لماذا لا يستجيب ذوو القدرات الخاصة لحملة "حذف فيسبوك"؟ - E3lam.Com

انتشرت مؤخرًا أزمة تسريب البيانات لبعض مستخدمي موقع “فيس بوك” من قِبل شركة “كامبريدج أناليتيكا”، وهو الأمر الذي اهتمت به جميع الصحف المحلية والدولية سواء عربية أو غربية؛ لأجل نشر كل جديد عنها سواء من جهة دفاع “مارك زوكربيرج”، مؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي للشركة، أو من الجهة المعارضة له.

نرشح لك : فيسبوك يغلق 270 الف حساب تابع لوكالة روسيا

اشتدت حلبة الصراع خاصة مع تفاقم الأزمة باعتراف “زوكربيرج” بخطأه، فضلاً عن قيام معارضيه بشن حملات لدعوة مستخدمي “الفيس بوك” بمسح حساباتهم الشخصية على هذا الموقع، والمُسماه بـ “”#deletefacebook.

وبالرغم من استمرار الأزمة ووعود “مارك” بخدمة جيدة لعملائه خلال الفترة المقبلة، إلا أن عدد كبير قد استجاب بالفعل للحملة وقاموا بمسح حساباتهم الشخصية، وتداولت المواقع الإخبارية تلك الأخبار وتحليلها عن كثب، إلى جانب ما بدر من رواد تلك المواقع، والذي أشار لسهولة استغناء البعض عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما “الفيس بوك”.

إلى أن ظهر طرف جديد لتلك المعادلة، وهم المنتمون للفئات المُهمشة، الذين يواجهون بعض المصاعب، تحول دون استمتاعهم بحياتهم على أكمل وجه، وظهرت تلك الجماعات للحديث عن أهمية دور مواقع التواصل الاجتماعي في حياتهم والذي ساعدهم للتغلب على الوحدة ومشاكل أخرى كثيرة.

وكان من بين تلك الفئات، أصحاب القدرات الخاصة، والذين وجدوا بين صفحات مواقع العالم الافتراضي مجتمعًا اَخر، بديلاً نافعًا، نجح في خلق جسر للتواصل مع أصدقاءهم، فضلاً عن جعله فرصة سانحة لهم لإيجاد فرص مختلفة ووظائف متنوعة.

وكان من بين أولئك المستخدمين، فتاة تدعى “هنا هودجسون”، تبلغ من العمر الـ 20 عامًا، من قرية صغيرة في ضواحي “لانكستر”، والتي تُعرف نفسها من خلال قناتها الخاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي “اليوتيوب”، بأنها تحب الكتب ولاسيما الشعر، فضلاً عن كتابتها للشعر، وإنها تنشر مقاطع صغيرة عبر “يوتيوب” تتحدث فيها عن الكتابة والشعر والتحديات الصعبة التي تواجه صحتها، حيث إنها تعاني من عدة أمراض مثل الفشل المعوي وفقدان السمع في أوقات مختلفة على مدار اليوم، وهو الأمر الذي يستوجب عليها لزام منزلها وعدم الذهاب إلى الجامعة مثل زملاءها.

استخدمت “هنا” قناتها الخاصة للتواصل مع الناس الذين يعانون من ظروف صحية نادرة، وغيرهم واستطاعت أن تجمع 2,000 مشترك لحسابها بعد سنة، وتواصلت معهم من خلال تبادل الرسائل مع أصدقاءها من مختلف بلدان العالم، وهو الأمر الذي جعلها سعيدة للشعور بالحب والتقدير من هذا التواصل مع الأصدقاء.

ووفقًا لـ “الجارديان”، فمواقع التواصل الاجتماعي ساعدت اَخرين لتسهيل مواصلتهم مع الأصدقاء، ومعاونتهم في القضاء على وحدتهم، مثل شاب يُدعى “فيليب جرين”، 56، من لندن، وهو يعاني من التهاب المفاصل في العمود الفقري، بالإضافة إلى مشاكل في الصحة العقلية، ويتعايش مع ألم شديد يعني أن خروجه من أجل الاختلاط الاجتماعي بصفة مستمرة هو أمر يصعب عليه إتمامه.

أوضح “جرين” إن وسيلته للتواصل مع الأصدقاء تكون من خلال مواقع العالم الافتراضي، قائلاً: “إنني محظوظ نسبياً لأن يكون لدي بعض الأصدقاء المقربين، لكن أكثر وسيلة أتواصل بها معهم تكون من خلال موقع “فيس بوك” وتطبيق “واتس أب””، مشيرًا إلى أنه بالكاد يستطيع الذهاب للقاء غداء مع أصدقاءه أو التنزه للسينما، منوهًا أنه كلما أشتد عليه الألم، يضطر لإلغاء كل خطته.

وعلى صعيد اَخر، فإن تلك الفئات المهمشة، تشمل أيضًا مجموعة أخرى والتي كانت تعاني من نقص في الفرص أو النفوذ، ساعدتها مواقع التواصل الاجتماعي للتغلب على تلك المعضلة أيضًا.

وجاء هذا مثل ما اشارت إليه “أليس ستريك”، البالغة من العمر الـ 28 عامًا، والتي استطاعت أن تحقق حلمها بنيل الوظيفة التي تحلم بها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل “الفيس بوك” و”تويتر”، حيث إنها كانت لا تستطيع إكمال دراستها في مجال الفن عام 2011؛

نظرًا لسوء صحتها ومعاناتها من الاكتئاب الحاد واضطراب الشخصية، وهو الأمر الذي كانت قلقة بشأنه ليحول دون إتمام حلمها في أن تصبح فنانة.

لم تستطع “أليس”   العثور على ورشة فنية يمكنها تحمل تكاليفها أو قدرة المشاركة فيها أثناء فترة تعافيها  ، وهو ما دفعها تتجه نحو منصة “الفيس بوك” وبعد ما قام أخرون بمساعدتها بنشر الإعلان التي نفذته، لاقت طلبات اشتراك من 1,000 شخص للحضور.

وبعد 18 شهرًا، أصبح عمل “ستريك” هو وضع ورش عمل للنساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية عقلية، وتقول “ستريك” في هذا الشأن، معربة عن سعادتها بتحقيق حلمها: “بدون مواقع التواصل الاجتماعي، لم أكن لأصبح لدي مهنة أحبها وأنا فخورة بها”.

كما أشارت “أليس” أنها تستخدم “تويتر”؛  لتكون جزءًا من مجتمع جاهدت للعثور عليه، بحسب كونها إمرأة ذات عرقين مختلطين، قائلة: ” شعرت دائمًا بأنني لا أنتمي حقًا المجتمعات البيضاء أو الهندية”.