7 ملاحظات على حملة "إنترنت يستحمل" لـ أورانج

إيمان مندور

بعد حملة الإعلانات الناجحة لشبكة “أورانج” للاتصالات مؤخرًا، بمشاركة الفنان أكرم حسني مجسدًا شخصيته الشهيرة “أبو حفيظة”، وباستخدام لحن وبعض كلمات المهرجان الشعبي “إلعب يلا”؛ أطلقت الشبكة قبل أيام، حملة إعلانية جديدة للترويج لبعض باقات الإنترنت الخاصة بها “Home DSL”، تحت شعار “إنترنت يستحمل”.

 

(1)

الحملة لاقت رواجًا كبيرًا بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا، نظرًا لتقديمها نموذجًا “واقعيًا” يحدث في العديد من الأسر، وهو الخلاف على استخدام الإنترنت في المنزل، والمشادات التي تحدث لكون أحدهم تسبب في بطء سرعة الإنترنت لدى الأسرة، لمشاهدته فيلمًا كاملًا أو مسلسلاً على “يوتيوب”.

نرشح لك: أحمد فهمي يقدم فيلمًا بـ3 نهايات من “اتصالات”

(2)

أشار أحد إعلانات الحملة؛ والذي يظهر فيه الأب وهو يسخر من نجله لكونه يشاهد مسلسلًا بجودة عالية على “يوتيوب” مما أدى لبطء سرعة الإنترنت لديه، إلى أحد المسلسلات العالمية الشهيرة، وهو “Game of Thrones” حيث “يحرق” الأب أحداث المسلسل ويرويها لابنه منهيًا حديثه بأنه مسلسل “أهبل”، رغم أن معرفته بقصته حتى النهاية تعني أنه شاهده !

هذه الإشارة لـ “Game of Thrones” أثارت تفاعلًا أخر من قبل متابعي المسلسل، لذا كان استهداف الإعلان للشريحة العظمي التي تعاني من بطء الإنترنت، وكذلك فئة متابعي هذا المسلسل الشهير، اختيارًا جيدًا؛ حقق مزيدًا من التفاعل مع الحملة.

(3)

“الحس الفكاهي” يساعـد دومًا على إيصال الأفكار أسرع، كما أنه الأسلوب المحبب لدى الجمهور المصري، حيث يضفي عنصري الانسجام والبهجة؛ لذا نجحت الحملة في توظيف ذلك؛ فكانت “الإيفيهات” المضحكة مستخدمة بشكل جيد، لا سيما أنها تظهر بوضوح أكبر مع تكرار مشاهدة للإعلان.

 

(4)

اختيار العائلة التي تظهر في الإعلان والمكونة من أب وأم و3 أطفال، كان موفقًا للغاية أيضًا، نظرًا للشبه الكبير بينهم، فتبدو وكأنها أسرة حقيقية بالفعل. كما أن تأديتهم لأدوارهم في الإعلان كانت متقنة، وأجادوا التمثيل خلالها، وتحديدًا الأب تميز أداؤه التمثيلي بالمرونة وعدم التكلّف، كما أن خامة صوته مناسبة جدًا للمشاركة في المواد الإعلانية.

(5)

الإعلان احتوي على بعض تفاصيل العرض، كما تناول عرضًا عامًا لمميزاته “باقات إنترنت جديدة وسعة تحميل عالية”، ثم أوضح رقم الاشتراك في الخدمة، والذي من خلاله سيتعرف العميل على أنواع الباقات المختلفة الأخرى، أي أنه حوّل المتلقي لـ”النمط الإيجابي” الذي يتفاعل بنفسه للوصول إلى المعلومة الكاملة بشأن العروض الأخرى.

عدم عرض التفاصيل كاملةً ليس بغريب، فكثير من الحملات الإعلانية لا تحتوي على تفاصيل دقيقة عن الجديد الذي تقدمه الجهة المعلنة، أو ربما لا يكون الهدف أصلًا هو الخدمة الجديدة بقدر ما هو “عملية تنشيط” لكي يظل المنتج في دائرة الاختيار الأساسية للعميل، لذا نجد بعض الجهات تقدم أغاني في إعلاناتها؛ بل وتستعين بنجوم كبار لكسب مقدار من الشهرة وزيادة مساحة تواجدها في دائرة اختيار العميل.

(6)

رغم أن الحملة استطاعت تحقيق بعض الأهداف الترويجية، إلا أن الجانب الأخلاقي كان به العديد من الثغرات التي لا يمكن تجاهلها؛ فالطفل بطل الإعلان يتشاجر مع والديه بصوت مرتفع، كما أن الأب في أحد الإعلانات يحاول جاهدًا إقناع طفله بمغادرة المنزل والخروج مع أصحابه لكي ينعم بإنترنت سريع، فيبرر له الخروج بأن أصحابه في الخارج ينتظرونه، وعندما يرفض الابن يرغبه أكثر فيقول له: “ده معاهم بنتين”.

(7)

مدة كل إعلان داخل الحملة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة، مما ينفي عنصر الملل الذي ينتج من طول بعض الإعلانات أحيانًا، ورغم أن هذا الأمر يعد عنصر جذب لزيادة نسب المشاهدة وتحديدًا على الإنترنت، إلا أن تكثيف الفكرة على هيئة قصة مترابطة في موقف تمثيلي كوميدي كان أهم عناصر الجذب في الحملة.