حسين عثمان يكتب: ملاحظات الأسبوع السبعة

لم تعد القراءة على أجندة يوميات الناس كالمعتاد، ولا أستثني إلا من رحم ربي بإدمانها اليومي لعدة ساعات، هي الأهم في الغالب على قائمة أولوياتهم ومشاغلهم، هؤلاء من ذوي الشقاء في النعيم بعقولهم، على حد وصف أبي الطيب المتنبي، فالقراءة بالفعل تعب وشقاء، ذهني وبدني، ولكنه دائماً في نعيم آفاق رحبة ومُتَع فكرية ووجدانية لا تنتهي، ولأن وقت القراءة عزيز هذه الأيام، فإيقاع الكتابة وسلاسة الأسلوب وملامح الشكل، لابد وأن تواكب جميعها إيقاع العصر شئنا أم أبينا، فإيقاع القاريء أصبح المدخل لإيقاع الكاتب حتى تصل الرسالة، ومن هنا جاءت فكرة استعراض سبع موضوعات في سبع فقرات في “ملاحظات الأسبوع السبعة”.

الحمد لله أن عافاني من زمان من توابع الصدمة والإحباط واليأس، بعد خسارة منتخب مصر مباراة هامة أو خروجه بدري بدري من بطولة كبرى، منظومة كرة القدم المصرية منظومة خَرِبَة بكل معاني الكلمة، قائمة في الأساس على المصالح والمنافع المتبادلة والمجاملات الشخصية والعلاقات العامة، منظومة عشوائية فوضاوية تواكلية كسولة، لم تعرف بعد إلا ممارسات الهواية رغم عمرها الضارب في عمق تاريخ كرة القدم، آخر ما تفكر فيه إعلاء صالح الوطن على ذوات الأشخاص، خروج منتخب مصر المُهين في روسيا نتيجة طبيعية لمنظومة تفتقد العقلية الاحترافية بشدة، والفشل مستمر وتزيد معدلاته مع تعظيم روح الهزيمة بالشكر والتقدير والعرفان مع كل خسارة.

صناعة الأمل واحدة من أصعب التحديات في حياة الإنسان، وخاصة في مجتمع لا يزال يعاني ندرة مساحات التفاؤل، ومن هنا يستحق القادرون على صناعة الأمل كل إشادة ممكنة، وليس أقل من التوقف عندهم بكل الإجلال والاحترام، ومنهم الأديبة والكاتبة الصحفية الكبيرة نوال مصطفى، الفائزة مؤخراً بجائزة “صُناع الأمل” الممنوحة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، وذلك تقديراً لجهودها المتواصلة لسنوات طويلة منذ تأسيسها “جمعية رعاية أطفال السجينات”، في دعم الغارمات سجينات الفقر وضيق ذات اليد، نوال مصطفى بدأت مشروعها الإنساني الخاص وأخلصت له لما يقارب ثلاثة عقود، فنالت عنه شهادة عالمية مستحقة اليوم.

نرشح لك: حسين عثمان يكتب: تأملات مُشاهِد من زمن فات (الأخيرة)

بعد مشاركته ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في مايو الماضي، وحصوله على جائزة “فرانسوا شاليه” الخاصة بالأفلام التي تُعَزِز من قيم الحياة، أعلنت إدارة مهرجان الجونة السينمائي الأسبوع الماضي، عن مشاركة فيلم “يوم الدين” للمخرج أبو بكر شوقي في المسابقة الرسمية لدورة المهرجان الثانية في سبتمبر القادم، كان شوقي قد أخرج فيلماً تسجيلياً قبل عشر سنوات بعنوان “المُستَعمَرة”، استعرض فيه حياة مرضى الجذام في مستعمرة “أبو زعبل”، وجاء “يوم الدين” هذا العام كفيلم روائي طويل يستكمل فيه شوقي رسالته الفنية الإنسانية في الاهتمام بمرضى الجذام، أبو بكر شوقي مخرج شاب يفوح بعطر كبار المخرجين في تاريخ السينما المصرية.

أحد معالم الطريق الهامة إلى تحقيق السلام المُستَدام، هكذا وصف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، القمة التاريخية المُنعَقِدَة مؤخراً في سنغافورة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، القمة استهدفت فتح صفحة جديدة في كتاب العلاقات التاريخية المتوترة بين البلدين، وخاصة فيما يتعلق باحتواء وتحجيم قدرات السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وعلى أمل تحقيق حلم نزعه بالكامل في المنطقة في المستقبل القريب، إحدى أبرز دلائل القمة التاريخية، أنك حين تملك السلاح النووي بالفعل، فإن أمريكا تجلس معك ولا تحاربك كما فعلت في العراق وسوريا بحجة امتلاك أسلحة كيماوية، عن لغة القوة أتحدث.

نشاط الدكتورة هالة زايد بمجرد تكليفها بوزارة الصحة مُبَشِر إلى أبعد الحدود، وهو ما أكدت عليه الواقعية الظاهرة في تصريحاتها المسئولة في جولتها التفقدية بمحافظة بورسعيد، فقد أكدت أن متطلبات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل تعجز عن الوفاء بها مستشفيات وزارة الصحة بأوضاعها الحالية، الواقعية إحدى أهم مقومات النجاح في الإدارة، وجاء اهتمام الوزيرة بسرعة الاجتماع مع الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، لدفع عجلة التعاون بين مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، وكذلك استقبالها الدكتور مجدي يعقوب بمقر وزارة الصحة لتنسيق الجهود مع مستشفيات المجتمع المدني، لتؤكد جميعها أن من حظ الصحة هذه المرة وجود وزير مُبادِر وغير نمطي.

تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية، بعدما فاز العام الماضي بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في كرة القدم العربية، من مؤتمر دبي الرياضي الدولي الثاني عشر، تقديراً لجهوده في تطوير مسار الرياضة السعودية، والتطوير ظهر بوضوح في أداء المنتخب السعودي أمام روسيا في كأس العالم!!.. يبدو أنه قرر أن يَحصُر تأثيره هذا العام في كرة القدم المصرية، فما أن غادر الرئاسة الشرفية المثيرة للجدل للنادي الأهلي، حتى عاد لينتقم بشراء نادي “الأسيوطي”، في سابقة هي الأولى في مجال الاستثمار الرياضي الأجنبي في مصر، يبدو أن أحد ملامح الموسم الكروي الجديد سوف تكون كوميدية، بعد تصريح تركي بأنه يحب فيلم “4-2-4”.