في عيد ميلادها الـ٣٦.. مراحل تطور منة شلبي من ابنة الساحر لـ الأصليين

هالة أبو شامة

كان آخر ما تفُكر فيه هو أن تكون ممثلة بسبب خجلها، إلا أن الصُدفة جعلت منها المُراهقة الأكثر جرأة منذ تجسيدها لشخصية “نور” في فيلم “الساحر”، تلك الشخصية التي جعلت منها مادة خصبة جدًا للنقد اللاذع.

وبرغم الهجوم الكبير الذي تعرضت له الفنانة منة شلبي حينها، إلا أنها لم تلتفت وراءها، بل واصلت تقدمها بخطوات سريعة خلال مسيرتها الفنية، حتى جعلت من أدوارها في السينما والدراما خير برهان على أنها فنانة موهوبة لا تعتمد في نجاحها على الجرأة التي يعتبرها البعض جرأة مبتذلة.

تحتفل منة شلبي اليوم 24 يوليو بعيد ميلادها الـ 36، وفيما يلي يستعرض إعلام دوت أورج مراحل تطور أدوارها خلال مسيرتها الفنية:

بداية جريئة

رغم أنها وُلدت لتجد والدتها الراقصة زيزي مصطفى، وعمتها الإعلامية بوسي شلبي، وزوج عمتها الفنان محمود عبد العزيز، إلا أن حصولها على أول دور في السينما، كان بالصدفة لانطباق مواصفات الشخصية عليها.

قالت منة شلبي، خلال لقاءها في برنامج “إنت حر” مع المؤلف الدكتور مدحت العدل، إن الفنان محمود عبد العزيز، هو أول من أقنعها بالدخول إلى عالم التمثيل حينما كان يقوم باختيار الفتاة التي ستجسد شخصية ابنته المراهقة “نور” في فيلم “الساحر”، لافتة إلى أنها قامت بعمل “كاستنج” مع مجموعة من الفتيات، إلا أن المخرج رضوان الكاشف، قام باختيارها، لأنها تتمتع بالصفات المطلوبة في الشخصية وهى براءة الوجة وصغر السن وتمتعها بالجسم الذي يظهر أكبر من سنه.

هجوم النقاد والتنبؤ بالفشل

تعرضت منة لعاصفة عارمة من النقاد، الذين حاصروها في كل الصحف بالنقد اللاذع المتنبىء بالفشل الذريع، حيث أشارت في لقاءها مع “العدل” إلى أنها قرأت جملة للناقد يوسف خليفة في “الموعد” كتب فيها “منة شلبي وجه جديد جابت من الأخر”، مُعلقة إنها لم تفهم حينها تلك الجملة نظرًا لكونها ابنة الـ 16 عام.
لذلك اتصلت به لتسأله عما إذا كانت هذه الجملة للمدح أم للذم، فأجابها قائلاً إن معنى الجملة يدل على أنها قدمت دور جريء كان من المفترض أن تقوم به بعد تقديمها عدد كبير من الأعمال الفنية وليس من أول عمل فني.

قالت “شلبي” في لقاء آخر لها في برنامج “على ورق” مع الإعلامي محمود سعد، إنها صُدمت بعد عودتها من مهرجان دمشق حينما كتب أحد النقاد عنها تعليقًا على دورها في “الساحر” حتى قبل عرضه في مصر قائلاً: “إن الكثير يتنبأ لهل بالنجاح، إلا أنه لا يرى من منة شلبي إلا حضورًا فنيًا غائبًا، ووزنًا زائدًا وشبقًا جنسيًا دائمًا”.

علقت خلال نفس اللقاء قائلة، إنها لم تتأثر كثيرًا بالنقد حينها، لأنها كانت تتعرض منذ صغرها لبعض المضايقات ممن يقولون لها أن والدتها تعمل راقصة، مُشيرة إلى أن والدتها اعتزلت وتحجبت إرضاءً لها ولحبها لها أكثر من عملها كراقصة.

تابعت مؤكدة على أنها بعد ذلك أيقنت أن مهنة الرقص لم تكن مهنة مُشينة ولكنها فن مثل باقي الفنون، ولذلك فهى تفتخر دائمًا بكونها ابنة الراقصة زيزي مصطفى، لافتة إلى أنها تعودت على أن يصارحها الأخرين بأسلوب جارح.

كما أكدت خلال لقاءها على شاشة “فرانس 24″، على أن الممثل لابد أن يتمتع بالجرأة ليستطيع الوقوف أمام الكاميرا، مُشيرة إلى أنها أيضًا جريئة من خلال تقديمها لأدوار من الممكن أن تُثير جدلاً كبير في المجتمع.

في نفس السياق، أشارت إلى أن الجرأة ليست من أجل الإثارة أو الإغراء، ولكن من أجل تقديم محتوى ذو فكرة وهدف.

ووفقًا لتصريحاتها في جريدة “الشرق الأوسط” في حوار بعنوان “منة شلبي: تعتذر عن أخطائها وتنفي أي خلاف مع بنات جيلها من الممثلات” في العدد “9673” عام 2005، أشارت إلى أنها ستقوم بالتدقيق  في اختياراتها معتمدة على النوعية وليس على الكم، لأنها تخطت مرحلة الانتشار التي كانت تجبرها على اختيار بعض الأعمال.

أضافت أنها بدأت تشعر بأن النقاد يحاسبوها بقسوة ولهذه السبب فهي قدمت اعتذاراها عن بعض الأخطاء التي ارتكبتها وأساءت من خلالها الاختيار.

مرحلة الصعود

توالت الأعمال السينمائية والدرامية على منة مباشرة بعد فيلم “الساحر”، فقدمت فيلم “بحب السيما” الذي لم يختلف كثيرًا عن أول أدوارها، كما أنه لم يغير شيئًا أيضًا في رأي النقاد، شأنه في ذلك شأن فيلم “فيلم هندي”.

لكن الأعمال الدرامية التي شاركت فيه حينها، كانت بداية إثبات موهبتها الحقيقية أمام الجميع، وذلك من خلال عدة مسلسلات مثل “حديث الصباح والمساء”، و”لدواعي أمنية”، و”أين قلبي”.

صرحت منة خلال لقاءها مع “العدل” أن مسلسل “أين قلبي” بالتحديد هو صاحب الفضل في عمل جماهيرية كبيرة لها، لافتة إلى أن الدراما تصل إلى كل البيوت بعكس السينما التي تتركز في المدن بنطاق أوسع من القرى.

الأدوار الرومانسية الكوميدية

بدأت منة بعد ذلك في عمل مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية مع مجموعة كبيرة من الفنانين الصاعدين حينها، فقدمت أفلام “كلم ماما”، و”إوعى وشك” ، و”أحلى الأوقات”، “شباب تيك أواي”، “إنت عمري”، “بنات وسط البلد”، “أحلام عمرنا”، “السيد أبو العربي”، “في محطة مصر”، “آسف على الإزعاج”، “إذاعة حب”، “حلم عزيز”، “بيبو وبشير”، و”سمير أبو النيل” وغيرها من الأفلام.

اتسمت أدورها في هذه الأفلام بخليط من الدراما والرومانسية مع خفة الدم، التي تظهر في المواقف الكوميدية خلال أحداث الفيلم، وبرغم اشتراك الأدوار في نفس الصفات، إلا أن كل دور يختلف عن الأخر من حيث تأثيره في العمل الفني، ومن حيث السمات الذاتية لكل شخصية على حدى.

منة شلبي الفنانة القديرة

بعد رحلة الصعود، استطاعت منة شلبي أن تثبت وتبرهن على أنها قادرة على أن تتلون بأي شخصية وبكل الأحاسيس الممكنة، بالإضافة إلى قدرتها على تغير مظهرها الخارجي، فمثلا نجدها تُنقص وزنها لتخدم شخصية معينة مثلما فعلت قبل فيلم “نوارة”.

ففي لقاءها في برنامج “عرب وود” أكدت على أن شخصية “نوارة” أجبرتها على إنقاص وزنها وذلك بسب أنها تعمل خادمة ومن المفترض أن تظهر في جسم نحيف شاحب، لتصبح أكثر واقعية.

واحة الغروب

شكلت شخصية “كاثرين” في مسلسل “واحة الغروب” تحول كبير في التاريخ الفني لمنة شلبي، فقد استطاعت أن تُجسد دور الأجنبية التي تتزوج من رجل مصري، ببراعة شديدة مقنعة، من خلال أسلوبها في الحديث باللهجة المصرية المكسورة.
بجانب مظهرها الذي صادمًا للكثيرين، فقد تحولت تمامًا من الملامح المصرية إلى الملامح الأوروبية الآصيلة، حيث لعب المكياج دورًا كبيرًا في ذلك بداية من لون الشعر الأحمر وصولاً إلى لون البشرة الذي كان مقنعًا بدرجة كبيرة.

الأصليين

أثار برومو هذا الفيلم، الكثير من الجدل حول مظهرها عليه، حيث اتهمها البعض بالتعري وظهورها بشكل غير لائق، إلا أنها تعجبت من ذلك الانتقاد، مبررة ذلك بأن برومو الفيلم مجرد 30 ثانية، لا يستطيع أحد من خلاله اكتشاف ما إذا كانت ظهرت عارية أم لا، لافتة إلى أن الرقابة كانت ستمنعه من العرض إذا كان به مشاهد مُخلة بالآداب.