رحيم.. welcome back يا عم حسن حسني

رباب طلعت

“أنا ابن أبويا.. وأموت لو شوفتك يوم محني.. ده أنا ابن أبويا.. تعبك ووجعك يدبحني”، بهذه الكلمات وبصوت مدحت صالح، روج صناع مسلسل “رحيم”، للبطولة الثانية لياسر جلال، قبل بدء الموسم، بأيام، بظهوره في أحد مشاهد المسلسل المؤثرة مع والده، والتي لاقت رواجًا كبيرًا، ليس فقط لـ”عاطفية” المشهد، وملامسته للمشاعر الإنسانية بين الابن وأبيه، لكن لأن الأب هو الفنان الكبير حسن حسني الذي لم يغب عن الساحة الفنية، ولكنه قد غاب كثيرًا عن جمهوره بالتواجد الفني الذي اعتاده منه.

بالرغم من أن رمضان 2018، يشهد مشاركة كبيرة سواءً كان على المستوى الدرامي، أو الإذاعي للفنان حسن حسني، إلا أن “رحيم” هو العمل الذي استطاع إعادة أمجاد “حسني”، الغائبة منذ سنوات، ليس فقط لقلة مشاركاته الفنية، بل لظهوره بأدوارٍ غاب عنها الصدى الذي يليق بتاريخه الفني الكبير، حتى إن آخرها كان قبل رمضان بأيام، دون أن يشعر أحد.

ظهور حسن حسني، الذي أُطلق عليه لقب “القطر” في إحدى سنوات لمعان نجمه الفني، لكثرة مشاركاته الفنية، في “رحيم”، لم يكن مكسبًا له، بقدر المكسب العائد على المسلسل وصناعه، وحتى أبطاله، فتلك المشاهد التي ربطت بين ياسر جلال، ووالده خلال الحلقات، هي الأقوى تأثيرًا على المشاهد، عاطفيًا، وفنيًا وإنسانيًا، بالرغم من امتلاء القصة بالعديد من التفاصيل والألغاز، وذلك يعود لعدة أسباب يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:

 

(1)

مشهد البداية لـ”رحيم” لم يكن في الحلقة الأولى من المسلسل، بل كان عندما روج صناع العمل بأغنية “أنا ابن أبويا”، قبل رمضان، حيث بدأت بالانتشار، ونالت على العديد من الإشادات، لأداء الفنانين معًا، بدءًا من النظرات بينهما، والحركات البطيئة، والتفاصيل الصغيرة، التي حركت الكثير من المشاعر الإنسانية، لدى الجمهور، فتفاعل معها، وبالرغم من أن تلك اللقطة مكررة، حيث قدمها قبل رمضان بأسابيعٍ قليلة الفنان أحمد بدير، والفنان منذر رياحنة في “البيت الكبير”، إلا أن شعبيتها في “رحيم” كانت أكبر، لاشتياق الجمهور لـ”عم حسن حسني”.

 

(2)

لم يتوقع أحد حجم دور الفنان حسن حسني، حيث إن علامات كبر السن، التي ظهرت عليه مؤخرًا، جعلت مساحة دوره في كافة الأعمال التي يشارك فيها صغيرة، بالمقارنة بسنوات انتشاره، لكن ومنذ الحلقة الأولى ظهر “حسني” كبطلٍ أساسي في الأحداث، يظهر على الشاشة أكثر من مرة في اليوم الواحد، وفي كل مشهد يقدم الفنان الكبير الكثير، ما يؤكد على أن بئر عطائه لم ينضب بعد، بل ظلمته أدواره الأخيرة.

فعقب كل مشهد لـ”حسني”، يمكن التعليق بجملة واحدة: “وحشتنا يا عم حسن”، فالفنان الكبير خلال الأسبوع الأول من “رحيم” قدم الكثير والكثير، بداية من الكوميديا “المخلوطة في دمه”، والتي لم يفتقدها مع تقدمه في العمر، مرورًا بالتراجيديا المؤثرة، في لحظات الوجع والضعف في مشاهد استناد الأب على ابنه، وصولًا بالحكمة والخبرة التي باتت مرسومة على ملامح وجهه وكفه.

 

(3)

لا يمكن إنكار حقيقة أن الاشتياق لوجود حسن حسني على الشاشة، سببًا كافيًا لمشاهدة “رحيم” وعامل جذبٍ كبير، فالجمهور المتعلق بالفنان الكبير، لم يعتاد خلال السنوات القليلة الماضية على غيابه، فلقد كان “حسني” جزءًا أساسيًا في كافة الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي تعلقت بها الأجيال الحالية، فهو “قنبلة” الكوميديا التي شاركت أغلب النجوم الشباب المتواجدين حاليًا على الساحة الفنية سواءً في السينما أو التلفزيون، واقترنت أسمائهم جميعًا به في عملٍ ما، بل كان الأقرب للجيل الحالي سواء من الفنانين أو المشاهدين من أي نجمٍ كبير آخر.

(4)

علاقة الأب والابن، مثلها ككل العلاقات الإنسانية الأخرى، لها تأثيرها العاطفي على المشاهدين،  وقد نجح الثنائي ياسر جلال وحسن حسني في تقديمها للجمهور، بصورة أقرب ما يكون للحقيقة، في عدة مشاهد، أبرزها: ضياع “حسني” عندما حُبس نجله، وخروج الأخير وبحثه عنه، لإنقاذه، فوجده تائهًا، وشريدًا، وخائفًا، وضعيفًا، لكن وبمجرد أن رأى ابنه “اشتد أزره”، ودبت فيه الحياة من جديد، كذلك فالأبوة سند وقوة، والأب صديق ومعلم، وهو ما ظهر في المشاهد التي كان يوجه فيها “حسني” ولده، ويسانده بالنصيحة، ويسمعه بسعة قلب، ويدعو له.

رحمة الأب وعطفه على أبنائه هي الأخرى جسدها “حسني” أثناء دفاعه عن ابنته “رحاب” شقيقة “رحيم” التي تؤدي دورها الفنانة دنيا، كذلك لحظة مشاهدته لابنه الأصغر عندما أعاده “رحيم” من الاختطاف، وخوفه عليه.