مدحت عيسى : نار اليمن

دقت طبول الحرب في اليمن ، و قررت اخيرا دول الخليج استخدام ترسانات اسلحتها ، و الاستعانة بحلفائها العرب مصر و المغرب و السودان و الحليف الاقليمي باكستان ، وجدت السعودية نفسها بين ( فكى كماشة ) حدودها مع العراق مهددة فإن لم يكن داعش ، فالمليشيات الشيعية الإيرانية التى تحارب التنظيم الارهابى ، و الحوثيين فى الجنوب بعد ان اجتاحوا اليمن شمالا و جنوبا – الا قليلا- بدعم هائل من ايران و تعاون وثيق مع على عبد الله صالح .

 
القرار يراه البعض تأخر ، فما كان ينبغي أن يصل الحوثيون إلي عدن بعد أن سيطروا على العاصمة صنعاء و احتجزوا رئيس الوزراء قبل أن يطلقوا سراحه ، و يجبروا الرئيس هادي على الهروب الي عدن
الحرب فى اليمن في الحقيقة هي حرب بالوكالة بين ايران من جانب و السعودية و جيرانها من جانب آخر .. و الثمن يدفعه اليمنيون حربا تدمر بلدهم التعيس – الذى عاش سعيدا عصورا طويلة ….
فكيف استطاعت ايران أن تجبر دول الخليج على رفع السلاح ؟؟
لو عدنا الى نهاية الحرب العراقية – الإيرانية و الهزيمة التى تعرض لها البلدين و ان اعتبرها البعض نصرا للعراق المدعوم من الخليج ، و خرج صدام بطلا للحرب الذى حمى الخليج من شرور ايران
اعتمدت إيران على مقدراتها ، ثرواتها و عقولها ، عوضت خسائر حرب الثمان سنوات و تغلبت على عقوبات امريكا و اتباعها ، و امتلكت كل اسباب القوة و هى الآن بحق قوة عظمى فى المنطقة ، و يتحدث بعض قادتها عن عودة الامبراطورية الفارسية و عاصمتها بغداد ، و خرج مسئول فى الحرس الثورى ليعلن صراحة عن النفوذ الايرانى فى خمس دول عربية ، العراق و سوريا و لبنان و البحرين ، و يشبه الحوثيين فى اليمن بحزب الله في لبنان .

 
استطاعت ايران ان تتفرض هيبتها و نفوذها و دهاء ساستها على شرطى العالم ( امريكا و مريديها ) و تجبرهم على اتفاق اصبح وشيكا لتدخل بموجبه طهران النادى النووي
فعلت إيران و ربحت في النهاية ، بينما انتهى مصير صدام إلى هلاكه و هلاك العراق بغبائه و بأموال من حماهم يوما ، و دمرت سوريا و ليبيا بأموال خليجية أيضا ، و لم يعد هناك جيوشا يمكن أن تدفع الخطر الإيرانى بعد أن وقف الشرطى الأمريكى على الحياد ، هكذا وجدت دول الخليج نفسها مضطرة الى استخدام سلاحها بنفسها .

 
أما مصر فقدرها أن تتحمل الأوزار و أن تقف و تدفع الثمن و تحارب في أكثر من جبهة دفاعا عما تبقى من بلاد العرب و عزاؤها أنها أنبتت خير أجناد الأرض
يحدث كل ذلك و تشتعل المنطقة بلدا بلدا و تسرى النار فى الجميع و تمر على اسرائيل بردا و سلاما
العدو معروف ، و الجميع يخسر و اسرائيل الرابح الوحيد ..
و إذا لم يستفيق العرب و يبدأوا فورا حوارا مع تركيا و إيران لاحتواء الازمات المشتعلة في المنطقة العربية ، فإن الأمور ربما تتطور الى ما هو أبشع ، إنها النار التى تخرج من اليمن فى آخر الزمان .

مقدم برنامج الصفحة الأولى بقناة الغد العربي

إقرأ ايضا

مدحت عيسى : هل وجدت دولة مبارك بديلا عن السيسي ؟؟

مدحت عيسى: التليفزيون المصري قاتل للطموح

تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا