مي سعيد : عندما تفسفت الحكيم آنى

يا..منبع “النيل”..يا من أتيت من “إمنتت”..إني لم أتسبب فى حزن أحد
هذا ما قاله الحكيم آنى منذ آلاف السنين ، كان يقسم للنيل أنه لم يتسبب فى حزن أحد
أما بعد الموت كان على المصرى القديم أن يجتاز المحاكمة الأخيرة و أن يقسم أنه لم يلوث مياه النيل حتى يتمكن من دخول جنة الإياروو.
جلست أتأمل صفحة النيل بعد ما قرأت فى الصحف عن آخر ما وصل إليه النيل فى عهد المصرى الجديد و عن غرق الفوسفات فى مياهه و تخيلت نفسى بعد الموت ألتقى بالحكيم آنى و دار بيننا الحوار التالى :
الحكيم آنى : كيف حاله
أنا : هو مين
الحكيم آنى : نهر النيل
أنا : مش ولابد
الحكيم آنى : حان وقت الحساب أنا مطمئن القلب لدخول الجنة فأنا لم أتسبب لأى إنسان فى أى حزن كما إنى لم ألوث ماء النيل ، و حافظت عليها
أنا : الله يطمنك يا حج آنى
الحكيم آنى : كم أشتاق لملاقاة أحفادى من المصريين الجدد داخل الجنة
أنا : و الله بعد اللى انت قلته دة أشك إنك حتشوف منهم كتير
الحكيم آنى : لماذا هل تسببوا فى الأحزان ؟ هل لوثوا ماء النيل ؟
أنا : إنت غلبان قوى يا حج آنى علشان كدة أنا ححكيلك و أمرى لله أصلى خايفة عليك من الصدمة لما تروح الجنة و متلاقيش مننا كتير و تفضل تدور علينا و تدوخ ، بص بالنسبة لموضوع الأحزان دة فإحنا اتسببنا فى الأحزان و القنابل و الموت و القتل و التكفير و التفتيش فى النوايا و بلاوى تانية كتير مش عاوزة أشغلك بيها قوى يعنى انت واحد داخل على محاكمة دلوقتى و أنا كمان وراك و عاوزة أركز فى الإجابات علشان نفسى أدخل الجنة بصراحة فمش عاوزة اتشتت بحكايات عن أحفادك و بلاويهم.
الحكيم آنى : و ماذا عن النيل
أنا : يا حج آنى بقولك متشتتنيش سايقة عليك رع حبيبك مش كدة يعنى
الحكيم آنى : مازال أمامنا الكثير من الناس و لدينا متسع من الوقت للحديث عن أحفادى لا تكونى قاسية
أنا : ما بلاش
الحكيم آنى : أرجوكى يا حفيدتى إحكى لى أكثر أنا فى حاجة لسماع المزيد رغم أن لغتك متدهورة بعض الشئ لكن لا يهم فأنا أفهمكِ جيداً
أنا : انت حر ، بص يا سيدى ، صلى ع اللى حيشفع فيك
الحكيم آنى : ماذا
أنا : لمؤاخذة يا حج آنى انت ملحقتش تعرفه صحيح ، طيب بص يا سيدى بالنسبة للنيل فأحفادك روقوه الصراحة ، بقوا يرموا فيه جيف حيوانات و المصانع بقت ترمى كل مخلفاتها و زبالتها و بقوا يغسلوا الغسيل فيه و لمؤاخذة يعنى بقوا يعملوا تواليت فيه و بيرمو زبالتهم فيه و المجارى بتتصرف فيه و آخر حاجة حصلت قبل ما أجيلك علطول غرق فيه فوسفات خام بعيد عن السامعين …. تفتكر فى أمل نعدى المحاكمة
الحكيم آنى : محاكمة ايه اللى تعدوها دة انتو حتلبسوا
أنا : إيه دة انت بتتكلم كدة ليه ما كنت رزين و هادى و بقالك ساعة بتكلمنى بالفصحى ، ايه اللى جرالك
الحكيم آنى : هو بعد اللى انتى قولتيه خليتى فيها فصحى دة إحنا كنا مسلمينكو النيل فلة تسليم مفتاح سوبر لوكس بفيضانه و طينه و بابا غنوجه تقوموا تعملوا فيه كدة و فاكرين انكو ممكن تعدو المحاكمة ، دة انتو تبقوا غلابة قوى دة انتوا حتشوفوا أيام سودا فى العالم الآخر
أنا : بابا غنوجه؟ انت حكيم ولا اتش دبور؟ وبعدين ما أنا قولتلك بلاش يا حج آنى قعدت تقولى أحفادى و عاوز أشوفهم ، تستاهل
الحكيم آنى : روحوا منكوا لله عمركوا ما حتوردوا على جنة يا بعدا
أنا : الله يطمنك يا حج

اقرأ أيضًا:

مي سعيد: إخلعوا الحجاب

مي سعيد : إيقاف إسلام لا علاقة له بالإسلام

مي سعيد ترد على محمود رضوان: كلنا مذنبون