مينا عادل جيد يكتب: المضحكون الجدد (6).. شيكو "المحبوب"

صديق البطلة

حتى في الحياة العادية، كل من لعب دور صديق الفتاة وأقرب شخص لها وصندوق أسرارها «أنتيمها يعني»، كرهناه، إلا شيكو.

كم مرة جَرّيت شكل هذا الأنتيم الأنثوي في الجامعة لأنك تكرهه بدون سبب أو موقف مباشر؟، وكم مرة تشاجرت مع حبيبتك بسبب صديقها «الملزق» اللي ناطط لها في جميع تفاصيلها وصورها؟ نكره جميعنا هذا الأنتيم حتى بدون أن نتقابل معه وجها لوجه ولا مرة، ولكن نكرهه لله في لله.

لوسي ابن طنط فكيهة محبوبًا

تذكروا معي «لوسي ابن طنط فكيهة» في “إشاعة حب”، ذلك الشاب «المنسون» -على حد التعبير الشعبي- الذي كان يتدخل في تفاصيل سميحة ويسحرها هي وزميلاتها برقته، وعصريته، وشكله، ورقصه، وقدرته الفائقة على مصادقة الفتيات؛ كيف كرهه الجمهور لصالح العاشق «القفل» حسين، وفي المقابل تذكرون إلى أي مدى تعاطفنا وحبينا المحبوب صديق البطلة كارما في مسلسل “خلصانة بشياكة”، رغم غيرة العاشق العنيف القفل أيضًا سلطان؟.

استطاع شيكو بموهبته الفطرية النادرة أن يخلق مساحة ضحك”سندت المسلسل سندة محترمة” من خلال شخصية صديق البطلة اللي المفروض مش محبوب، «المحبوب».

لا يضحكنا بجسمه

لا يمكنك أن تكره شيكو حتى لو قتلك قتيل، أكثر الثلاثي إضحاكًا، يحمل بمفرده ٥٠٪ من مهمة الإضحاك الصعبة بين الثلاثي والـ ٥٠ الأخرى لهشام وفهمي مع بعض، يكفي فقط أن ينظر قبل أن يرد على إفيه بإفيه فتنفجر أنت ضحكًا.

ثقيل الوزن خفيف الظل كالريشة ومع ذلك لا يتاجر بجسمه ويقدمه لنا كنكتة مثل أغلب المضحكين البدان الذين لا يضيعون فرصة للإضحاك على جسدهم دون أن يستغلوها أقذر استغلال (مثل ويزو في مسرح مصر حاليًا). نادرًا ما تأتي سيرة حجم شيكو في إيفهاته وحينما تأتي المناسبة يقدمها بخفة ولياقة مقبولة وبدون ابتذال وهرس.

البطولة المطلقة لا تحب «الأتب»

ولا يخفى على أحد أن دم شيكو خفيف ولكن وزنه ثقيل، ومصمم على حمل شيء آخر يزيد من ثقل وزنه وهو هشام ماجد الذي يلازمه كالأتب في ظهره الآن بعد انفصال فهمي، والبطولة المطلقة لا تطبق الحمل الزائد والأتب على الظهر.

شيكو نجم وموهبته تسمح له بابتكار مليون شخصية مضحكة، ولكنه مصمم على أن يقسم موهبته مع هشام، الذي أصبح لابد من التحرر منه، إلا إذا أتى الدور المناسب لهذه الشراكة، لأن التقييف والتفصيل في الحواديت الكوميدية من أجل أن يكونوا معًا في عمل واحد يضر بالإثنين، وبشيكو أكثر، ورأينا نتيجة العند ولوي دراع الكوميديا في فيلم “حملة فريزر”، وكانت النتيجة كسر مضاعف لذراع كومديتهم.

الخلاصة

شيكو مضحك، موهوب بشدة، وبيلعب ويبرطع لوحده في منطقة لا ينافسه فيها أحد الآن تقريبًا، هو امتداد حديث وعصري لمنطقة المضحك العظيم الراحل علاء ولي الدين، الذي لم يمهله الموت كي يترك لنا إرثًا طويلًا من الضحك، وأخشى في حالة شيكو أن لا يمهلنا هشام ماجد حتى يترك لنا المحبوب إرثاً عظيمًا من ضحك هو الآخر.