محمد عبده بدوي: اقتلوا .... إسلام بحيري

-1-
طاولة زجاجية صغيرة تتوسط الكادر يجلس عليها شيخان، لحية أحدهما تملأ الكادر الا قليلا، ديكور بائس فقير يتسق مع فقر أفكارهما، نظرات عينيهما سرعان ما تخطفك من عالمك، لتلقي بك في قاع أحد كهوف الأزمنة الغابره
الشيخ محمود الرضواني: نستمر مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة البصيرة الفضائية في فضح الروبيضة إبراهيم عيسى و مسيلمة البحيري
الشيخ الآخر : انت عارف النهارده أبو ابراهيم عيسى مات ..
الرضواني ضاحكا : ياريت ربنا كان خده بدل أبوه … الله يرحمه
الشيخ الآخر : بس خد بالك زمان أبوه بيتحاسب الآن في قبره ، لأنه لم يحسن تربية ابنه .
هذا ما دار وأنقله بين الشيخين على شاشة البصيرة الفضائيه التي تدافع عن أهل السنة والجماعة ، أن تجلس وتشاهد هذا الهراء لدقائق قليلة كفيل بأن يجعلك تخرج وتعلن إلحادك على رؤوس الأشهاد .

-2-
كان سائق التاكسي ينفث دخان سيجارته في توتر شديد ، لا تبدو عليه أي علامه من علامات التدين ، مال عليا قائلا :
-عارف ياباشا .. اسلام البحيرى ده ابن …. وابن …. وابن …….
– ليه بس كده هدي نفسك .
– يا باشا ده بيلعب في الثوابت.
– موش أوي كده ممكن تكون طريقته مستفزه ، بس فيه فرق بين الثوابت وفهم الدين ده ممكن يكون مختلف من عصر لعصر تاني وبعدين كلام الفقهاء موش مقدس لازم نشغل عقولنا – حاولت أن ابسط الموضوع قدر الامكان – – ياباشا ده بيخبط في البخارى والطبري ودول صحابة ما ينفعش يتكلم عنهم.
– حاولت أن أكتم ضحكتي … بس البخاري والطبري جاءوا بعد النبي بأكثر من مئة سنه يبقوا صحابة ازاي.
انشغلت بموبايلي وشعرت أني سأضيع وقتي في حوار بلا جدوى ، لجظات وقطع الصمت بيننا ورماني بنظرة شرر قائلا : عارف يا باشا الراجل ده شيطان بيقتل الايمان جوانا لازم نقتله ونخلص منه !

استوقفتني طرافة الكلمه وبلاغتها ( بيقتل الايمان جوانا ) وبالطبع هذا الإستسهال الشديد للقتل … لازم نقتله عشان نحافظ على ايماننا ، واستدعت الذاكرة على الفور صورة محمد ناجي بائع السمك الذي حمل سكينا صغيرا قاصدا رجلا مسنا تجاوز الثمانين عاما فسدد سكينه في رقبته مكبرا ومهللا، لم يكن الضحية سوى الأديب العالمي نجيب محفوظ .
حينما سأله القاضي:
– لماذا طعنته ؟
قال : لأنه كافر وخارج عن الملة .
فسأله القاضي : كيف عرفت ؟ فقال : من رواية أولاد حارتنا ، سأله القاضي بدوره : هل قرأت أولاد حارتنا ….. قال : لا

-3-
منذ الإعلان عن تدشين قناة الأزهر وبداية ظهورها على النايل سات وأنا في انتظار، وضعتها في قائمة التفضيلات، ومن وقت لآخر أتوقف عند ترددها بالريموت كنترول وأنتظر، أخيرا… ستخرج قناة الأزهر إلى النور لتكون منبرا للإسلام الوسطي المعتدل، بعد أن تركت مؤسسة الأزهرعقولنا نهبا لسنوات لشيوخ أساءوا لديننا، منذ أكثر من عام وقناة الأزهر هي صورة جرافيك لجامع الأزهر مع تلاوة لآيات من الذكر الحكيم، مع تغير من وقت لآخر لخلفية الجرافيك المصطنعه وصوت القارىء، لا أعرف … هل يعتقد القائمون على هذه القناة أن بتلاوة القرآن الكريم سنطرد الأرواح الشريره من البلاد ؟ وسيعم الخير على العباد ؟

-4-
في حكاية الرحلة الخامسه من رحلات السندباد السبع ، يحكي السندباد قصته مع( شيخ البحر) ، إذ بعد أن تحطمت مركب السندباد، وألقت به الأمواج إلى جزيرة جميله، صادفه شيخ جليل، جلس السندباد عند ساقية على عين ماء جارية، تحرك نحوه الشيخ وأشار اليه أن يحمله على رقبته وينقله من هذا المكان ، فحمله السندباد على كتفيه، وأحاط الشيخ رجليه برقبته، وانتقل الى المكان الذي أشار اليه، فقال له السندباد : انزل على مهلك ياشيخ، فلم ينزل الشيخ، وأحكم رجليه على رقبة السندباد، وظل يخنقه ويضربه بساقيه اللتين تحولتا إلى مثل أرجل الجاموس في السواد والخشونة ، وضيق وثاقه على السندباد ، ومضى السندباد المسكين يحمله كارها ، لا يستطيع الفكاك منه .
………… هذا الشيخ هو تراثنا الذي نحمله على أكتافنا …. ويقتلنا ببطء.

اقرأ أيضًا:

محمد عبده بدوي: في أهمية أن يتثقف الإعلام

محمد عبده بدوي:رصاصة كريس كايل “الأخيرة”

محمد عبده بدوي: كيف تقرأ الأخبار دون أن تنفجر جمجمتك!

محمد عبده بدوي: هذا الهواء.. ليس لي

الحصري لإسلام بحيري: بكرة مش يعني السنة الجاية

خالد الجندي: طلبت مناظرة إسلام بحيري ورفض

تساؤلات عن تهرب اسلام البحيري من مناظرة شيخ أزهري

برنامج إسلام البحيري.. 6 معلومات + 6 اقتراحات

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا