دموع محمد أسامة في The voice kids

إسلام وهبان

لست من متابعي برامج مسابقات المواهب بشغف، لكثير من الأسباب، منها عدم اقتناعي بفكرة تصويت الجماهير التي قد تظلم الكثير من المواهب الحقيقية، كما أن العديد من تلك المواهب التي تصل إلى النهائيات لا تحدث أثرا قويا في الساحة الغنائية بعد انتهاء المسابقة، إلا أنني قد أتوقف لاستمتع ببعض الأصوات التي تجذبني بأناقتها ونضجها، والتي من بينها صوت الطفل الجميل محمد أسامة، الذي شارك في الموسم الثاني بمسابقة “The voice kids”، الذي يعرض حاليا على قناة “mbc مصر”.

نرشح لك. 3 مواجهات لفريق تامر في The Voice Kids

محمد أسامة الذي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، قدم خلال مرحلة “الصوت وبس” آداء مبهرا، فبالرغم من عدم التفات نانسي عجرم وكاظم الساهر إليه، إلا أن تامر حسني قد أعجب بصوته كثيرا، كذلك صاحب غنائه تفاعلا كبيرا من الجمهور. واعتقد أن “أسامة” لا يمتلك صوتا متميزا فحسب، بل كاريزما فنان كبير وواثق من موهبته، وهذا ما ينقص الكثيرين من الموهوبين الكبار فضلا عن الصغار الآن.

إحساس ذلك الطفل -الذي أرى فيه نواة لمطرب متألق- هو النقطة الفاصلة، فهو يشعر بالكلمات التي يغنيها -رغم صغر سنه- ويتفاعل معها فتصل للمستمع بشكل تلقائي مريح، دون مبالغة في استخدام العرب، أو اندماج زائد في حالة الأغنية، كما أن اعتياده على الوقوف أمام الجمهور زاد من ثقته وقدرته على إظهار قدراته الصوتية بلا خوف أو ارتباك.

لكن ما استوقفني بشدة أمس، هي دموع محمد أسامة، خلال آدائه بمرحلة “المواجهة”، وغنائه لإحدى أغنيات الفنانة ليلى جمال، وتغنى بها العديد من المطربين، والتي قدمها “أسامة” بشكل مبهر، لكن اختيار تامر حسني جاء في غير صالحه، لينهي مشواره في “The voice” مما دفع النجم الصغير للبكاء بشدة.

 

قد يضطر الفنان أو عضو لجنة التحكيم التضحية بموهبة على حساب موهبة أخرى أكبر، لكن اعتقد أن تامر حسني أخطأ في وضع “أسامة” وأشرقت أحمد في مواجهة واحدة في التصفيات الأولى، فالطفلة أشرقت تمتلك بالفعل صوتًا قويًا تنافس به بضراوة داخل المسابقة، وكان من الأفضل وضعها في مواجهة مع مواهب أقل، لتكون المواجهات الأصعب في المراحل الأخيرة من التصفيات، إلا أن اختياره لموهبتين كبيرتين ووضعهما وجها لوجه، أضاع من فريقه صوتا وشخصية ذات كاريزما مميزة، قد يحتاجها في المراحل الأخيرة.

الغريب أنني لم أر بكاء محمد أسامة حزنا على فرصة كبيرة قد ضاعت في بداية حياته الفنية، لكنني رأيته إصرارا على النجاح، وكأنه يواسي نفسه رغم صغر سنه ويخاطبها: “هكمل مش هقف هنا ولا هستسلم، الطريق بقى أصعب بس معلش.. هعافر وهوصل.. ما تضعفيش إحنا قد الطريق”، صراع ونقاش وسيناريوهات طويلة اعتقد أنها دارت في ذهن “أسامة” خلال لحظات، لكنها لم تضعف أو تقضي على حلمه، وقد تكون هذه الدموع بداية الغيث في مشواره ليبحر إلى عالم النجومية والتألق، خاصة إذا وجدنا من يتبنى موهبته ويستثمر فيها، فالاستثمار في البشر أفضل وأرقى بكثير من الاسثمار في الأموال والعقارات.