إسلام وهبان يكتب: ستيفن هوكينج لم يمت!!

طالعتنا الصحف الغربية والمواقع الإلكترونية صباح اليوم 14 مارس، بوفاة عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينج عن عمر يناهز 76 عاما. بعد أن قدم الكثير من الإسهامات في المجال العلمي وكذلك الإنساني.

نرشح لك: إسلام وهبان يكتب: جيفارا مات.. فاجومي عاش

في الحقيقة لم يصدمني خبر الوفاة بقدر ما لفت انتباهي النهاية التي خرجت بها المانشيتات اليوم.. “عن عمر يناهز 76 عاما”، على الرغم من أن الأطباء قد توقعوا أن حياته لن تستمر أكثر من سنتين بعد اكتشافهم لإصابته بمرض خطير يعرف بالتصلب الحركي، وذلك في بداية الستينات، حين كان عمره 21 عاما.

لأكثر من 50 عاما استطاع “هوكينج” أن يقاوم مرضه الخطير الذي لم يفقده القدرة على الحركة فحسب بل والنطق أيضا، إلا أنه كانت لديه الرغبة في الحياة، هذه الرغبة التي لا تأتي فقط بالصبر والإرادة بل بالعناد، وأصبح شغله الشاغل كيف يتمرد على كل ما يسمونه “الظروف”، فالتميز ليس فقط باحتلالك أعلى المراتب وتحقيق العديد من النجاحات بل في القدرة على تحطيم كل عائق يواجهك في الوصول لأحلامك.

لم يخش ستيفن الموت ولم يجلس باكيا في انتظاره، بل باغت الموت بخلق حياته الخاصة، فحقق نجاحات مبهرة في الفيزياء حتى أصبح أشهر وأهم عالم فيزياء نظرية، كذلك كان له دور كبير في الحياة السياسية؛ فاعترض على الغزو الأمريكي للعراق، ورفض المشاركة في أحد المؤتمرات العلمية بإسرائيل اعتراضا على سياساتها وقمعها للشعب الفلسطيني، كما كانت له اهتمامات بالعمل الاجتماعي والمساعدات الإنسانية ودعم الأطفال.

بعد قصة حب وعطاء كبيرة تحولت مذكرات جين وايلد زوجة ستيفن هوكينج إلى فيلم سينمائي بعنوان “The theory of everything” للمخرج جيمس مارش، والذي حصل على جائزة الأوسكار عام 2015، وأبرز الجانب الإنساني في حياة “هوكينج”، والعلاقة الرومانسية بينه وبين زوجته، وأهم المحطات في حياة العالم البريطاني.

وكما يقال إن الفكرة لا تموت، فـ “هوكينج” كان فكرة.. طاقة من العطاء والحب للحياة، لا يسع كل من يراها أو يتعرف عليها إلا أن يفكر 1000 مرة قبل أن يفكر في اليأس أو الإحباط. شخص تسلب منه الظروف كل مقومات الحياة، فيكون هو حياة لكل من حوله؛ يكون مشكاة من الأمل واليقين بأنه لا يوجد على هذا الكوكب ما يعرف بالمستحيل.

إذا كان لكل شيء نهاية، فلكل قاعدة استثناء، وأعتقد أن هوكينج وأمثاله من واهبي الحياة، لا تنتهي حكاياتهم بالموت، بل تصبح أرواحهم وسيرتهم قناديل تضيء الطريق لكل تائه أو محبط أو لكل من أتعبه السفر..