"كام شير".. إيجابيات السوشيال ميديا بين الادعاء والحقيقة

إيمان مندور

انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة الـ”كام شير” التي أصبحت وسيلة سهلة للحصول على ما تريد، سواء منتج أو هدية أو شهرة أو كسب أكبر عدد من المتابعين، أو حتى علاج مجاني والحصول على دعم أو مساعدة في حالة عدم المقدرة على تحمل التكاليف المادية في بعض الأزمات.

فكرة جيدة للغاية في مجملها، إذا ما تم استغلالها في تقديم المساعدة لمن يستحقون الدعم والتشجيع، خاصةً وأنها لا تتطلب أكثر من مجرد مشاركة منشور معين على حسابك الشخصي، وتكون بذلك قدَّمت مساعدة بسيطة ساهمت من خلالها في حدوث أمر اعتقده الكثيرون صعب المنال.

لكن كعادة “السوشيال ميديا” وكعادة كل ما ينتشر في فترة ما خلالها، ويصبح “تريند” ومثار حديث أغلب المستخدمين، تحوَّل الأمر إلى نوع من “الاستظراف والاستسهال والإدعاء”، فتجد مثلًا من يطلب آلاف المشاركات من أجل الحصول على هاتف ذكي مثلًا، أو إجراء “فوتو سيشن” مجاني، أو حتى الحصول على رحلة، وغيره الكثير من الأمثلة التي تعلم أن صاحبها لديه المقدرة المادية على فعلها، لكنه العمل بمبدأ “أبو بلاش كتر منه”.

على الجانب الأخر، هناك من يطلب الحصول على شقة ليتزوج فيها، أو من صار مسكنه غير ملائم له ولأولاده، أو من يطلب العلاج أو المساعدة المادية في تجهيز بناته للزواج مثلًا، وغيره الكثير من النماذج الإيجابية لتطور فكرة استخدام السوشيال ميديا في دعم أهداف كبيرة وصعبة على المستوى الشخصي أو الفردي، لكنها سهلة جماعيًا وبأقل الإمكانيات.. بمجرد “شير لبوست”.

أيضًا تدخل “الشير” في الفن؛ فكان أوضح نموذج لذلك ما حدث مع الفنان محمد هنيدي، عندما سألته إحدى الفتيات على “تويتر”، عن عدد المشاركات التي يريدها ليقدم جزءًا ثانيًا من فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، فاعتقد أن الأمر مزحة وطلب 100 ألف شير، وبالفعل تحقق الرقم وزيادة، فما كان منه إلا أن التزم بوعده وشرع مع فريق العمل في التجهيز لجزء ثان من الفيلم.

في الحقيقة الرابح الأكبر من هذا “التريند” هي الشركات أو المؤسسات أو الصفحات التي استغلت انتشار الفكرة، وحصلت على أكبر قدر من الدعاية والمتابعين، فبالرغم من أن بعضهم طلب أرقامًا تعجيزية في بعض الأحيان، إلا أنه حتى في حالة عدم الوصول للرقم المطلوب، فقد حصل على عدد غير قليل من المتابعين لصفحاتهم على مواقع التواصل.

وحتى إذا انتهت المهمة بنجاح وتم الوصول للعدد المطلوب من المشاركات، فما يتم تقديمه مقابل ذلك لو أدخلناه ضمن تكلفة بند التسويق والدعاية التي هي جزء أساسي من أي مشروع، فلن تكون هناك أي خسارة، بل على العكس هي عملية تسويقية ناجحة بكل المقاييس.

السوشيال ميديا لم تعد مجرد عالم خيالي كما يعتقد البعض، بل أصبحت آثار النجاح والشهرة في هذا العالم “الافتراضي” تظهر على أرض الواقع، حتى أن البرامج التليفزيونية والصحف والمواقع الإخبارية أصبحت تتابع بدرجة كبيرة ما يثار الجدل حوله، أو يحظى بدرجة كبيرة من الانتشار ويتأثر به المستخدمون، فنجد مشاهير على “فيس بوك” مثلاً تحوَّلوا إلى إعلاميين أو حلَّوا ضيوفًا على برامج شهيرة، بسبب فيديو أو فكرة لاقت قبولًا لدى الجمهور.

تحقيق الأهداف والحصول عليها لم يعد صعبًا كما كان في السابق، فمع سعيك المستمر لنيل ما تريد، يمكنك الآن أن تسأل الجهة التي تتعامل معها عن الـ”كام شير” التي تطلبها.. ودع الباقي للمتابعين.