20 تصريحًا لـ محمد سعيد محفوظ عن اَمال فهمي.. أبرزهم عن أيامها الأخيرة

نرمين حلمي

على مدار 92 عامًا، تألقت الإذاعية القديرة اَمال فهمي، لُقبت بـ ملكة الكلام؛ لما اَثرت به في نفوس محبيها سواء من مستمعيها أو ضيوف برامجها من الشباب الواعد وقتئذٍ، مثل الدكتور أحمد نعينع، والعالم أحمد زويل، والإعلامي أحمد المسلماني، وغيرهم الكثير ممن كان لها فضل تقديمهم للجمهور عبر برنامجها الأشهر “على الناصية”.

نرشح لك.. وصية آمال فهمي الأخيرة

ما أروع وأصدق ما يقال على ألسنة مَن يعيشون بصدق حول أحبابهم، ولذا كان لـ “إعلام دوت أورج” حوارًا مع أكثر الشخصيات قربًا لـ “أم الإعلاميين” في اَخر سنتين من عمرها، وهو الدكتور والإعلامي الكبير محمد سعيد محفوظ، والذي ساعدته للدخول إلى المجال الإعلامي منذ 20 عامًا، حتى أصبحت بمثابة والدته إعلاميًا وإنسانيًا.

تحدث “محفوظ” مع “إعلام دوت أورج” عن معلومات تهم جمهورها، وأسرار فنية واجتماعية وإنسانية تنشر لأول مرة، عن ملكة الصوت الراقي والرنان، اَمال فهمي، وهو ما نسرده خلال السطور التالية:

1- والدها كان يعمل في وزارة العدل، ويشجعها ويدعمها دائمًا منذ صغرها في مشوارها الإعلامي؛ وهو الأمر الذي منحها الثقة بالنفس وجعل شخصيتها قوية وقادرة على اتخاذ القرارات المناسبة، فكان من أبرز مواقفه معها، حينما اخبرته وهي في العشرينات من عمرها، عن قرار تقديم استقالتها، تركها تفعل ما تريده، بل ونصحها بأن تقدم استقالة غير مسببة؛ أي بلا ذكر سبب للرحيل، حتى لا يتم رفضها.

2- لم تتغير بعد دخولها المستشفى، فشخصيتها ما زالت كما هي، عنيدة ومنضبطة ودقيقة وملتزمة بشكل كبير، ومتقنة للغتين العربية والإنجليزية، وكانت تتبع الدقة والنظام حتى في المستشفى، سواء في مواعيد مغادرة الممرضات التابعات لها، أو لمواعيد يومها وتنظيم ما تفعل به، إلى جانب اهتمامها بمظهرها والحفاظ على أناقتها كل يوم.

3- منذ عام 2016، وأنا أهتم بإقامة زيارات مخصصة لها من قِبل شباب “ميدياتوبيا” بشكل يومي، وكانت تسعد جدًا بذلك، كما أنها كانت تبدي رأيها في مشاريعهم الإعلامية، وكانت لا تقبل الحلول الوسط أبدًا ولا تجامل أحدًا؛ حتى لا تخدعه، فكانت تنصحهم للتطور دائمًا للأفضل، وسجلت لي مقطعًا صوتيًا تشيد بإعجابها بهم، قائلة: “أنا بشعر بشبابي حينما أجلس مع شباب ميدياتوبيا”.

4- كانت تحب الكثير من الإعلاميين القدامى وتحرص على التواصل معهم دومًا، مثل سناء منصور، وحمدي قنديل، وأحمد سعيد مؤسس إذاعة صوت العرب، وهو من نفس سنها فكانت تمزح معه من وقت لأخر وتقول له “إيه يا أحمد أنت عجزت ولا إيه؟”.

5- كانت مُتابعة مذهلة للمشهد الإعلامي والأخبار المحلية والدولية، وكانت تشيد دومًا بـ الإعلامي تامر أمين، بلغته وأدائه الإعلامي، فضلاً عن تقديرها لوالده، إلى جانب حبها للإعلامي طارق علام، وكانت تعتبره بمثابة ابنها، كما كانت تحب عمر زهران، فضلاً عن كونها شديدة التحيز لعاصم بكري.

6- رأت أن الفنانة الوحيدة التي تشبهها ويمكن أن تجسد شخصيتها الحقيقية سينمائيًا هي فاتن حمامة.

7- أعاد المخرج مشهدها في فيلم “حكاية حب”، مع عبد الحليم حافظ لـ 20 مرة؛ نظرًا لضحكها على حركات عبد السلام النابلسي، فتسببت في قطع التصوير أكثر من مرة، ولم تتقاضِ أجرًا على هذا المشهد.

8- اكتشفت موهبة سمير صبري أثناء تصوير ذلك المشهد في فيلم “حكاية حب”، حيث إنها رأته يومها ثم قدمته للجمهور بعد ذلك من خلال حلقة حقيقية في برنامج “على الناصية” فيما بعد.

9- كانت ترفض الاستجابة لإلحاحنا في كتابة مذكراتها؛ نظرًا لتواضعها الشديد وزهدها الدائم، فكانت تعلق أنها لم تفعل شيئًا يستحق الكتابة عنه، وكان يتنازعها شعوران، إحداهما بالفخر بمسيرتها، يتمثل في حكايتها المستمرة عن مغامرتها الإعلامية والصحفية، والثاني هو الزهد ويتمثل في الدهشة من مبالغتنا في مدحها وإبداء التقدير لها.

10- كتب الشاعر بيرم التونسي لها سابقًا حلقة من فوازير رمضان، كان حل إجابة الفزورة هو “اَمال فهمي”، ولكنها رفضت إذاعتها.

11- كانت مغرمة جدًا بزوجها المخرج الراحل محمد علوان، وكانت تستعيد لي ذكرياتها معه، ففيلم “مراتي مدير عام” مستوحى قصته من قصة الزواج الحقيقية بين “اَمال” و”علوان”؛ نظرًا لأنه كان يعمل مخرجًا في نفس المحطة التي كانت تديرها، وكان يقول لها أنتِ مديرة داخل المحطة لكنك خارج المحطة “بهانة”، مشيرًا إلى رغبته في طاعتها وحبها له كزوجة داخل المنزل.

12- عُرض عليها مؤخرًا أن تعود للإذاعة مجددًا من خلال برنامج “على ناصية النجوم”، مقابل مبلغ مالي كبير، والذي كان سيُبث عبر محطة إذاعية شهيرة وجيدة في الوقت الراهن، وكانت ستحكي فيه عن ذكرياتها مع النجوم الذين عاصرتهم، وكنت متحمسًا جدًا لذلك، وأشجعها عليه، إلا أنها تراجعت في اللحظات الأخيرة قبل التسجيل، مبررة ذلك بإرادتها ألا تخون برنامجها الإذاعي الأقدم والأشهر “على الناصية”، والذي قدمته على الإذاعة “الأم” بالنسبة لها في البرنامج العام.

13- قررت أن تقدم برنامج “فوازير” خلال شهر رمضان المقبل، وتواصلت مع الشاعر بهاء جاهين وكتب لها 9 حلقات بالفعل، وكانت متحمسة لتلك الخطوة على أن تفاجئ بها جمهورها من جديد، ولكن اشتد المرض عليها وحال دون تحقيق تلك الأمنية.

14- كنت اَخر من زارها من تلاميذها قبل وفاتها بالمستشفى، ومن قبلي كان الشاعر بهاء جاهين، وكانت تتمنى رؤية الفنانة سهير البابلي قبل وفاتها لكن القدر لم يسمح بذلك، بسبب الحالة الصحية لـ “البابلي”.

15- كانت ترغب في المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2018؛ لكن صحتها لم تسعفها للقيام بذلك، ولكنها كانت مصرة على انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لحبها وتقديرها الشديد له، فضلاً عن فخرها واعتزازها الكبير بزيارة السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس لها من قبل.

16- كانت تحتفظ بأجندة صغيرة، تدون فيها بيدها، كل أرقام هواتف المحمول الخاصة بمَن تقابله، وكأنها لا تستغنى عن متلازمة الصحفي والإعلامي الذي يحرص على تدوين أرقام هواتف مصادره أولاً بأول، وكانت دائمًا تنظر لي حينما يزورها أحد الشباب الواعدين وتقول لي “على الناصية”، لتوضح لي حسها بأن هذا الشاب أو الفتاة طموح وواعد وتشعر بمستقبله المبهر، والذي كان من الممكن أن تستضيفه لتقدمه للجمهور مثلما اعتادت أن تفعل ذلك قديمًا.

نرشح لك..تفاصيل الحالة الصحية لـ آمال فهمي في أيامها الأخيرة

17- رفعت التماسها بالإقامة الدائمة في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، لمكتب رئيس الجمهورية فصدرت الموافقة على الفور، وهو الأمر الذي أسعدها جدًا، وكانت تعتبر نفسها “جندية” في جيش مصر، وتلقب نفسها بذلك.

18- كان شيخ الأزهر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب دائم السؤال عن حالتها الصحية، وعرض أن يتكفل الأزهر بنفقاتها، إذا تم نقلها إلى مستشفى اَخر، كما أنه سيكون هناك وفد من الأزهر سيحضر في عزائها، مرتديًا الزي الأزهري، يوم الخميس المقبل.

19- الدرس الأكبر الذي تعلمته منها هو كيف أحافظ على محبة الناس لي لأخر لحظة، وأهتم بمشاكل الناس بصفة مستمرة، وأذكر أنها ساعدت عاملة في المستشفى في علاج ابنتها، حينما اشتكت لـ “اَمال فهمي” حاجة ابنتها لإجراء عملية في صمام القلب، فتواصلت مع مدير مستشفى “أبو الريش” ليجري لها العملية وبالفعل حدد لها موعدًا لذلك.

20– أتمنى توثيق كل ما نعرفه عن اَمال فهمي في كتاب، وهي أمنية أشترك فيها مع الإعلامي عاصم بكري، والكاتبة أمال عثمان، رئيس تحرير مجلة أخبار النجوم سابقًا، وأن تخصص الدولة جائزة باسمها مثلما كانت تحلم بذلك يومًا ما.