هل تولى الأمير بدر رئاسة MBC؟

رباب طلعت

أثار الخبر الذي نشرته صحيفة “المدينة” السعودية، صباح اليوم الخميس، بتعيين الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود، رئيسًا لمجلس إدارة قنوات “mbc”، ابتداءً من مطلع العام الجديد 2018، حالة من الغموض والحيرة، لحذف الجريدة الخبر بعد ساعات من الإعلان عنه، دون اعتذار أو توضيح للسبب، وكذلك تكتم الأمير والجهات المعنية على الأمر، وعدم إصدار أي قرارٍ أو بيانٍ بالتأكيد أو النفي.

نرشح لك: نيبوشا يستقيل من تدريب الزمالك

الإعلان

أفادت “المدينة” السعودية، في النسخة الإلكترونية لعدد يوم الخميس، وأيضًا النسخة المطبوعة منها، بأنه صدر قرار بتعيين الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود، رئيسًا لمجلس إدارة قنوات “mbc” ابتداء من مطلع العام الجديد 2018، بدلًا من وليد آل إبراهيم مؤسسها، بعد توقيفه في السعودية بتهمة غسل الأموال، ضمن حملة الاحتجازات التي شنتها المملكة على بعض رجال الأعمال السعوديين، فيما أسمته بـ”حملة التطهير”.

الانتشار

انتقل الخبر بعد ساعات قليلة من نشره على “المدينة”، في الصحف الخليجية، والعربية بشكلٍ عام، حتى إن الوكالات العالمية قد نقلت الخبر عنها، وبدأ الخلاف يظهر على موقع التغريدات القصيرة “تويتر”، ما بين مبارك للنبأ، وسعيد من أجل الأمير السعودي، وما بين معارض لذلك باعتباره نوع من “التأميم” الحكومي للأسرة الحاكمة في السعودية على ممتلكات رجال الأعمال المحتجزين.

الحذف

بعد ساعات من انتشار الخبر، ونشره على أكبر المواقع الإلكترونية، حذفت “المدينة” الخبر، دون اعتذارٍ أو إيضاحٍ لأسباب ذلك القرار المفاجئ، ما أثار حالة من الحيرة وعدم استيعاب الموقف؛ هل الخبر خاطئ، أم أنه نُشر قبل أوانه؟، أم أن الشبكة تريد الإعلان عنه بنفسها؟ أسئلة كثيرة طُرحت دون إجابة حتى الساعات الأخيرة من اليوم. تلك الحيرة أصابت المواقع الإلكترونية التي نقلت الخبر عن الصحيفة، فاتجه البعض منها لإضافة سط توضيحي يشير إلى أن “المدينة” قد حذفته، أو أنها كتبت خبرًا مستقلًا لذلك.

بالرغم من أن الصحيفة قد حذفت الخبر على النسخة الإلكترونية، إلا أنها لم تستطع مسحه من النسخة المطبوعة.

المطالبة بالشفافية

بعد ساعات من الحيرة لما فعلته “المدينة” في صمت، ظهرت بعض الأصوات المطالبة بإيضاح موقف الصحيفة، وبيان سبب حذف الخبر، كما طالب الصحفي السعودي أحمد عدنان على صفحته الرسمية على “تويتر” الجهات المختصة بالبت في حقيقة الخبر، احترامًا للناس والشفافية، واصفًا ما قامت به الجريدة بـ”إثارة البلبلة”.

تهنئة مبكرة

بالرغم من عدم وضوح الرؤية بعد، حرص الكثيرون على تهنئة الأمير السعودي الشاب، على منصبه الجديد، بالإشارة إلى صفحته، والحديث عن القرار كأنه قد نفذ بالفعل، إما لجهلهم بأن الجريدة حذفت الخبر، أو لأنهم قرأوه من مصادر أخرى نقلت عنها، ولم تحذف النبأ أيضًا، أو لتجاهلهم لحالة البلبلة الحاصلة، واليقين بأنه طالما أن الخبر نُشر فهذا يعني أنه حقيقي، ومن أولئك كانت “فاطمة”، بنت الفنان السعودي فهد بن سعيد، التي أثارت حولها جدلًا واسعًا في نهاية 2016، بحلقتها التي تحدثت فيها عن والدها، على قناة “MBC”.

الجدير بالذكر أن بعض المهنئين أشاروا في تغريداتهم إلى الحساب الرسمي للأمير بدر بن عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، ظنًا منهم أنه للأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود، إلا أن الأخير ليس له حساب عليه.

صمتٌ تام

انتشار الخبر بشكلٍ كبير، والأخذ به على أنه يقين لم يأتِ من فراغ، فصمت الجهات المعنية، سواء الناشرة -المدينة- أو الأمير السعودي بدر بن عبدالله، الذي لم يصدر مكتبه أي بيانٍ عن الخبر، لا نفيًا ولا تأكيدًا -الأسلوب الذي اتبعه أيضًا في خبر شرائه للوحة الأغلى في العالم- وكذلك شبكة قنوات “mbc”، والحكومة السعودية، ولا حتى أوضح الصحفي الذي نشر الخبر، سهيل طاشكندي، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي الأمر، ولم ينشر الخبر أيضًا.

عكس ما حدث بالأمس

في موقفٍ سابق ومنذ أيام قليلة، كانت قد أثيرت أزمة أخرى حول الأمير السعودي، بعدما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقارير صحفية تفيد بشراء بدر آل سعود، اللوحة الأغلى في التاريخ، كوسيطٍ لولي العهد محمد بن سلمان، استكمالًا لما نشرته “وول ستريت” بأن ولي العهد قد اشتراها، وهو ما نفته السفارة السعودية في واشنطن، في بيانٍ رسمي، موضحة أنه لم يشترِ لوحة “سلفاتور موندي” أو “مخلص العالم” للفنان العالمي ليوناردو دافنشي مقابل 450 مليون دولار كما نُشر، لولي العهد محمد بن سلمان، بل كان مجرد وسيط لدائرة الثقافة والسياحة في مدينة أبو ظبي الإماراتية، والتي طلبت من الأمير شراء اللوحة لعرضها في متحف اللوفر في المدينة. وحرص الأمير على نفي الخبر في تصريحٍ لموقع “الاقتصادية 25″، كما أصدرت السفارة بيانًا رسميًا، بعد عدة أيام من نشر التقارير، وبمجرد انتشارها في صحافة الوطن العربي.

الأمير بدر آل سعود