه أي عملية تقييم لتلك الموضة بعد مرور سنوات على إطلاقها، هل غاب أوكا وأورتيجا عن العرض الأول حتى لا يتذكروا الأيام الأولى من المشوار كما قال وزة، أم السبب انشغالهم بحفل في التجمع الخامس كما قالت الطرزي؟ الإجابة لا تهم إلا أصحاب الفيلم أما الأكيد فهو أن المهرجانات لم تندثر سريعاً كما توقع البعض ولاتزال مستمرة لأن لها جمهور يحبها حتى لو رأها البعض – وأنا منهم- مجرد تخبيط حلل.

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

اقرأ أيضًا:

محمد عبد الرحمن : موهوبون بعيداً عن الأضواء ..دي سنة الحياة !

 محمد عبد الرحمن يكتب: حزب أعداء ياسمينا العلواني   

محمد عبد الرحمن: المنطقة الإعلامية “الحرة” ليست “حرة”

محمد عبد الرحمن: زلزال بدون إعلان في مدينة الإنتاج الإعلامي

أخطاء الصحافة في تغطية قضية “حفلات ممارسة الشذوذ”

محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟

محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”

محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر

محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة

محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى

محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود

محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة

محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»

محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو

محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل

محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي

محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا