أحمد فرغلي رضوان يكتب: لعبة البطولة!

ذات مرة كان يجلس بجانبي في السيارة صديقي المخرج السينمائي ولفت نظرنا كم إعلانات “الأوت دور” الكثيرة على الطريق وعليها أنصاف نجوم وامتد الأمر لمقدمي البرامج المختلفة من نوعية برامج “المطبخ” فقال لي: “الأفيش ده زمان كان حاجة مهمة جدًا لا يتصدره سوى نجم او نجمة حققوا نجاحات كثيرة، الآن أي شخص ممكن نضعه على أفيش بمفرده”.

تذكرت ذلك الكلام بعد أخبار متتالية عن تعاقدات مع أكثر من ممثلة شابة “صاعدة” حديثا لتتصدر بطولات درامية في الفترة القادمة!؟ لا أعرف هل السبب تخفيض أسعار شراء المسلسلات وبالتالي عجز شركات الإنتاج عن دفع أجور النجمات السوبر ستار أم هي أسباب أخرى!

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: السينما المصرية في 2017 عام الارقام القياسية

سأتحدث عن الجانب الفني لممثلتين لا زالتا في بداية الطريق ياسمين صبري ودينا الشربيني وهما أبرز الأسماء التي تم التعاقد معهن لتقديم بطولات تليفزيونية فوجدت السبب الفني يتراجع، فالأولى شهرتها تم بناؤها بسبب “جمال ملامحها” وليست موهبتها “الفذة” مثلا! والثانية شهرتها بسبب شائعات ارتباطها عاطفيًا بأحد المطربين الكبار! فقط هي تلك الأسباب الرئيسية التي جعلت أسميهما يتصدران مؤشر “جوجل” في البحث! خلال عام 2017 وأصبح المنتجين يبحثون عنهما.

ولم تكن الموهبة “الكبيرة” هي الأساس فالاثنتان لا زالتا تبحثان عن هوية فنية وإن تفوقت دينا الشربيني في الموهبة على ياسمين صبري، ولكن البطولة جاءت سريعًا للاثنتان ونسوا أن الفيصل في النهاية هو الجمهور وهو الذي يمنح جواز المرور للبطولة والاستمرار فيها ولا أحد غيره، وهناك أمثلة كثيرة مثلما جاءتهم البطولة سريعًا أنتهت أيضًا سريعًا، وأعتقد التعجل في هذه الخطوة ليس في صالح الاثنتين.

فأعمالهما محدودة، ولم تظهر قدرات مميزة أو سمات البطلة لكليهما! مثلًا دينا الشربيني ظهرت في أدوار ثانية في عدد قليل من الأعمال أتذكر منها عدد محدود يمكن أن نقول قدمت فيهم أداءً لافتا مثل فيلم “كدبة كل يوم” ومسلسلي “أفراح القبة”و “جراند أوتيل” فهي تملك جاذبية وحضور جيد أمام الكاميرا ولديها فرصة كبيرة للتواجد بشكل أفضل لو ركزت في أعمالها القادمة.

أما ياسمين فأعمالها أقل من السابقة لا تذكر سوى إطلالتها في “طريقي” و لم تلفت الانظار بأداء جيد في الفرص الكبيرة التي منحت لها فيما بعد مع فيلم “جحيم في الهند” ومسلسلي “الأسطورة” و”الحصان الأسود” ولا زال أمامها الكثير من الوقت حتى تتقن أدوارها والأهم تنسى أنها المرأة الجميلة.

أتفهم ضرورة الدفع بوجوه شابة جديدة للبطولات وبالذات الممثلات لدينا نقص شديد في الأسماء اللاتي يصلحن كبطلات وهي أزمة كبيرة منذ الجيل الماضي حيث عانت الممثلات حتى أخذن فرص البطولة المطلقة بعد كثير من الأعمال.

ولذلك يجب أن يكون هناك تمهيد جيد لهم ولمن تكون موهبته وجماهيريته تؤهله لتصدر البطولة فالجمهور عادة هو من يشير إلى البطل الجديد ويردد اسمه بعد أن يلفت نظره في عمل ما، وهكذا يتكرر الأمر مع كل بطل جديد يستحوذ على ثقة الجمهور و”الشاطر” هو من يستمر لأطول فترة كبطل جماهيري، البطولة مسؤولية كبيرة تحتاج أيضا لذكاءٍ وحكمة في التعامل مع الجمهور والإعلام، وهو ما يفتقده الكثير من النجوم الحاليين، دائما يوجد سوء تقدير وفهم لمرحلة النجومية التي يصلون اليها.

في هوليوود مثلا يتم إختيار البطلات بعناية وبعد متابعة دقيقة للمواهب مثلا فتاة هوليوود المدللة الأن وأصغر بطلاتها جينفر لورنس “27 سنة” بدأ الإهتمام بها بعد إظهار موهبتها في عدد من الأفلام وترشحها للأوسكار وعمرها 22 سنة وبعدها بدأ منحها البطولات وصناعة أعمال لها.

في النهاية تذكرت الأن جملة جاءت على لسان القدير توفيق الدقن في فيلم الشيطان يعظ “الناس كلها بقت فتوات، امال مين اللي هينضرب”! فهوس البطولة مسيطر على الكثيرين والذين لا يملكون مقوماتها.