محمد عبد الرحمن: زلزال بدون إعلان في مدينة الإنتاج الإعلامي

نقلًا عن جريدة المقال

لماذا لا تعلن القنوات بشجاعة عن قرارات التقشف؟

كيف وصلت الشاشات المصرية لهذا المنحدر الاقتصادي بعد عامين فقط من الانتعاش؟

في عام 1929 بدأت سنوات الإنهيار أو الكساد الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية وانتقلت إلى باقي دول العالم بعد انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 أكتوبر 1929 الذي وصفوه لاحقا بالثلاثاء الأسود، واحتاجت الأسواق العالمية لعشر سنوات على الأقل حتى تستعيد انتعاشها من جديد، الأمر نفسه يتكرر في مدينة الإنتاج الإعلامي منذ عام تقريبا، تحديدا بعد انتهاء انتخابات الرئاسة التي أعادت الساحة السياسية لمرحلة استقرار كشفت بسرعة أن القنوات الخاصة معظمها قائم لتحقيق أهداف سياسية وعندما انكمش “الإستقطاب” إلى حد كبير اكتشف القائمون على تلك القنوات أن ما أنفقوه لم يعد بالأرباح التي كانت تعود على أصحاب القنوات قبل ثورة يناير، حيث لم يعد النظام الحالي في مصر يكافئ رجال الأعمال كما كان يفعل نظام مبارك أو هكذا تبدو الصورة حتى الآن، ما سبق أنتج العديد من الهزات المتتابعة التي وصلت بالتدريج لمرحلة الزلزال، كانت أخر طبعاته ما شهدته شبكة سي بي سي مؤخرا من الاعلان عن التقشف و تسريح عدد من المذيعين خصوصا في سي بي سي اكسترا، ونية تخفيض أجور كل العاملين من 15 إلى 25 %، حتى أن الإعلامية لميس الحديدي اضطرت للموافقة على تخفيض أجرها مقابل عدم تقليص أجور من يعملون معها، كل هذا يحدث دون بيانات رسمية، ودون تفسير لكيف بدأ الإنكماش يتسارع بهذه الوتيرة عكس ما كان يقال عند انطلاق سي بي سي أو أي قناة أخرى قبل سنوات محدودة، غياب الإعلان هنا يثير لغط لا حصل لها، يحول القنوات إلى مراكب تتعرض للغرق وكل فرد يحاول انقاذ نفسه إما بالبقاء على سطح المركب حتى تنتهي العاصفة، أو استخدام طوق نجاة قد يصل به لمركب أخر هذا إذا كان بحر الفضائيات المصرية لم يجف بعد، وإذا كانت للزلازل مرصد عليه أن يخرج فورا اهتزاز الأرض ويعلن للجموع ما جرى وكم كانت درجة الهزة بمقياس ريخيتر، فإن للجمهور على القنوات الفضائية الإعلان عن حقيقة أزماتها المالية ولماذا تم الاستغناء عن هؤلاء والإبقاء على أخرين وما هي التعويضات التي حصل عليها المستغنى عنهم الأمر الذي سيغلق أولا باب الشائعات والأخبار “المدسوسة” التي يحاول بها البعض مواجهة العاصفة، وفي نفس الوقت من المفترض أن يمنح الجمهور الفرصة للسؤال عن غياب التخطيط الذي جعل بعض القنوات تتوسع خلال 3 سنوات فقط وتتحول إلى شبكات متعددة الشاشات ثم وقبل مرور عام أو أقل يتم التراجع للمربع الأول بهذه الطريقة، والأغرب أن مالك قنوات سي بي سي محمد الأمين قال في المؤتمر الصحفي الأول للاعلان عن الشبكة أن الأموال الموجهة لبناء القناة هي وقف لمصر لا هدف من الربح ورائها، هناك يجب السؤال عن عدم قدرة المشروع – وغيره من المشروعات الإعلامية – على تحقيق ولو دخل يوازي الانفاق طالما أن الربح غير مطلوب، ومن أين جاءت الأخطاء التي سببت شقوقا في أرضية تلك القنوات أدت لحدوث الزلزال الذي لازال العاملون المتبقون في مدينة الإنتاج الإعلامي يخشون من تطوره وتحوله إلى تسونامي قد يعيد الإعلام المصري إلى مرحلة ما قبل النايل سات !!

اقرأ أيضًا:

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

اقرأ أيضًا:

أخطاء الصحافة في تغطية قضية “حفلات ممارسة الشذوذ”

محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟

محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”

محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر

محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة

محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى

محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود

محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة

محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»

محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو

محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل

محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي

محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا