السينما التسجيلية في مصر.. عدد خاص من مجلة "الفيلم" - E3lam.Com

صدر العدد الأخير من مجلة “الفيلم” التي يرأس تحريرها الكاتب سامح سامي، وخصصت المجلة عددها عن السينما التسجيلية في مصر “الحقيقة والجمال”.
 
وتصدر المجلة عن جمعية النهضة العلمية والثقافية “جزويت القاهرة”، وفي المقال الافتتاحي كتب سامح سامي، قائلا:”تثير السينما التسجيلية في مصر عدة أسئلة، منها ماهو مجاني، ومنها ما هو مدفوع وثمين.. المجاني يأتي في شكل جدل بيزنطي حول التسمية “تسجيلي أم وثائقي؟”، تحدث مثلا عن “السينما التسجيلية” في أي مكان بين الأصدقاء، أو في ندوة، أو في حفلة، فبدلا من الحديث عن جمالياتها أو صناعتها أو معوقات وجودها أو البحث في تاريخها، تجد كلاما كله “جدل بيزنطي” يتوقف “فقط” عند فروق التسمية”.
 
موضحا أن الفيلم التسجيلي (أصل السينما وجوهرها)، بشكل من الأشكال، يلعب – أكثر من غيره- دورا في التنوير، وفي المعرفة، والتعبير عن هموم الناس، وبيان همومهم المجتمعية، بل هو “ترمومتر” للحرية، وكل هذا لا تريده السلطة، بل هي تعمل ضده من الأساس، عبر سنوات متراكمة من الفساد التعليمي، وإفساد الذوق العام، وهبوط الذوق الفني، بالتوازي مع ذلك، هناك إهمال متعمد للتراث السينمائي لمصر، الذي لابد أن يقف في خلفية أي مشهد جديد لصناعة السينما الآن. كما أن معظم صناع الأفلام للأسف يميلون إلى العمل وفق مبدأ “الشو الإعلامي”، فيتجهون إلى الأفلام الروائية التجارية، أو على الأقل يتركون الفيلم التسجيلي في أول نظرة تأتي لهم من السوق المتوحشة، التي لا ترى في السينما إلا وسيلة للتسلية، وبالتالي لا تدعم أي فيلم تسجيلي، الذي يبدو أنه الفيلم الأصلح لإطلاق صفة “المستقل” عليه. يقف خلف كل هذا، المناخ العام في مصر الآن، الخانق لأية تجربة إبداعية، خاصة إذا كان الإبداع هنا يرتبط بعوامل أخرى، منها البحث والدراسة لموضوع الفيلم التسجيلي، وحرية الحركة في الشارع دون مضايقات. ورغم جماليات الفيلم التسجيلي إلا أنه يرتبط بشكل أساسي بالبحث والتنقيب لموضوع الفيلم، ما جعل البعض يظن أن السينما الروائية هي تحقيق الجمال، ثم تأتي في المرتبة الثانية السينما التسجيلية، وهو تصور قاتل”.
 
يضم العدد عدة حوارات أبرزها حوار حسن شعراوي رئيس التحرير التنفيذي والزميلة عزة إبراهيم مع المخرج الكبير هاشم النحاس صاحب فيلم “النيل أرزاق”، وحوار آخر مع محمود عبد السميع، والمخرجة نادية كامل صاحبة فيلم ” سلطة بلدي”، ومديرة مدرسة أسيوط للسينما التسجيلية، وكذلك حوار مع المخرجة ندى رزق، ونادين صليب، ويتضمن العدد عدة مقالات للدكتورة داليا السجيني، والدكتورة إيمان عز الدين، والدكتور مالك خوري، والدكتورة مي التلمساني، والدكتور وليد الخشاب، والناقد عصام زكريا، والدكتور عاطف معتمد، والمترجم بدر الرفاعي، والكاتب رامي عبد الرازق. ويحتوي العدد- يقع في 176 صفحة- على عدة موضوعات صحفية منها “متلازمة عدم الإتاحة وغياب ثقافة الفيلم التسجيلي” لأماني صالح، و”جراجوس مشروع قرية نموذجية” للأب وليم سيدهم اليسوعي، و”ثلاث عشرة قاعدة يخبرك بها مايكل مور لصناعة فيلمك” لمحمد طارق، و”جان شمعون وتاريخ لبنان المعلق” لهادي زكاك.