أحمد عبد الصمد يكتب: مهمة خاصة.. عيش رمضانك

يأتي شهر رمضان الكريم فجاة -مثل كل عام- وكأن أحد عشر شهرا ليسوا كافيين للتمهيد، فجاة تزدحم الشوارع بلا سبب مقنع ليل نهار، ويصبح الزبادى عملة نادرة، فوحده كفيل بمحو الخطيئة التي ترتكب يوميا على مائدة الإفطار، وتتحطم على صخرتها حكمة الصيام.

نرشح لك.. أحمد عبد الصمد يكتب: فعلها هاري.. أبن أميرة القلوب انتصر لقلبه

رمضان القاهرة يملؤه الإيمان، فهناك من يهب ساعات الليل لله، فساعات الصيام ليست وحدها ما تحمل الثواب العظيم. مع كل بضعة أمتار فى شوارع القاهرة مآذن ترفع معها صلاة التروايح، ومساجد مملؤة عن آخرها، الكل يأتى طلبا للمغفرة، فما آتاه البشر خلال أحد عشر شهرا من ذنوب ليس بالقليل.

في قلب القاهرة، رمضان آخر تملؤه البهجة والحياة، كنت هناك لإعداد تقرير عن ليالي رمضان فى وكالة الغوري، رمضان بنكهة العصر الفاطمي، عروض للتنورة، ذلك الفن الشعبي الصوفي، ما لاحظته حقا أن الحضور أغلبهم من المصريين المغتربين والعرب الباحثين عن أجواء رمضان المصرية بعيدا عن شاشات التليفزيون فجمعوا الأهل والاصدقاء في ليلة من ليالى رمضان تبقى عالقة فى أذهانهم من العام للعام. وبين جنبات مقاهي المعز والغورية والحسين رواد كثر أغلبهم من الشباب، فشرب القهوة بعد الفطار على أحدى تلك المقاهي بصحبة الأصدقاء هى فرحة رمضان عندهم.

نرشح لك.. تركي آل الشيخ: سنفتقد صلاح في كأس العالم

رمضان يعنى أيضا للكثيرين التليفزيون والمسلسلات، وهنا يبدأ الاختلاف بين أجيال شكل أسامة أنور عكاشة – رحمه الله – محور وجدانهم بأعماله، عمل واحد فى الشهر الكريم كفيل بأن تلتف الأسرة بأكملها تتابعه وتنتظر حلقاته التى لا تعاد ولا تشاهد على اليوتيوب، ولا يفسدها ضجيج الإعلانات، وبين أجيال جديدة وجدت نفسها بين طوفان من الأعمال الدرامية بعد أن ترك نجوم السينما مواقعهم وأصبحت أعمال رمضان شهادة بقائهم على الساحة الفنية – على الاقل- لعام اخر. وهنا تجد حنين أجيال ما قبل الثمانينات لرمضان بتاع زمان.. رمضان يتجدد عنه الحديث كل عام ولا تسعفنا -نحن جيل منتصف الثمانينات- الذاكرة بالكثير عنه، فطوطة وفوازير نيللي وشريهان ورأفت الهجان وليالي الحلمية ويا تليفزيون يا…

نرشح لك.. طبيب المنتخب يكشف أحدث تشخيص لحالة محمد صلاح

عيش رمضانك.. لا تسمح لأحد بأن يفسد عليك هذا الشهر العظيم، هو شهر أبواب الجنة والمغفرة والدعاء والصلاة والقرآن، وهو أيضا شهر الأهل ولمه العيلة التي يأخذها ضجيج الحياة وزحمة الانشغال فى غير رمضان. هو شهر الأصدقاء والليالي الرمضانية والسحور قبل الفجر بدقائق. هو ذكرياتك وأعمالك.. صدقتك وجبرك للخواطر، هو فرصتك للتفكير ومراجعة الذات وتقييم الطريق فى ساعات الصيام الطويلة. رمضان مش مجرد شهر فوانيس بيعدي علينا، رمضان واحة بتهون علينا، منحة من ربنا تشحن بيها طاقتك لأن كل حاجة فيه مختلفة وجميلة.. عيش رمضانك.