آية وحكاية.. كيف اختلفت البرامج الدينية في رمضان على الراديو 9090؟

محمد سقراط

يوميا خلال شهر رمضان الجاري، يقدم الشيخان خالد الجندي، ورمضان عبد المعز برنامج “آية وحكاية” لمدة ساعة من الثانية ظهرا، عبر إذاعة الراديو 9090، يعرض البرنامج في أسلوب عرض جذاب الكثير من المفاهيم والمعاني الدينية من خلال الإطار العام للبرنامج، والذي يرتكز على محورين، أولهما ال “آية” و ثانيهما “حكايتها”، ويمكن اعتبار هذا الإطار في حد ذاته منتجا في صورةٍ مبسطة – وقد تكون شديدة التبسيط – لعلم أسباب النزول الذي يختص بعرض أسباب نزول بعض الآيات القرآنية.

نرشح لك: 10 انتقادات لإذاعة القرآن الكريم في #رمضان_2018

وفيما يلي عرض لبعض الملاحظات بعد متابعة حلقات من البرنامج، والتي لن تتعرض بالطبع لمضمون ما يقدمه بشكل متعمق أو ديني، بقدر ما سترصدها كملاحظات لبرنامج مقدم على الراديو.

– في البداية لا يمكن تجاهل ميزة مضمون البرنامج وإطاره العام، فانطلاقا من العرض السابق لهذا الإطار، وارتباط موضوع “الحكاية” فيه ب “علم أسباب النزول” يمكن اعتبار مزايا هذا العلم مزايا للبرنامج نفسه؛ لأنه بالتأكيد سيساعد من يتابعه على معرفة حكمة الشرع في نزول هذه الآيات، وفهم الحكم الذي يرمي إليه هذا التشريع، ويساعد على فهمه ومن ثم تسهيل تنفيذه، كذلك سيقف المتابع على مقصد الآيات وإزالة ما كان من لبس في خصوصها، ويعد اختيار موضوع “أسباب النزول” موفقًا لموضوع برنامج، لأنه يخاطب فضول المستمع، فبالتأكيد سيتوقف لمعرفة القصة أو الحكاية وراء آيةٍ قرآنية.

– السمة الأبرز في البرنامج هي “الحوار” المعٓد بين مقدمي البرنامج، الشيخ خالد الجندي، والشيخ رمضان عبد المعز، يمثل الحوار وتوظيفه، طريقة العرض الأساسية لمضمون كل ما تعرضه الحلقات من مواضيع، فخلال الحوار يسأل الشيخ عبد المعز الأسئلة التي تؤدي للفهم الكامل لأي موضوع تتناوله الحلقة عندما يجيب عليها الشيخ الجندي، ويتم إعداد ذلك بالشكل الذي يستوعب الأسئلة التي من المحتمل أن تدور في ذهن المستمع، وبطريقة تلقائية في إلقاء الأسئلة تشك معها في بعض الأحيان أن الشيخ ” عبد المعز” لا يعلم فعلًا إجابة السؤال، ولا تخل طريقة العرض هذه من خفة الظل التي اشتهر بها الشيخ “خالد الجندي” في كل الأحوال.

– توقيت البرنامج مناسب جدا لأن يصل لشريحة كبيرة من المستمعين، لكن كان من الأفضل للبرنامج ألا يكون مسجلا ليتفاعل معه الجمهور ولا يمل من الحوار، كذلك خلو البرنامج من الموسيقى في الخلفية، واقتصار ظهورها فقط عند الخروج للفواصل وفي العودة منها، أضعفه بعض الشيء.

نرشح لك: الفرق بين “فكر” و”حائر”.. يادوب الاسم متغير!

– قد ينال من ميزة الحوار في أغلب أوقاته كثرة الحديث باللغة العربية الفصحى المحكمة، وليس المقصود هنا أن البرنامج كان من الأفضل له أن يكون باللهجة العامية، يقصد استخدام الفصحى الأسهل والأكثر سلاسة.

– أهم ما يفتقر إليه البرنامج هو عدم استغلاله لفكرته ولاسمه “آية وحكاية” الاستغلال الكامل؛ فكان من الأفضل أن تكون هناك طريقة مختلفة في سرد الحكاية التي تمثل سبب نزول الآية، حتى ولو كان ذلك بصوت شخص آخر بخلاف مقدمي البرنامج يتقمص شخصية “الراوي” وكان ذلك سيتيح فرصا أكبر بكل تأكيد لإضافة عناصر جذب إضافية للبرنامج.

البرنامج مدته الفعلية مابين 35 و40 دقيقة بعد استبعاد الفواصل والإعلانات، وهو من أفضل البرامج الدينية خلال هذا الشهر على الراديو، خاصة في ظل عدم وجود منافسة فعلية من المحطات الأخرى، واقتصار أغلبها على تقديم برامج مدتها قليلة بين خمس وسبع دقائق قبل الإفطار، لا تقدم جديداً للمستمع.