كيف تنطلق drn؟.. أصل الحكاية من الكواليس

رباب طلعت

في يوم أحد مزدحم بالبرامج، على أثير إذاعة drn ، منذ السابعة صباحًا، إلى الثامنة مساءً، وعلى أصداء سلوجان المحطة “الكلمة بتفرق”، كان لـ”إعلام دوت أورج” تجربة معايشة داخل أروقة الوليد الأحدث بين المحطات الإذاعية المصرية، والذي ناهز الشهران من عمر انطلاقته الأولى في مارس الماضي.

النهار له اتنين.. إيناس ثروت وخليل جمال

في غرفة صغيرة تابعة لوحدة الإنتاج الفني في المحطة، مجهزة بأجهزة الصوت اللازمة، اجتمع فريق عمل “النهار له اتنين”، المذيعان إيناس ثروت، وخليل جمال، ورئيس التحرير مصطفى خضر، وأحمد شيكو أحد المعدين، مع خالد عبد المنعم، مدير الإنتاج الفني في المحطة، لتسجيل تنويهٍ جديد، للبرنامج، جلس الجميع من بعد التاسعة، موعد انتهاء البرنامج الصباحي الذي يبدأ منذ السابعة، لاختيار التفاصيل الصغيرة فيه سويًا، ليس كفريق عمل بل كـ”شلة أصدقاء”، أو “أسرة واحدة” على حد تعبيرهم.


​بدأ “إعلام دوت أورج” البحث عن كواليس البرنامج، عن كل ما لا يعرفه الجمهور… كيف ينطلق “النهار له اتنين”؟

“بعد كل حلقة بنقعد في الميتينج روم، نتناقش سوى إيه اللي طلع حلو؟ وإيه اللي طلع مش قوي؟ طب بكرة المفروض نحسن إيه؟ إيه الفقرة اللي لازم نزودها معانا؟ بنتلم سوى عن كل التفاصيل ونقيم بعض بشكل يومي عشان “الكلمة بتفرق” –إيناس ثروت

هكذا وصفت الإذاعية إيناس ثروت اللحظات الأولى ما بعد انتهاء إذاعة البرنامج، وبداية التحضير له، موضحة أن فريق الإعداد يبدأ في العمل على كل ما تم طرحه خلال تلك الساعات، ويبدأ في كتابة “الإسكربت” وإرساله مساءٍ على “الميل”، و”جروب الواتس”، لتبدأ هي في قراءتها ودراستها جيدًا مؤكدة: “بحب أذاكر كويس جدًا عشان لما أطلع هوا يبقى كل حاجة حقيقية وطبيعية مش بقرأ من الورقة، لأن طول عمري عندي اقتناع أن المذيع اللي بيقرأ من ورقة فقير جدًا، وبيقول دبش، ممكن أي حد في الشارع يجي يقوله”، متابعة، أنها على سبيل المثال تبحث على معلومات عن “الحاجة الغريبة” التي سيقدمونها في إحدى فقرات البرنامج، على “جوجل” لمشاهدة فيديوهات وقراءة مواضيع متعلقة بها، لتضيفها إلى المستمع في اليوم التالي، مشددة على أهمية استخدام بعض المهارات مثل رنة الصوت، وطريقة العرض، حتى اختيار وقت الضحكة والانفعال وغيرها.


​”لا سياسة ولا دين ولا جنس، 3 ممنوعات في البرنامج”، تتابع “ثروت”: نجلس شهريًا لوضع “شمسية” كبيرة، لمواضيع الشهر، وعلى أساسها نختار ما سنناقشه خلال الحلقات، أثناء الاجتماعات اليومية، نُجهز إسبوعيًا قائمة أسماء للضيوف، ونحضر معها خطة بديلة في حالة عدم حضورهم، إما باستضافة شخصٍ آخر، أو بسكريبت متعلق بالحلقة.


​إستكمالًا لما بدأته إيناس ثروت، عن كواليس البرنامج، يُكمل خليل جمال، قائلًا: “لازم بنتابع الأخبار والسوشيال ميديا ندور على إيه التريند”، وذلك لربطه مع ما اختاره فريق الإعداد، لربط المستمع بالأحداث، فيجب أن يكون على دراية بما يحدث من حوله، أتفق مع إيناس في كل ما قالته، بخصوص التحضير فنحن عربة القطار الأولى، إذا فشلنا في جذب المستمع، لن يستمر في الاستماع للمحطة، وكذلك نحرص على الابتعاد تمامًا عن “الأخبار الكئيبة” إلا لو اضطررنا لذلك، مثل أحداث سوريا الماضية، كذلك نبتعد عن التناول الصعب أو الثقيل على أذن المستمع “اللي صاحي بدري”، فنحن نوصل المعلومة ببساطة دون اصطناع عمق، بل بهزار ونقاش بيني وبين إيناس، حتى في فقرة الأخبار التي نقدمها كملخص لما حدث من الـ12 مساءً لـ6 صباحًا، تكون بشكل خفيف، ونحاول إسعادهم بفقرات مثل “يا خبر أبيض”.


وعن بدايات الانطلاق قال: “أنا من أوائل الناس اللي دخلت drn من إبريل 2017، وعملت كاستنج مع أكتر من 30 حد، لكن لما جت إيناس عملنا بايلوت مباشرة، لقينا في كيميا كبيرة خاصة أني مستمع ليها من زمان”، لافتًا إلى أنه أصر على عدم التسجيل مع أحد غيرها، كونهما يكملان بعضهما بصورة مناسبة، خاصة أن “ثروت” لها خبرة طويلة في المجال الإذاعي لذلك فهو يريد الاستفادة من ذلك جيدًا، حتى في تعاملها مع زملائها، مشيرًا إلى أنهما يسعان خلال الفترة المقبلة لصناعة “الترند” لا السير ورائه.

سر الخلطة

مصطفى خضر، رئيس تحرير “النهار له اتنين”، روى لـ”إعلام دوت أورج“، كواليس العمل في المحطة، من وجهة نظر أخرى قائلًا: “بشتغل أكثر من شغلانة في drn، لأن تواجدك في مكان بتحبه بيخليك بتدي كتير”، موضحًا أنه أحد أعضاء الـcriateve team، المسئول عن خروج منتج القناة في صورته النهائية أيضًا، كما أنه معد في برامجٍ أخرى، مؤكدًا أن العمل كواحدٍ من فريق إعداد محطة اسم شعارها “الكلمة بتفرق” يضع على عاتقه مسؤولية كبيرة، وكذلك أن عدد المعدين حوالي 20 معدًا في مقابل قنوات قائمة على ما لا يزيد عن 4 فتلك مسؤولية أخرى، قائلًا: “يعني لازم نخترع الذرة”، بالإضافة إلى المسؤولية التي تحملها الجميع بعد أول اجتماع مع الدكتور خالد حلمي، رئيس المحطة، والذي أخبرهم وقتها، أن الغرض منها ليس تجميع “لايكات وكومنتات”، مؤكدًا على أنهم قرروا إطلاق محطة حقيقية ولذلك تأخروا في الانطلاق حوالي ثمانية أشهر، لتحضير مذيعي البرامج سويًا، وشكل البرامج وتفاصيلها، وغيرها من الأمور، تابع “خضر”: “خالد حلمي من أهم الناس اللي بتحمل خلطة راديو في مصر، وسر الخلطة دي في drn أنه “حلمي” قدر يخلي مذيع، ومذيعة، ومعد، ورئيس تحرير، كلهم مع بعض نسيج واحدة عاوزين مصلحة البرنامج يطلعوا برنامج كإنه ابنهم”.


​وعن “النهار له اتنين” أكد أن نجاحه له العديد من الأسباب أهمها تاريخ إيناس ثروت وخليل جمال المهني، بالإضافة لمهارة كلاهما في العمل واجتهادهما في التحضير، بالإضافة لفريق الإعداد مثل أحمد شيكو أحد كتاب “الإسكربتات” الذين شاركوا مع “أبو حفيظة”، كذلك شيماء ممدوح، التي تعد من أمهر الناس في تنسيق ضيوف مرتبطين بموضوع الحلقة، وريم هشام التي وصفها بـ”الاختراع”، وأحمد مجدي أحد أعضاء الـ”الكريتيف تيم”، والذي يساهم في كتابة 10 مسلسلات في رمضان، والدكتورة زينب صلاح رئيس قسم الأبحاث، خاتمًا حديثه بأنه هو المحظوظ بالعمل في drn.

عن الـ creative team

أحمد شيكو، المعد في برنامجي “ساعة تروح ساعة تيجي”، و”النهار له اتنين”، وأحد أعضاء الـ”creative team”، يروي كواليس عمل الفريق قائلًا: “بيسمونا على الجروب يلا عندنا طلعة”، مفسرًا ذلك بأن الفريق مسئول عن إخراج كافة أفكار البرامج وأسمائها، وشعار المحطة، والبرامج، وإعداد البروموهات وخطط المناسبات مثل رمضان المقبل، وغيرها، موضحًا أن عددهم 5 يرأسهم بشكلٍ مباشر الدكتور خالد حلمي، ويُفسر “شيكو” مصطلح “الطلعة” بقوله إنه على سبيل المثال، عندما يأتي معلن وليس لديه فكرة، فهم مسؤولين عن إنتاج الأفكار لها، ثم مناقشتها مع خالد حلمي، كذلك في حالة الرغبة في تطوير القناة وخطتها البرامجية مثلًا، حيث يستمع كلٍ منهم للمحطة في أوقات مختلفة، لتقييم الأداء، والأفكار، ووضع طرق لمعالجة العيوب التي اكتشفوها بالدراسة.


​وعن اختيار سلوجان المحطة قال: “في أي محطة الفواصل “انتوا لسة مكملين مع برنامج مش عارف ايه”، اللي قررنا نعمله “الدنيا متقسمة وقت””، موضحًا أنهم قرروا ذلك للخروج بشكل مميز، مضيفًا: “في إذاعة وحيدة هي المميزة في الـJingles في مصر فحاولنا نكون إحنا قدامها، إلى حد كبير الناس مبسوطة بالإعلانات”.

أما عن الإعداد فقال، إنه يحاول في شغله أن يلمس الناس، ويفضل ركوب المواصلات، والسير بينهم، ليلتقط التفاصيل الصغيرة، تلك الأشياء الصغيرة بين الفتيات في تحركاتهم، وابتسامتهم، وطريقة الإمساك بشيءٍ ما، أو الشخصيات التي ترقص في الأفراح، من الفتاة التي تهز كتفها فقط، إلى الأخرى التي تقف للتصفيق فقط، للرجل الكبير الذي يدخل بين العريس والعروسة يرقص ولا أحد يعرفه في القاعة، وغيرها من الأفكار، متابعًا: مثلًا عندما تخبرني الدكتورة زينب أن الشوكولاته تتسبب في سعادة الفتيات، أفكر في أشياء أخرى، كالشاورما، وغيرها من الأمور التي تُضحك المستمع، لأنه يتذكر أنه رآها أو يفعلها.

الكلمة بتفرق

لأن شعار المحطة “الكلمة بتفرق” خصصت إدارة drn قسمًا معنيًا بالأبحاث، وعن آلية عمله تتحدث الدكتورة زينب صلاح، رئيس القسم قائلة: هو مختص بكل دراسة تُذاع خلال الحلقات في كافة البرامج، حيث إننا نتأكد منها من قواعد بيانات عالمية، وتقارير جامعية، وكتب ثانوية، وغيرها من أدوات البحث العلمي الصحيح، لضمان صحة البحث أو المعلومة التي يتناولها مقدمو البرامج، للحرص على دورنا التعليمي والتثقيفي في المحطة.

​وعن التواصل بين معدي البرامج، وقسم الأبحاث، أوضحت أنه على سبيل المثال “النهار له اتنين” يحتاج لمعلومات خفيفة وغريبة، فنحاول تجريدها من كل “الكلاكيع” بها، وتقديمها لفريق الإعداد ليعدها بشكل لطيف على أذن المستمع، بعكس “مصر من البلكونة”، فهو يحتاج مقارنات بين مصر وبلدان أخرى، ونوصلها للإعداد وهكذا، بالإضافة إلى أننا نجتمع على الأقل كل أسبوع مرة مع رؤساء تحرير البرامج، لوضع الخطة الأسبوعية، بالإضافة للاجتماع الشهري لتحضير دراسات الشهر، وإيصالها لرؤساء التحرير، وذلك الأمر ضروريًا جدًا حاليًا لأن هناك العديد من المحطات أصبحت تبني حلقات كاملة على معلومات ودراسات خاطئة انتشرت بالكذب على السوشيال ميديا، لذلك قررت drn التغريد خارج السرب، والحرص على المصداقية بإنشاء هذا القسم المهم، في كل المحطات التلفزيونية والإذاعية.

مصر من البلكونة.. ياسمين نور الدين ومحمد فتحي

بعد ساعتين من التواجد، داخل drn انطلق خلالها برنامج “مصر من البلكونة”، وانتهت مدة إذاعته، كان الدور في الحديث على برنامج منتصف اليوم، الذي انتهى في الرابعة عصرًا، وعن كواليسه قالت الإذاعية ياسمين نور الدين، إنهم يعملوه عليه لمدة 24 ساعة، من بعد الانتهاء من إذاعة الحلقة، لبداية الحلقة المقبلة، حيث تبدأ متابعتها مع الإذاعي محمد فتحي، ورئيس تحرير البرنامج تامر عبده أمين، والمعدين، للتعرف على الأحداث أول بأول، لافتة إلى أن “أمين” عليه دور كبير في عمل “لينك” بين مقدمي البرنامج وباقي فريق العمل، والتنسيق بين اتجاهات الجميع وأفكارهم، وعند الانتهاء من إعداد الحلقة يرسلونها لنا على “الواتس آب”.


​أضافت “نور الدين” تدربنا كثيرًا قبل انطلاقة القناة على “الكيميا” بيننا، وكذلك العمل على وضع “فورمات” البرنامج، وأيضًا “كنا بنسستم رئيس التحرير والمعدين على دماغنا”، ثم التفكير في العديد من الإجابات لأسئلة منها: “عاوزين ايه من البرنامج؟”، و”عملنا بايلوت كتير ونراجع لبعض ونطلع نقاط قوة وضعف بعض لحد ما وصلنا للمرحلة دي من التفاهم”، لافتة إلى أن عمل “فتحي”، في الصحافة ورئاسة تحرير البرامج، وعملها في الإنتاج، جعل لكلاهما خبرة، تمكنهما من التدخل فيما يقدمه المعدين، لإخراج البرنامج بالشكل الذي يرغبان به، مشيرة إلى أن البرنامج “خدمي” ولا يجب أن يظهر خارج ذلك الإطار، لكنهما يحرصان على أن يخرج كل مستمع -أب أو أم أو ابن- من البرنامج بمعلومة أو إجابة على أحد الأسئلة المحيرة، أو يحل لي مشكلة ما، وبالتالي يتعلق المستمع بـ”مصر من البلكونة” ويحرص على متابعته.


​”احنا مش بنافس حد ولا حد بينافسنا.. همنا الأكبر نعمل برنامج تحبه الناس وتسمعه بعيدًا عن التهييس المبالغ فيه في بعض الإذاعات، والتنظير المبالغ فيه في التوك شو.. احنا همنا الأساسي برنامج محترم يخدم الناس”، هكذا وصف محمد فتحي “مصر من البلكونة”، مؤكدًا أن خلفيته الصحفية جعلته حريص على التأكد من صحة المعلومة، وتوجيه المعدين لمصادر المعلومة الصحيحة، وكيفية متابعة الخبر، وغيرها من المهارات “اللي متقلانا ومتعكزين عليها، ومش مخليانا مؤديين، ولا جايين نقول كلمتين وخلاص”.

وعن فكرة البرنامج الخدمي، كشفا أنهما يستضيفات كل ثلاثاء على سبيل المثال أندرو أشرف “سفير الشغل”، وفقرة طبية بعيدًا عن “سماسرة الظهور الإعلامي” هدفها استضافة أطباء مختارين بعناية لمناقشة حالات طبية خاصة، موضحًا أن البرنامج خدمي وليس خيري، فالأول معناه أن أعين المحتاج على كسب المال، والثانية على إعطائه مال ينفذ، فالهدف هو الإسهام في إخراج إنسان منتج للوطن، فيما أكدت ياسمين نور الدين إن فريق الإعداد يتابع مع الجهة المختصة للتأكد من الحالات المحتاجة، وعلى صحة توافق الشروط وغيرها لضمان مساعدة الناس.

وعن بدايات التحضير للبرنامج قال “فتحي” إنهما فكرا في عمل برنامج خدمي، وقد خططا لشكله ووقته وكذلك اسمه، حيث إنه اسم كتاب قد كتبه منذ سنوات، مؤكدًا أنه كان البرنامج الوحيد الذي انطلق مباشرة، لأنه كان متفق على أدق تفاصيله من البداية، مشيرًا إلى أنهما هما الوحيدان في المحطة الذان كان لديهما علم بأنهما سيقدماه سويًا، مؤكدين أنه للحفاظ على مكانته، وضعا عدة قواعد هي: “مش هنتكلم في السياسة، ولا ألفاظ بذيئة، مش هناضل وراء الحقيقة المطلقة، ولا وراء الميكرفون، ولا هنقول لازم تعملوا الكلام ده ولا شعارات ولا جدالات وهو ما نسميه بـ”لازم منقولش لازم”، وأن نبعد وجهة نظرنا في القضايا العامة لأنفسنا، ولا نعلق على الأخبار لخبير يقدر يتكلم عليها، فنحن ملتزمين بادوارنا كمذيعين”.

قلب المحطة

حازم ضياء الدين، مدير الترافيك في drn، الذي كان منتشرًا منذ الساعات الأولى للأخيرة لتواجدنا داخل كافة غرف الإذاعة لأهمية دوره في التنسيق بين الإدارات، روى لـ”إعلام دوت أورج“، تفاصيل عمله الذي وصفه بأنه “حلقة الوصل” أو “قلب المحطة” قائلًا: أنا مسؤول عن بعض الأمور الفنية والإدارية، الفنية كل ما يُذاع على المحطة من أغاني وبروموهات، وغيرها، وتلك لها خطة معينة نعمل عليها أنا وزملائي، من خلال وضع خطة شهرية، متابعًا: “بنتابع كل حاجة في القناة أنا وأميرة عادل، وأحمد منير، ووليد عبد الرحمن”، لأن كل الإدارات تتعامل من خلالنا، فالمذيعين “الواجهة الأخيرة لمجهودنا”، عندما يحتاجون لشيء يراسلونني على “الإيميل”، لمعرفة المطلوب وتنفيذه، مثلًا إذا كان هناك ضيفًا معينًا نكلم إدارة الإنتاج الفني لعمل برومو له، وأعاينه ثم أذيعه.


​وعن الإعلانات أكد أن هنالك إقبالًا كبيرًا من المعلنين على المحطة، مشيرًا إلى وجود “كواليتي كنترول” يعاين الإعلان قبل عرضه، ويقيس مستواه إذا ما كان جيد أم رديء لو احتوى على ألفاظ غير مناسبة، أو وجدنات يحرض على العنف وغيره نرسله للإدارة لتعيده للشركة، ونلغيه.

من جانبه تحدث خالد عبد المنعم، مدير الإنتاج الفني في drn عن دوره في المحطة قائلًا: إنه يختص بكافة التنويهات والبروموهات فيها، وكذلك أصواتها وموسيقاها التي تعطيها الهوية الخاصة بها، قائلًا: “مسؤوليتنا نصنع أفكار الجنجلز، والإنتروهات، والبرامج نفسها، الفيتشرات الصغيرة اللي مدتها من 3 لـ10 دقايق، وتنويهات الضيوف وغيرها من التفاصيل”، واصفًا خط سير العمل في بأنه يحصل على ملخص بشكل البرنامج والمواضيع التي ستناقش فيه، والمحتوى، ويبدأ في اختيار الموسيقى، بتركيبها وتلحينها، لتمييز كل برنامجٍ عن الآخر، مردفًا أن العاملين في الإنتاج الفني أغلبهم ملحنين وموزعين، وهم من ينتجون الألحان كلها، ملمحًا إلى أن هناك إذاعات كاملة تقوم على هذا القسم، ببلاي لست تُذاع على مدار اليوم.


​وعن البلاي ليست، تحدث وليد عبد الرحمن، وأحمد منير، قال “عبد الرحمن” إن يومه يبدأ منذ الثانية عشر مساءً، ويختلف اختيار الأغاني المذاعة يوميًا، موضحًا: “يعني الخميس الناس بتكون سهرانة برا، فنقدر نعلى بالمزيكا لحد 2 بليل، غير الجمعة في حاجة تنفع قبل الصلاة وحاجة بعد، مش بنختارها عشوائي”، أما عن البرامج مشيرًا إلى أنه لا يحب وضع خطة ثابتة، ويحب التنويع كل لا يحفظ الجمهور المحطة، وما تقدمه من أغاني فيملون منها، أما “منير” فكشف أن drn لا تذيع أغاني شعبي، منذ اليوم الأول لها، لأنه لونٌ بعيدٌ عن “روح القناة”، مؤكدًا أنهم يملكون مكتبة خاصة بالموسيقى في drn.

علاء وفيق راتب، مدير الديجيتال ماركتنج في drn، كان آخر من تحدثنا معه، قبل وصول فريق عمل “منورة بأهلها”، والذي وصف دوره في تسويق شغل المحطة على السوشيال ميديا قائلًا، إن أهمية مواقع التواصل حاليًا هي أرشفة المحتوى، حيث إن المذيع يظهر على الراديو ساعتين، لكنه يظل أبدًا عليها، مؤكدًا أنهم يعملوه على تسويق المذيعين، من خلال أرشيفهم السابق أيضًا، لأن من سيبحث عنهم ويعرفهم سيصل في النهاية إلى أنهم في drn فيستمع لهم.


​أوضح أنهم يعملون على أربع منصات هي فيس بوك ويوتيوب، وترفع عليهما الحلقات كاملة، وأبرز التصريحات وغيرها، ويرسلونها للمواقع لنشر أخبار عنها، أما تويتر فيرفع عليه أهم أعمالهم خلال اليوم، وإنستغرام مخصص لصور وكواليس اليوم في القناة تعبيرًا عن “مجتمع drn”، موضحًا أن سرعة النت في المحطة 42 ميجا بايت، لدعم ظهور اللايف بهذه الكفاءة.

منورة بأهلها.. مها بهنسي ومحمود الفقي

في نهاية اليوم وقبل انطلاق البرنامج بساعتين تقريبًا، حضر فريق عمل “منورة بأهلها، الذي يُذاع من السادسة وحتى الثامنة مساءً، فكان أول الحضور محمد المراكبي رئيس تحرير البرنامج، الذي عرف فريق إعداده بأنهم “مجتهدين” وهم لؤي الخطيب، ودينا منير وأشرف شرف، وتحدث عن برنامجه واصفًا إياه بأنه: “هو مش توك شو لأن التوك شو دسم شوية، ولا مورننج شو، لأن ده لايت، هو حاجة بين الاتنين، راجل لابس بليزر على بنطلون جينز”، موضحًا أنه عندما وضحوا استراتيجية المحطة، اكتشفوا أن ذلك هو وقت خروج الموظفين من أشغالهم، وليس لديهم استعداد للاستماع إلى أي محتوى ثقيل، لكن في نفس الوقت يجب مراعاة سلوجان القناة “الكلمة بتفرق”، خاصة أن “ساعة تروح ساعة تيجي” المذاع قبلنا، برنامج لايت.

وعن إعداد البرنامج أردف قائلًا: إن مراحل إعداده تستند على متابعة 24 ساعة، واختيار المواضيع يتناسب مع الفقرات، فمثلًا “التوب فايف” أحد الفقرات التي يتم تحضيرها في اللحظات الأخيرة، لأنها متعلقة بما حدث والجمهور المستهدف في عمله، فنلخصها له، وفيها يكون أحد الأخبار الخمسة هو الرئيسي، فمثلًا يوم السبت “ست الكل” تكون محورنا، والأحد “الحمش”، والاثنين “العين عليهم” للمشاهير مثل محمد صلاح، كما أن يوم الأربعاء تحضيره يكون ثابت، لأنه مخصص لاستضافة الضيوف، سواء فنان أو إعلامي أو وزير، “ضيف لازم يكون عنده حاجة يقولها جديدة للناس”، وأولئك يتم تجهيز قائمة بهم بشكل شهري، وغيرها من الفقرات مثل “مين المسؤول؟”، و”آخر إشاعة” وغيرها نحرص على التحضير ليها بتجهيز مصادر تؤكد وتنفي وترد وتوضح، وكلها تكون بشكل مسبق، كما نجتمع كل يوم ثلاثاء، لطرح الأفكار ومناقشتها، واختصارًا يمكننا وصف البرنامج بأنه “مجلة مسموعة”، تحتوي على كافة المجالات فن وسياسة واجتماع ورياضة، وهو النوع الأقرب لقلبي، بسبب خلفيتي الصحفية.

نرشح لك: مسلسلات رمضان.. مدرسة شوقنا أكتر شوقنا مستمرة!

يتابع: الجميل والجدير بالإشارة إليه في drn أن المحطة كلها ورش عمل، أنا لا أعمل في البرنامج بمفردي، فجميع رؤساء التحرير يجتمعون مع الإدارة، ونقترح على بعضنا، وفي التجهيزات اليومية في حالة أنني قابلت فكرة ما لا تصلح لمحتوى برنامجي، أرسلها لرئيس تحرير برنامج آخر مناسبة له، وهم كذلك، بالإضافة لجروبات “الواتس آب” المفتوحة بيننا جميعًا سواء لكل برنامج، أو مع رؤساء التحرير، وكلاها يكون فيها أحمد نديم رئيس تحرير المحطة، وحازم ضياء مدير المحطة، وخالد حلمي رئيسها، ونتواصل باستمرار لاتخاذ قرارات جماعية، فلا قرار فردي في drn.

حضرت الإعلامية مها بهنسي، والتي تحدثت عن “منورة بأهلها” قائلة: “كل حاجة منورة في مصر بنتكلم عنها بكل تصنيفاتها.. الهدف الأساسي لما طلعنا بالبرنامج كان أننا عاوزين نكون إيجابيين ونركز على الإيجابيات والحاجات الحلوة في البلد، ونبعد عن السودوية، بنعود المستمع يشوف الحاجات الكويسة”، مشيرة إلى أن خلال السبع سنوات الماضية، حدثت العديد من الارتباكات والتي تأثر بها الإعلام، الذي أصبح هو والسوشيال ميديا متشبعان بالأخبار السيئة، لذلك أصبح الهدف هو سرد وإبراز إنجازات البلد، لافتة إلى أنهم مع المعدين يتابعون “الترند” على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة ما يتحدث عنه الناس، ونحاول مشاركتهم ما يهمهم خلال الحلقة، مردفة، أن الحلقات التي قدمها البرنامج، خاصة حلقات الضيوف مثل علي الحجار، ومايا نصري، وهشام الجخ، وهايدي موسى كان عليها تفاعل كبير، كذلك حلقة معتز الدمرداش، لأنه قليل الظهور الإعلامي، وتحدث عن تجربته في الجديدة في السينما، وفكرة أن يحاور إعلامي زميل له مخضرم، ليست سهلة، لذلك استمتعت بها.

نرشح لك: مظهر أبو النجا.. بدأ عاملًا في مصنع ورحل في عيد العمال

استطردت “بهنسي” قائلة: “الساعتين واجبة شاملة للجمهور، مؤكدة أنه لا يحدث بينها وبين زميلها في البرنامج محمود الفقي تقسيم على الهواء، لأنه مذيع محترم، وهي خبرة في الإعلام وصلت لعشر سنوات، فكلاهما قادر على تكملة الآخر، والتعامل بشكلٍ سلس وطبيعي، يلمسه المستمع، لافتة إلى أن حالة “الكيميا” المشتركة بين كافة مذيعي drn نادرة، ولا تحدث كثيرًا، ففي محطات وقنوات أخرى يتم فصل مقدمي البرامج عن بعضهم بسبب المشاكل والخلافات، والتي تظهر بالتالي للمستمع، مضيفة: “كواليس العمل بينا كلها هزار وضحك وتوافق روح بينا وبين فريق العمل”، موضحة أن الإدارة هي من نسقت ظهورها سويًا، فقد كانت تحضر في البداية لتقديم “كوكتيل بيانكي” لكن قبل الانطلاق بيومين اكتشفت أنها ستقدم “منورة بأهلها” مع “الفقي” ولم يكن الأمر صعبًا عليهما، فجهزا لذلك الظهور في دقائق معدودة، بينما كان فريق الإعداد ورئيس التحرير يعملوه على الفكرة من أشهر طويلة.

أكمل الإذاعي محمود الفقي الحديث عن البرنامج، موضحًا أنهم حضروا للبرنامج من شهر يوليو 2017، ولم يكن له شكل ثابت، وخضع للكثير من التغيرات، إلى أن وصلوا للشكل الأخير له، وكان الاتفاق على الاسم قبل الانطلاق بشهرٍ واحد، قائلًا: “بلغوني أنا ومها يوم الخميس أننا هنطلع سوى السبت، ومكنش صعب لأن احنا الاتنين بينا تناغم، والأمور ماشية في المضمون، ومفيش بينا حكاية مين ياكل الهوا، لأن المهم احنا الاتنين ناكل مع بعض الهوا، فأنا وهي دردشتنا خلال الحلقات تلقائية، ولا نقرأ من إسكربت محدد إلا لو معلومات أو أخبار”، لافتًا إلى أن البرنامج الثنائي يعطي روح للبرنامج، لأن دردشة المذيعين تجذب المستمع، بعكس المقدم الواحد.