أحمد فرغلي رضوان يكتب: السينما المصرية في 2017 عام الارقام القياسية

تبدو الإنتعاشة الكبيرة في الإيرادات والأرقام القياسية التي حققتها السينما المصرية في 2017 أبرز ظواهر العام، وتذكرنا ببدايات هذا الجيل مطلع الألفية الحالية عندما أعادوا “الحياة” للصناعة بعد كبوة التسعينيات الإنتاجية واللافت ان الأرقام القياسية في الإيرادات جاءت على يد أثنين من أبناء هذا الجيل أو “جيل هنيدي” كما أطلقت عليهم في كتابي عنهم.
 
فالنجاح الأكبر في شباك التذاكر هذا العام كان على يد أحمد السقا ثم أحمد عز والاثنان حققا بمفردهما إيرادات تجاوزت 100 مليون جنيه وهو رقم غير مسبوق وأعادا الثقة لأبناء هذا الجيل للإستمرار بقوة في صدارة شباك تذاكر السينما المصرية، ونجحت السينما في تحقيق إيرادات تجاوزت 250 مليون جنيه “داخليا” فقط، بخلاف إيرادات التوزيع عربيا والمحتمل أن تتضاعف بعد بداية فتح دور العرض السينمائي في السعودية مارس القادم.

نرشح لك – نجوم دخلوا السجن (1).. أحمد عزمي المخدرات عرفته على الإخوان

 
 
تنوع فني ملحوظ شهده عام 2017 تفوقت فيها جماهيريا أفلام الأكشن على حساب السينما الكوميدية التي كان لها اليد العليا لسنوات طويلة وظهر خلال هذا العام عدد من البطولات المشتركة حققت نجاحا لافتا على رأسها فيلم الثنائي أحمد الفيشاوي وعمرو واكد “القرد بيتكلم” ونيللي كريم ومحمد ممدوح “بشتري راجل” والبطولة الجماعية لفيلمي “الكنز” و”الأصليين” وهما من التجارب السينمائية التي تستحق التقدير هذا العام.
 
للأسف جاءت الأعمال الكوميدية دون المستوى وأعتمدت على أبطال الصف الثاني ونجوم المسرح بكم إنتاج كبير ربما أبرزها محاولة الدفع بالثنائي المسرحي علي ربيع ومحمد عبدالرحمن وفيلم “خير وبركة” لكنها كانت دون المستوى الفني بعدما أعتمدت علي قدراتهما الخاصة دون سيناريو وحوار أو اخراج جيد، أيضا لم تنجح عودة واحد من أبرز نجوم الكوميديا محمد هنيدي مع أحدث تجاربه “عنتر ابن ابن ابن شداد” وجاءت التجربة ضعيفة فنيا وجماهيريا ولا تليق بتاريخه الكبير، وكذلك ظهر المطربين من خلال ثلاث أعمال هذا الموسم مصطفى قمر وحماده هلال وتامر حسني الذي كان صاحب النجاح الأكبر بفيلمه “تصبح على خير” وجاء في المراكز الأولى لإيرادات العام.
 
وشاهدنا أيضا أستمرار نشاط السينما التجارية ولكن تراجعت بشدة إيرادات أفلام “المطربين الشعبين والراقصات” وبات الجمهور لا يهتم بها مثل الماضي القريب، وشهد هذا العام إختفاء عدد من نجوم السينما المهمين مثل أحمد حلمي وكريم عبدالعزيز وياسمين عبدالعزيز ومنى زكي ومحمد إمام وإستمرار غياب النجم الكبير عادل إمام.
 
التفوق الفني
 
شكل فيلم “أخضر يابس”حالة سينمائية شديدة الصدق لمحاكاته واقع ملايين الفتيات ورغم رسائل الألم التي جاءت من خلال العمل إلا إنه كان على مستوى فني متميز في الإخراج و الكتابة والتمثيل للوجه الجديد هبه علي، وقدم دراما إنسانية ووجدانية متميزة ونجح في الحصول على جوائز في أكثر من مهرجان.
 
وأيضا فنيا لفتت الأنظار أفلام الأصليين والكنز ومولانا وعلي معزة وإبراهيم وبالذات في عناصر التصوير والإخراج والتمثيل، وكانت هناك جرأة كبيرة ومخاطرة سينمائية من صناعها وبعضها حقق نجاحا فاق توقعات صناعه وبالطبع وجود مثل تلك التجارب يعيد القوة لصناعة السينما المصرية محليا وإقليميا.
 
الإخراج
 
شريف عرفة ومروان حامد ومحمد حماد وطارق العريان وشريف البنداري أصحاب أفضل الأعمال هذا العام على مستوى الإخراج، أما على مستوى السيناريو الحوار فكانت الاعمال المتميزة قليلة جدا هذا العام.
 
التمثيل
 
أحمد عز و أحمد السقا صاحبا النجاح الجماهيري الأكبر في 2017 أثبتا أنهما مازالا يحتفظان بجماهيرية كبيرة مصريا وعربيا ومن أهم نجوم شباك التذاكر في الجيل الحالي وإن بدى عز أكثر تطورا في الاداء كممثل.
 
محمد سعد يعتبر من مفاجأت هذا العام وأعاد إكتشاف نفسه بشكل مفاجيء للجميع مع فيلم “الكنز” وأثبت أنه صاحب موهبة “أصيلة”.
عمرو سعد عاد بقوة كواحد من أفضل ممثلي الجيل الحالي بعد أداء متميز لشخصيته في فيلم “مولانا”.
 
محمد رمضان ظهوره الفني الأفضل كان من خلال فيلم “الكنز” تحت إدارة شريف عرفة وكان مختلفا عما اعتاده الجمهور منه، أيضا هو أكثر نجوم السينما حضورا بثلاث أفلام حاول معهم التجديد في الشكل والمضمون وهو شيء يحسب له، ولكنه أبتعد عن صدارة الشباك رغم كم الانتاج الكثير.
 
أحمد الفيشاوي عرض له عملين خلال هذا العام وقدم أداءا جيدا جدا خاصة في “شيخ جاكسون” وهو لديه القدرة على الاستمرار كأحد ابطال السينما الحالية لو أستمر تركيزه واهتمامه بعمله.
 
ماجد الكدواني وخالد الصاوي من أفضل ممثلي هذا العام وتمكنا بشكل كبير من شخصيتيهما في “الأصليين” ومعهما منة شلبي أيضا قدمت أداءا جيدا.
 
بالنسبة للبطلات كان الظهور “قليلا” كالعادة فحاولت نيللي كريم تدشين نفسها كبطلة سينمائية والتحرر من سيطرة الدراما عليها وقدمت تجربة مفاجئة كوميدية مع فيلم “بشتري راجل” وهي محاولة جيدة منها للعودة إلى السينما.
 
وكذلك ظهرت بشكل جيد جدا “روبي” مع فيلم “الكنز” ولازالت لم تستغل بشكل جيد فهمي صاحبة موهبة كبيرة وحضور قوي أمام الكاميرا.