حسين عثمان يكتب: تأملات مُشاهِد من زمن فات (3)

  • ·رغم كم المسلسلات والبرامج والإعلانات على القنوات الفضائية المصرية في رمضان، أو حتى على مدار العام، لا تندهش حين تسمع أن بيزنس هذه القنوات يحقق خسائر هائلة متواصلة ومستمرة، الرابحون في كل وقت هم شركات إنتاج المسلسلات والكبار من النجوم، ومن بعدهم وكالات الإعلان بعوائد الوساطة والتنفيذ بين المُعلِنين والقنوات الفضائية، أما الفضائيات فهي آخر من يربح إذا ربحت، ميزان مصاريف التشغيل الثابتة وتكاليف إنتاج البرامج وشراء المسلسلات، تطب كفته دائماً في مقابل تحقيق أي أرباح، وهو ما يضع علامات الاستفهام حول قدرة هذه القنوات على الاستمرار رغم نزيف الخسائر، ويضع الغالبية العظمى منها دائماً موضع الشبهات بشأن مصادر تمويلها.

    نرشح لك – حسين عثمان يكتب: تأملات مُشاهِد من زمن فات (2)

  • فواصل MBC مصر في رمضان حالة خاصة من البهجة، صحيح هي في مجموعها مشاهد محدودة ومتكررة، ولا تستغرق سوى ثوانٍ معدودة على الشاشة، إلا أن تكرارها لا يستحضر أي ملل من أي نوع، ملل لابد وأن يصيبك حتى وإن كنت تتابع في دراما رمضان أحب وأقرب النجوم إليك، ولعل السبب بالأساس يعود إلى تميز

    فواصل MBC مصر بحضور فن الرسوم المتحركة، الفن العزيز على قلوب ووجدان وذاكرة أجيال ما قبل ألعاب الأطفال الحديثة، تلك التي تغيب عنها الروح بقدر ما تصادر التكنولوجيا على روح العصر، فواصل MBC مصر تعوض غياب إنتاج الرسوم المتحركة، أحد أهم علامات الشاشات في زمن فات.

  • ظهور سمير الإسكندراني في إعلان we من أجمل مفاجآت شاشة رمضان في أيامه الأخيرة، رحلة بحث عن سعيد المطلوب في مهمة قومية، يقوم بها النجمان كريم عبد العزيز وأحمد عز، ويتخللها لقاء الصدفة مع صوت سمير الإسكندراني، فيقرر القائمون على المهمة أنه أهم من سعيد، باعتبار الإسكندراني صوت يهم ويسعد الملايين في هذه المرحلة، مشاركة مصر في كأس العالم، فيذهب كريم وعز بصحبة الإسكندراني إلى روسيا، وهناك يُطلِق صوته الجهوري العملاق بأشهر أغانيه الوطنية، ياللي عاش حبك يعلم كل جيل من بعد جيل، عودة سمير الإسكندراني جاءت بإعلان we من الخلف، ليحوز البريمو في سباق إعلانات رمضان في أمتاره الأخيرة.

  • ثلاثة من العوامين أبناء الوز يستحقون تحية خاصة على أدائهم المتفوق على شاشة رمضان، رانيا فريد شوقي وحنان كرم مطاوع وريهام أشرف عبد الغفور، أشد ما يعجبني فيهن قدراتهن المتجددة على إثبات الحضور وسط كبار النجوم، كلما واجهن ممثلين من الوزن الثقيل، كلما خطفوا أضواء التميز والتألق والتوهج، مساحة الدور لا تهم إحداهن بقدر قيمته وتطوره وأثره في سياق الأحداث، ومضمون العمل بكامله ورسالته الأهم من قبل ومن بعد، صعب أن تضبط إحداهن متلبسة بالتمثيل لمجرد التواجد، نسيج شخصيات رانيا وحنان وريهام لا يقتصر فقط على الموهبة، هناك التزام واجتهاد وثقافة ورؤية واحترام لرصيد الآباء الكبير على المستويين الفني والإنساني.

  • يا بركة رمضان خليكي، خليكي في الدار، رحمة الله تعالى على روح المطرب الشعبي الكبير محمد رشدي، إحساس عام في دائرة المقربين والمحيطين، أن روح رمضان لم تكن سارية حولنا كما تعودناها، وإجماع عام في نفس الوقت، أن العيب بالقطع فينا ولم يكن يوماً ولن يكون في رمضان، إيقاع العصر، وزحمة الحياة، وضيق الوقت، وغيرها من الحجج، نضحك بها على أنفسنا ولا نرضيها، البرامج الدينية المواكبة لأجواء الشهر الكريم تكاد تتلاشى وتنقرض، بعدما تم حصار عرضها على قلتها في الأوقات الميتة بكل معنى الكلمة، ونقل صلاة التراويح على الهواء مباشرة بخلت به ساعات البث، ولا حول ولا قوة إلا بالله.