ماذا قدمت مها أحمد لـ "قناة مصر الأولى"؟

نورا مجدي

لم تكن تجربة تقديم برنامج تليفزيوني “اجتماعي” هي الأولى للفنانة مها أحمد التي أسندت إليها القناة الأولى مهمة تقديم برنامج اجتماعي يخص المرأة بالدرجة الأولى وهو برنامج “الست هانم”.
ورغم كونها التجربة الثانية لـ “مها” بعد تجربتها الأولى على شاشة “صدى البلد” حيث سبق أن قدمت برنامج “مع مها” إلا أن اختيارها لم يكن موفقًا بشكل كبير، فـ مها المعروفة بـ “خفة دمها” بسبب أدوارها في الأعمال السينمائية، لم تكن خفيفة الظل والإطلالة على الإطلاق. وبعد متابعة الحلقات الأولى من برنامجها “الست هانم” الذي يعرض على شاشة قناة مصر الأولى في نسختها الجديدة بعد تطور القناة وإطلاقها بتقنية Full HD، كان لإعلام دوت أورج بعض الملاحظات نرصدها فيما يلي:

1 – المقدمة الأكثر “كليشيه” في التاريخ:

كانت تقديمة مهما أحمد في أولى حلقات البرنامج سيئة و “كليشيه” للغاية حيث وجهت حديثها للمشاهدين قائلة: “طبعا كلكو بتسألوا إحنا ليه اختارنا اسم البرنامج الست هانم”، واستطردت موضحة سبب التسمية الذي لم يكن المشاهد ليعرفه لولا تفضلها على المشاهد بتوضيح الاسم الغامض.
وقالت: “الست هانم عندنا ليها معاني كتيرة أوي؛ الست الابنة الأم الأخت الجدة الحما العمة الخالة الصاحبة الجارة حتشبسوت، كليوباترا، شجرة الدر، صفية زغلول، هدى شعراوي، نبوية موسى، روزاليوسف، آسيا، ماري كوين، سميرة موسى، الست أمينة الست أم كلثوم، الحب كله عظمة على عظمة ياست”، ليرد المشاهد في قرارة نفسه في نهاية الفقرة بـ “والله ما سألت.. ولا عايز أعرف”.

أعرف معانا مين هي الست هانم

أعرف معانا مين هى الست هانم #قناة_مصر_الأولى#الست_هانم#مها_أحمد

Geplaatst door ‎شوف ماسبيرو‎ op Zondag 18 februari 2018

2 – حينما يفشل الممثل في تمثيل دور المذيع:

كلما كان الممثل متمكنًا من تقديم الدور -الذي يحفظه في الأساس- بإحساس يوحي للمشاهد بأن الحديث نابع من داخله، كلما صدقه الجمهور وأشاد به. والتقديم التليفزيوني لا يقل عن التمثيل في تلك النقطة، فيجب أن يكون الحديث نابعا من داخل المقدم، خاصةً إذا كان المحتوى الذي يقدمه عن الجمهور وإليه. فعلى عكس نشرات الأخبار، لا يفضل أن يقرأ المذيع من الشاشة ويلتزم بنص الكلام المكتوب، بل يكون ذلك النص المكتوب ما هو إلا معاون للمقدم، وهو ما فشلت فيه “مها أحمد” المذيعة، فخرجت للجمهور تقرأ من شاشة “الأوتوكيو” وهو ما بدا واضحًا في طريقتها، خاصة حينما أخطأت وقالت “هنفكر بقى ونفكركوا” لتعيد قراءة الجملة بصورة صحيحة “هنفتكر بقى ونفكركوا” وهو الخطأ الناتج عن القراءة بدون تركيز في مضمون الكلام الذي يقال، كذلك نطقها لبعض الكلمات، فضلًا عن تقسيمها للجمل بصورة رتمية متشابهة مما يعطي بعض الرتابة والملل في أسلوب التقديم الخاص بها، ويجعله أسلوبًا أقرب للحفظ والتسميع على الشاشة.

https://www.youtube.com/watch?v=yW2OkazyZTE&t=45s

3 – أخطاء خاصة بمشاكل تقنية:

لم يخل البرنامج من بعض الأخطاء والمشاكل التقنية على مستوى الصوت وكذلك الصورة، خاصة في الحلقة الأولى. فعلى سبيل المثال كانت كتابة الأسماء الخاصة بالمداخلات الهاتفية تتنوع بين اللونين الأبيض والأسود، حتى استقر فريق عمل البرنامج على توحيد كتابتها باللون الأبيض في الحلقة الثالثة من البرنامج؛ كذلك تنوع خط وحجم الكتابة الذي لم يكن يسمح في الحلقة الأولى للمشاهد بقراءة ما هو مكتوب لخروج النص عن المساحة المحددة له.
وعلى مستوى الصوت ظلت هناك بعض المشكلات المتعلقة بالصوت، وظهرت جلية في الحلقة الأولى والثانية، فكان الصوت يتخلله بعض المشكلات التقنية خاصة في تلقي المداخلات الهاتفية، كذلك في فقرة استضافة طلاب كلية التربية الفنية جامعة حلوان ظهرت مشكلات صوتية خاصة وأنه لم يكن هناك “الميكروفون” المعتاد بل كان ميكروفونًا صغيرًا بجهاز يشبه اللاسلكي ويتم تنقله بين الطالبات الموجودات في الأستوديو. لكن من الناحية الأخرى يمكن القول بأن تلك المشكلات التقنية قلت تدريجيًا بزيادة عدد الحلقات حيث إن الأخطاء الكتابية والصوتية لم تظهر بدءًا من ثالث حلقات البرنامج كما كانت واضحة في الحلقتين الأولى والثانية.

4 – عناصر الإبهار في الصورة غير كافية:

رغم مرور البرنامج ببعض المشاكل التقنية، إلا أنه على الجانب الآخر يجب أن نذكر بعض العناصر الجيدة. فعلى مستوى الصورة، خرج البرنامج بديكور ملائم لفكرة البرنامج الخاصة بالمرأة، كذلك وجود تقنية الـ Full HD التي تتمتع بيها شاشة قناة مصر الأولى، منحتها طابع القنوات الخاصة.
وعلى مستوى الفقرات فإن البرنامج يحتوي على بعض الفقرات التي تهم المرأة والأسرة بشكل عام؛ لكن السؤال الأهم هو ماذا ستقدم مها أحمد ليميزها عن البرامج النسائية الأخرى التي تنافسها كـ “الستات مايعرفوش يكدبوا” و”ست الحسن” و”السفيرة عزيزة”؟

5- “البطولة” المطلقة في التليفزيون:

لا شك أن الجمهور قد أحب شخصية “بكابوزة” التي اشتهرت بسببها مها أحمد في فيلم “كلِّم ماما”، لكن رغم أنها تصنف كفنانة كوميدية إلا أن مها أحمد شخصية متحفظة في الواقع على عكس ما تبدو في أدوارها فهي لا تتعامل بحرية وتلقائية على الشاشة فضلا عن عدم تحضيرها الجيد للحلقة مما يعرضها للعديد من الأخطاء، ونذكر منها على سبيل المثال: حوارها مع السيدة نادية عبده “محافظ البحيرة” التي كانت تناديها بـ “سيادة الوزيرة”، كذلك حوارها مع الـ “كاميرا مان” الذي يقف على كاميرات التصوير حينما كانت لا تعلم إلى أي كاميرا يجب أن تنظر وقالت: “أنا معاك ولا معاه أنا مع مين فيكو”، ثم تابعت حديثها.
خطأ آخر كان تقديمها لـ “ندى” مصممة أزياء التي بدأت تقديمها وكأنها تختم معها الحلقة حيث قالت في بداية الفقرة: “نورتينا النهاردة وأبهرتينا بفساتينك وتصميماتك…” ولم يكن المشاهد يعلم بعد من هي تلك الضيفة وأية فساتين تتحدث عنها مها.

https://www.youtube.com/watch?v=PM5dIYlv4Fw

وإجمالًا، يجب أن نذكر أن مها أحمد لم تكن متمرسة في التعامل مع المواقف السريعة، فهي بالطبع ليست إعلامية لكنها فنانة لا يوجد لها رصيد وخبرة كبيرة في مجال تقديم البرامج التليفزيونية، فضلا عن أنها تقدم النوع الأصعب وهو الظهور على الهواء مباشرة. لكن يمكن القول أنه كان من الممكن أن يخرج البرنامج بشكل أفضل إذا شاركت مها مذيعة أخرى، فكما أن دور البطولة المطلقة في السينما أو الدراما كان صعبًا عليها -حيث سبقها إليه العديد من فناني جيلها- يبدو أن تجربة البطولة المطلقة في التقديم التليفزيوني ستكون صعبة هي الأخرى، خاصة وأن ذلك النوع من البرامج دائمًا ما يتناوب على تقديمه ما يزيد عن 3 مقدمات للبرنامج. فهل ستظل مها أحمد متربعة على منتصف الكادر أم ستشاركها مذيعة أخرى خلال المرحلة المقبلة؟ّ