إلى محمد رمضان: لا يوجد "نمبر 1"

إيمان مندور

قبل ساعات قليلة، طرح الفنان محمد رمضان الكليب الغنائي الجديد “نمبر وان”، عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكالعادة تناول العمل الحديث عن الفنان الأسطورة الذي اكتسح الساحة حتى أصبح “واقفًا فيها لوحده” كما تقول كلمات الأغنية.

في البداية، الكليب لم يقدم جديدًا لـ”رمضان”، سواء من حيث الأداء أو الكلمات أو حتى الألحان، لذا يُعد “نمبر وان” في التكرار إن جاز التعبير، فالأغنية ككل تبدو وكأنها استكمال لإعلان شركة “اتصالات” لخدمات المحمول، والذي قدمه قبل 4 أشهر، حيث تشابهت الكلمات ومعانيها بدرجة كبيرة، فمن “الساحة دي بتاعتي وأنا اللي شاكمها” إلى “أنا في الساحة واقف لوحدي”، ومن “شعبية إلهية عمري في يوم ما أسيبها” إلى “أسطورة ماشية باكتساح”.. وهكذا في باقي المعاني التي تكررت بكلمات مختلفة ومعنى واحد يردده حتى في أحاديثه ولقاءاته وكتاباته على السوشيال ميديا، بأنه الأفضل دومًا بلا منازع.

وبخلاف تشابه الكلمات ومعانيها، أيضًا كانت الأغنية على نفس لحن وموسيقى الإعلان، الذي هو أصلا مأخوذ عن مهرجان “إوعى تجيب ورا” لفريق “المدفعجية”، والذي يتشابه مع موسيقى أغنيات الراب والهيب هوب الأمريكية، مع وضعها في إطار المهرجانات الشعبية المصرية.

كذلك نوعية الملابس وطريقة الأداء والرقص تشابهت حد التطابق بين كلا العملين، حتى إن القلادة التي كان يرتديها في الإعلان وكتب عليها كود الخدمة المعلن عنها “*011#“، استبدلها في الأغنية بأخرى مكتوب عليها “1R” في إشارة إلى اسم الأغنية.

وبعيدًا عن التشابه والاختلاف بين الكليب والإعلان، فإن استمرار محمد رمضان في تقديم نفسه بأنه الفنان الأسطورة “اللي مفيش زيه” أصبح يحقق نتائج عكسية لدى شريحة كبيرة من الجمهور مثلما حدث في الوسط الفني مؤخرًا، لا سيما بعد وصفه لمنتقديه ومنافسيه بـ”الأغبياء”، ثم تراجعه بعد الهجوم الشديد عليه وتأكيده على أنه لم يقصد بها زملاءه الفنانين.

وعلى ذكر علاقته بالفنانين، فهي حالة غريبة حقًا ولم نرَها -أو لم أرها أنا تحديدًا- بأن يتجنب جميع الفنانين زميلًا معينًا لهم، وهو ما أوضحه في آخر حوار أجراه قبل أيام، لصحيفة “الوطن”، حيث أوضح أنه لم يتواصل معه أي زميل من الوسط الفني لتهنئته على أي عمل له من قبل، قائلاً: “لم يحدث من قبل أن هنأني أي زميل على مسلسل أو فيلم لي، الكثيرون خارج الوسط كلموني، لكن من الوسط لأ.. عندي صداقات طبعاً في الوسط، بس محدش قبل كده كلمني بارك لي، ممكن يبقى رقمي مش معاهم”.

نرشح لك : “فانوس” خالد صالح لا يزال متفوقًا على أفلام “فهمي وياسمين”

ليس فقط تجنبه، بل تطور الأمر إلى نقد ما يفعله سواء بالتلميح أو التصريح من قِبَل فنانين وإعلاميين وصحفيين، وهو ما يعتبره دليل نجاح، بقوله: “الناس بتدقق مع كل حرف أنا بقوله، وفي النهاية التركيز مع كل حرف أكتبه أو أي كلمة أقولها يعني إني تحت الضوء طوال الوقت”.

أيضًا الأعمال الأخيرة لـ”رمضان” لم تحقق نفس المشاهدات والإيرادات التي كان يحققها في السابق، والتي كان آخرها مسلسل “نسر الصعيد”، ومع ذلك لا يزال لا يعترف بتفوق أي من المنافسين عليه، مع الإصرار الشديد على أنه “نمبر وان” طوال الوقت.

نرشح لك : بالصور: 4 أخطاء في حملة “دماغ تانية” من اتصالات

في الحقيقة محمد رمضان ممثل موهوب للغاية، لكن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن يدعمها اختيار جيد للأعمال وتطويع للموهبة لخدمة العمل الجماعي وليس تطويع العمل لخدمة البطل، مع ذكاء وفطنة في التعامل مع الزملاء والمنافسين وكذلك الجمهور، لأن المواهب كثيرة لكن قلَّ من يحسن استغلالها لصالحه. كما أنه لا يوجد أصلًا فنان أو عمل رقم (1) في السينما أو الدراما، فالكل يجتهد ويصيب أحيانًا ويخفق في أحيانٍ أخرى، أو على الأقل لا ينجح طوال الوقت أو العكس، وفي النهاية يكون الحُكمْ على المسيرة الفنية ككل.

نرشح لك : 7 ملاحظات على حملة “إنترنت يستحمل” لـ أورانج

أما إشادة الفنان الكبير الراحل عمر الشريف بموهبة رمضان وأنه سيكون “خليفته” في الفن، والتي يكررها “رمضان” دومًا، حتى إنه وضعها كذلك في أغنيته الجديدة كرد على المنتقدين، فليست مبررًا لعدم الاكتراث بالآخرين، وكأنه يقول: “هل أصدق حديثكم وأكذب عمر الشريف؟”، مع أن الفارق بين رمضان وقت إشادة “الشريف” به وما هو عليه الآن لا يمكن إغفاله، فما ينتقده الناس لأجله لم يكن يفعله وقتها.

وبما أن محمد رمضان لا يهتم سوى بما قاله الفنان الراحل، فإن عمر الشريف كان يكرر دومًا أيضًا، أنه “في الفن لا يمكن للإنسان أن يأخذ أكثر مما يستحق فيه، وإلا أصبح عبئًا على مشاعر الجمهور”، لذا إن لم يراجع “رمضان” نفسه مرة أخرى في تصرفاته مع زملائه ومع الجمهور سيكون عبئًا حقيقيًا، وليس “نمبر وان” أو حتى الأخير…