أخطاء الصحافة في تغطية قضية "حفلات ممارسة الشذوذ"

محمد عبد الرحمن

يعتقد المصريون دائما بأنه كلما انفجرت قضية جنسية على الساحة الإعلامية فإن الهدف لفت الإنتباه عن قضايا سياسية واقتصادية أخرى، سواء كان بطل القضية “عاهرة” أو” عنتيل” أو “مثلي جنسيا”، لكن بتكرار الأسلوب الذي تتبعه الصحف في تغطية تلك القضايا قبل وبعد عصر السوشيال ميديا، يمكن القول بأن غياب القواعد المهنية يجعل أنظار الجمهور تنصرف لتلك القضايا حتى لو لم يكن هناك أي أزمات سياسية أو اقتصادية خصوصا أننا في ظروف تجعل تلك الأزمات الحاضرة دائما على بال المصريين أيا كان عدد شبكات الدعارة والشذوذ التي تفضحها الصحف كل يوم .

بتطبيق ما سبق على القضية الأخيرة التي اتهم فيها رجل أعمال معروف بتورطه في مثل هذه القضايا من قبل يمكن رصد العديد من الأخطاء المهنية التي وقعت فيها المواقع الأخبارية، بعضها ولا نقول كلها، لكن هذا البعض هو دائما الأكثر انتشارا وتأثيراً.

أولا : كون أن أحدهم كان متزوجا من فنانة شهيرة لا يحق للصحافة أن تربط كل أفعاله به سواء كانت سلبية أو حتى ايجابية خصوصا أن تلك الفنانة اعتزلت الأضواء والأهم أنها تزوجت مرتين بعده و”الطلاق” كما هو معروف يعني الانفصال التام بين الزوجين، فتعريف الصحف للمتهم بأنه كان طليقا لفلانة أمر غير مهني وغير أخلاقي.

ثانيا: حاول أن تتصور تأثير الخطأ السابق على أولاد المتهم من زوجته، تخيل لو أن الصحف نشرت الخبر دون الإشارة للمعلومة غير المهمة أصلا في سير التحقيقات، هل كان أولاد المتهم من الفنانة سيتأثرون سلبا وقتها أم لا.

ثالثا: هو متهم وليس مذنب، بالتالي لا يصح نشر اسمه بالكامل، وحتى بعض الصحف التي نشرت الحروف الأولى قالت أنه كان زوج فلانة، أي أخفوا الإسم ونشروا ما يجعل الكل يعرف الإسم في الوقت نفسه، وهذه الملاحظة تحديدا تنطبق على كل تغطيات الحوادث في مصر، القانون يُجرم ذكر ما يشير للمتهم طالما أنه ليس مذنباً.

رابعا: نشر موقع إخباري شهير صوراً للمتهم في النيابة باعتباره، هو أمر غير مهني وغير أخلاقي أيضا، ومع ذلك لم تنشر الإسم (!!) وكأن الصورة باتت أقل أهمية في تعريف الشخص من اسمه .

خامسا: لمصدر أمني مستحيل أن نقرأ اسمه تصريح بأنه تم العثور على فيديوهات وتسجيلات وتفاصيل الأحراز، وكل ما له علاقة بتحقيقات النيابة التي لا يجب أن تصل للقراء خصوصا في هذه النوعية من القضايا، وهو ما يفتح سوقا لتهريب وعرض تلك التسجيلات لاحقا لأن الكل بات على علمه بوجودها، كما يدفع للسؤال عن موقف المصدر الأمنى والصحف التي نشرت كل تلك “الفضائح” في حال حصول المتهم على البراءة تحت أي ذريعة قانونية ؟

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

اقرأ أيضًا:

محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟

محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”

محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر

محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة

محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى

محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود

محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة

محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»

محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو

محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل

محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي

محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا