"مكارم".. أن تتحول السوشيال ميديا لمنصات أخلاقية

إيمان مندور

 

قبل نحو عام، تأسست في دولة الكويت مبادرة “مكارم” التي تعد أكبر منصة محتوى رقمي وقيمي في الشرق الأوسط، لنشر القيم الأخلاقية الإيجابية المتعارف عليها حول العالم بين الشباب، وذلك كبداية لانتشارها خليجيًا وعربيًا، بمشاركة مجموعة من الخبراء البارزين المتخصصين في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك مجموعة من الأكاديميين والإعلاميين.

ما هي “مكارم”؟

المبادرة التي تأسست بالشراكة بين ماضي الخميس الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، وعبد الله الشاهين العضو المنتدب لمجموعة ستيت القابضة، عبارة عن محتوى رقمي يقدم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويهتم بمكارم الأخلاق بغض النظر عن الدين أو الجنس أو المذهب أو الطائفة، من خلال مواد إعلامية توعوية تسعى المبادرة لنشرها في العالم العربي، مستهدفة كافة شرائح المجتمع وبالأخص شريحة الشباب، عبر خطاب متزن يسهل تقبله واستيعابه من قبل الجميع، معتمدةً على اللهجة التحفيزية في مخاطبة المجتمع بصيغة الأمر، مثل (سامح، ساعد). كما أنها تهتم بالعائلة والمجتمع والأمة.

الانطلاق من القاهرة

في نهاية مايو من 2017، انطلقت المبادرة من القاهرة خلال مؤتمر صحفي عقد في فندق الفورسيزون، بمشاركة مجموعة من الخبراء البارزين المتخصصين في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك مجموعة من الأكاديميين والإعلاميين الذين يشرفون على المنصة الإعلامية. وأوضح “الخميس” خلال كلمته بالمؤتمر أن تكاليف منصة “مكارم” بلغت نحو 12 مليون دولار، مشيرًا إلى أنها غير هادفه للربح، وتستهدف كافة شرائح المجتمع وخاصة الشباب، وأن الدور الذي تتبناه المبادرة هو نشر ثقافتها وأفكارها وتحقيق أهدافها من خلال التأثير في مجتمعاتها، والسعى للتأثير في المجتمعات الأخرى.

وبالفعل نالت المبادرة ثقة قطاعات كبيرة من الجمهور الخليجي والعربي، لدرجة أن مشاهداتها عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي تخطت 12 مليون مشاهدة، ووصل محتوى الحملة المرئي والمسموع لحوالي 48 مليون مستخدم، خلال شهر واحد فقط من انطلاقها.

دعم المشاهير

وباعتبارها منصة للإنتاج الإعلامي القيمي الهادف والمتنوع، فإن الحملة أنتجت منذ انطلاقها عددًا من المواد المعتدلة فكريًا، تتعلق بما يحتاج إليه الشباب من فهم لمبادئ السلام والتراحم والتعاون والأخلاق والاجتهاد والصبر، مستعينة بعدد من الشخصيات المؤثرة في العالم العربي في مجالات الدين والرياضة والفن والمجتمع والسياسة والصحافة، منهم محمد الرطيان، مصطفى عاطف، منذر رياحنة، أسامة الأزهري، محمد صبحي، سهير رمزي، أحمد زاهر، عمرو رمزي، محمود عبد المغني، رانيا فريد شوقي، عمرو محمود ياسين.. وأخرون.

 

الاتجاه للعالمية !

خلال العام الأول نجحت المنصة في تحقيق انتشار كبير للقيم والمفاهيم التي تدعو إليها، لا سيما بين أوساط الشباب في العالم العربي، وهو ما يتوافق مع خطة التنفيذ التي أعلنها “الخميس” منذ انطلاق المبادرة، ليأتي الدور الآن على المرحلة الثانية والتي تبدأ من السنة الثانية، حيث ستبدأ المنصة بالخروج إلى الأفق العالمية، لتؤثر في مناطق العالم المختلفة، كأوروبا والأمريكيتين وآسيا وأفريقيا، وذلك باستعمال نفس النموذج ولكن بلغات عالمية.

إجمالًا، المبادرة غايتها الكبرى نبيلة للغاية، والتنفيذ أيضًا يتم تدريجيًا وبحسب خطط موضوعية، لذلك دعم مثل تلك التجارب ولو بمجرد الثناء عليها وتعريف الأخرين بها، يُعد مساهمة قيِّمة وفعَّالة في تحويل ساحات التواصل الاجتماعي لمنصات قوية في مجال دعم الأخلاق وتعزيزها، وخطوة فعَّالة في نشر السلام والتسامح بين كل الأطياف والأجناس في العالم.