أحمد فرغلي رضوان يكتب: بأي حال.. عُدتَ يا حلا

كانت مفاجأة كبيرة للجميع إعلان الممثلة المعتزلة حلا شيحة عودتها من جديد وأنها خلعت “النقاب والحجاب” بعد نحو 12 عامًا من الابتعاد عن الفن وعالمه لماذا عادت فجأة وبعد كل تلك السنوات هل هو “حنان” لعالم التمثيل الذي تحبه؟! أم بسبب حقائق أكتشفتها في إطار رحلة البحث عن الذات من خلال عالم جديد اقتربت منه ولكن عقلها لم يستوعب ما شاهدته عن قرب؟! أم هو حنين لثراء وشهرة التمثيل؟

أم أصابتها حالة من “الاغتراب” أصابت فنانين وأدباء كثيرين وعندما انتهت عادت؟ بالتأكيد هي وحدها من تملك الإجابة وكشف الأسباب الحقيقية لعودتها بعد تلك الغيبة الطويلة!

اللافت في موضوع عودة “حلا” والذي يطرح بدوره علامات إستفهام كبيرة نداءات القيادات النسائية لجماعة الإخوان المسلمين لحلا شيحا “حبيبة القلب والصديقة ورفيقة الروح!!” كما وصفتها إحداهن بالرجوع عن قرارها الذي أصابهم بالهم والحزن والغم!! وكأنهن خسرن قيادة نسائية كبيرة أو كن يعدونها لتكون قيادة مثلهن! هل حلا أقتربت وعرفت بعضا من “سر المعبد”؟! بالطبع والدها سارع لنفي أي علاقة “وطيدة” لها بهؤلاء! ولكن ما حدث من ردود أفعال للإسلاميين بسبب قرار حلا يدعو لكثير من التساؤلات بسبب ردة فعلهم الكبيرة عبر رسائلهم لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، هل مثلا كان زوجها قريب الصلة ببعض الجماعات الإسلامية الدعوية في أوروبا؟ ولذلك اقتربن منها! أعتقد رحلة حلا خلال 12 عاما ثم عودتها المفاجئة ستظل محاطة بعلامات استفهام كثيرة حتى تجيب هي عليها.

على المستوى الفني حلا كانت تملك كاريزما وحضور أمام الكاميرا يفوق موهبتها التمثيلية المتوسطة، فهل تمثل عودتها إضافة فنية وحضور مثلما ظهرت مع جيل هنيدي مطلع الألفية؟ بالتأكيد الأمر يبدو صعبا، الزمن تغير وظهرت نجمات ووجوه جديدة يملأن الساحة بل ونجمات جيلها أصبحن يعملن بصعوبة وسط متغيرات السوق الجديدة في فترة تواجدها كن يقدمن فيلمان على الأقل كل عام الأن يقدمن فيلم كل عامين أو ثلاثة وبعضهن اتجه للدراما كتعويض فني للغياب السينمائي، بالتأكيد سيسعى منتجين للفوز بتوقيعها كحدث فني ولكن يبقى كيف سيتم تقديمها بعد العودة ومدى تقبل الجمهور لها من جديد وهل هي قادرة نفسيا على التعامل مرة أخرى مع الكاميرا والوسط الفني بعد 12 سنة كانت خلالها فكريا مختلفة تماما عنهم!

على سبيل المثال يصعب على من وصل لتلك المرحلة العودة كالماضي وهو ما حدث مع رفيقتها في الرحلة “الايمانية” حنان ترك فلم تستطع العودة أو “نصف العودة” حيث عادت لتمثل بالحجاب وكأنها كانت تريد تقديم نموذج جديد للبطلات ولكنها لم تستطع واعتزلت من جديد بعد عدد من المسلسلات الغير ناجحة جماهيريا.

مبدئيا حلا قالت في بيان العودة: “أرغب في تقديم أعمال تحمل مضامين وأفكار تنتصر للإنسانية” يالها من كلمات رصينة وموزونة.

ولذلك السؤال المهم الأن بأي حال عُدتَ يا حلا من جديد؟! سنرى ماذا ستكشف عنه الأيام القادمة.