14 ملاحظة لأندرو محسن عن فيلم الخلية

1- أكثر ما يلفت الأنظار في الفيلم هو الدقة والمستوى المرتفع لكل عناصره تقريبًا، بشكل يبهر المشاهد الذي يود قضاء وقتًا ممتعًا في السينما، ويرضي المتخصص أيضًا.

2- قصة الفيلم لطارق العريان تقليدية نسبيًا، الضابط الذي يلقى صديقه مصرعه فيحاول أن ينتقم له من قائد الخلية الإرهابية الذي تسبب في مقتله، لهذا كان الرهان على طريقة تنفيذ هذه القصة لتخرج بشكل جذاب ومختلف.

3- لم يقدم أيًا من الممثلين أداءً استثنائيًا يمكن الوقوف عنده بالتحديد، ربما كان الأفضل هو سامر المصري في دور الإرهابي الحديث، بعيدًا عن الشكل المتعارف عليه للإرهابي في تاريخنا، أحمد عز اجتهد بدنيًا ليكون مناسبًا للدور، لكنه لم يقدم جديدًا في الأداء، ومحمد ممدوح قدم المطلوب منه دون زيادة أو نقصان.

4- المخرج طارق العريان يعشق الأكشن، ولهذا فهذه المشاهد منفذة بشكل جيد جدًا ويندر أن نشاهد مثلها في السينما المصرية. ليست الجودة في طريقة تنفيذ الخدعة أو المطاردة، ولكن في تصميم التتابع بكل عناصره. طارق العريان لديه إحساس بما يتطلبه المشهد ليخرج بشكل مختلف، المبالغة في الأكشن نفسه، ولكن ليس في طريقة تنفيذ المشهد.

5- لا يمنع هذا بالطبع أن العريان متأثر بشكل واضح بالسينما الأمريكية في صناعة تلك المشاهد، في الواقع لا يمكن مشاهدة أيًا من هذه المطاردات في مصر.

6- قللت بعض أخطاء الجرافيك، ومكساج الصوت، خاصة في المعركة الأخيرة، من الجودة النهائية للمَشاهد، وإن كان أثرها ضئيلًا.

7- اختيار أماكن التصوير في وسط البلد، ثم مترو الأنفاق، أعطى جوًا من الألفة، ويُحسب لفريق العمل نجاحهم في تصوير هذه المشاهد بهذه الجودة في أمكان مزدحمة عادة مثل هذه.

8- المونتاج قدم دورين هامين، الأول جيد وهو منح شكل جيد لمشاهد الأكشن، إذ جاء المونتاج السريع بالذات في المعارك اليدوية ليمنح إحساسًا بالتواجد في قلب المعركة، وإن كان على المونتاج مداراة بعض أخطاء الراكور (العناصر التي يجب الحفاظ عليها عند الانتقال من لقطة للثانية، مثل وضع السيارة أو حركتها).

9- أما الدور السلبي فهو ما يتعلق بإيقاع الفيلم ككل، فجاء بطيئًا في النصف الأول، وتحديدًا في المرحلة بعد مصرع الصديق وحتى دخول أحمد عز في التحقيقات، هذه المرحلة استهلكت حوالي نصف الساعة من مدة الفيلم، بينما كانت الأحداث أقل من أن تستهلك كل هذه المدة.

10- استطاع السيناريست صلاح الجهيني تقديم كوميديا جيدة وغير معتادة في أفلام الأكشن، الاختلاف جاء في تقديم الكوميديا كنتيجة طبيعية للمواقف، مع إضافة جانب السخرية منذ البداية في شخصية أحمد عز، هكذا كانت الكوميديا طبيعية، ولا تعتمد على وجود ممثل مساعد هدفه الإضحاك دون وجود دور حقيقي له.

11- شخصية أمينة خليل لم توظّف بشكل جيد داخل الأحداث. حتى نهاية الفيلم ننتظر أن يكون لها دور أكبر من مجرد حبيبة البطل لكن هذا لا يحدث، مع فيلم أكشن مدته حوالي ساعتين، كان يمكن الاستغناء عن الشخصية لتسريع إيقاع الفيلم، أو ربما توظيفها بشكل أفضل.

12- اهتم السيناريو بصناعة تفاصيل للشخصية الرئيسية، مثل ممارسة الرياضة والارتباط بكلبه، لكن بقدر ربط المشاهد بهذه التفاصيل في النصف الأول، بقدر ما اختفت في الثلث الأخير من الفيلم.

13- يحتوي الفيلم على جمل خطابية مباشرة على لسان سامر المصري وأحمد عز، لم تضف شيئًا للفيلم، خاصة مع وضوح رسالة الفيلم التي لا تحتاج إلى هذا النوع من الجمل التقليدية.

14- المكياج من أكثر العناصر المبهرة بالمعنى الحرفي للكلمة، منذ زمن بعيد لم نشاهد مكياجًا بهذا الإتقان في فيلم مصري.