أحمد فرغلي رضوان يكتب: محمد سعد يبحث عن "كنز" الجمهور مجددا

غريب أمر الجمهور، فمن الصعب توقع رد فعله وإلى أي شيء سيقوده مزاجه في “الفرجة” الجميع يظل في حالة ترقب شديد ولا شيء مضمون، هكذا عودنا مزاج الجمهور المتغير، ومنذ الإعلان عن فيلم “الكنز” واعتذار أحمد السقا عن المشاركة في بطولته ثم المفاجأة بانضمام محمد سعد لمحمد رمضان ليقدم أول بطولة مشتركة منذ فيلمه “55 اسعاف” عام 2001 والذي تقاسم بطولته مع أحمد حلمي قبل أن يبدأ مشوار البطولة المطلقة، والجمهور ينظر لهذه الثنائية السينمائية المفاجئة بكثير من علامات التعجب، الأمر كان صعب الحدوث ولكن اسم المخرج شريف عرفة نجح في جمعهما ويبدو أنه نجح في أمرا آخر سيكون مفاجأة للجمهور وهو مشاهدة نجم الكوميديا محمد سعد بشكل سينمائي جديد ظهر مع برومو العمل لدرجة أنه استحوذ على رد فعل كبير كان ايجابيا وسريعا سواء من الجمهور أو من الوسط الفني لم يحدث له منذ سنوات وكانت التعليقات أغلبها متشابهة “اخيرا محمد سعد قرر يمثل بجد ويخرج من القالب الفني اللي حبس نفسه فيه” هكذا كان حديث الجمهور بعد مشاهدة البرومو الأول للكنز وهو ما يشير لتشوق الجمهور لمشاهدة فنان أحبوه وكانوا ينتظرون منه الجديد طوال السنوات الماضية.

فيلم “الكنز” والذي سنشاهد خلاله محمد سعد ومحمد رمضان الاثنان بعيدين تماما عن النوعية الفنية التي يقدمها كل منهما فالأول أفلامه كوميدية والثاني يقدم الأكشن ولكن بالطبع كان لاسم المخرج شريف عرفة تأثيره القوي ليقتنعا ويسلما نفسيهما لإدارته الفنية وهما في نفس الوقت وبالصدفة يبحثان عن جديد، “سعد” أدرك أنه في مأزق وأصبح بحاجة لشكل فني جديد يظهر به للجمهور بعد أن تزايد النقد ضده بشكل كبير بسبب اختياراته وإصراره على الظهور بشكل فني معين منذ بطولته الأولى عام 2002 والفيلم الحدث “اللمبي”، وكذلك محمد رمضان وهو منذ نجاحه في شباك التذاكر ويحاول ألا يقع في فخ من سبقوه من التكرار وأعلم أن لديه الإستعداد للمجازفة الفنية منذ عدة سنوات ولكن الإنتاج كان أقوى منه أغلب الوقت ويدفعه لنوعية معينة حتى ظهرت محاولاته للعب شخصيات فنية جديدة مثلما حدث في “آخر ديك في مصر” ولذلك كان قبوله للتخلي عن البطولة المطلقة والتعامل مع مخرج صاحب شخصية ووجهة نظر صعب تغييرها من هذا المنطلق، لذلك فسعد ورمضان كلاهما يبحث عن كنز ولكنه كنز من نوع خاص هو “كنز” الجمهور والإيرادات فكيف سيكون أداء النجمان مع شريف عرفة؟

مفاجأة رد فعل الجمهور تقول أنهم في إنتظار مشاهدة محمد سعد وهو بشهادة الجميع صاحب موهبة تمثيلية “كبيرة” أهدرها بعد أن سقط في تكرار الأداء النمطي لكاركتراته المتتالية والمتشابهة والتي لا تستطيع أن تفصلها عن بعضها البعض وعلى الرغم أنه أحدث انقلابا في شباك الإيرادات بأفلامه بداية من الليمبي فقدم “12 بطولة” واستمر لمدة أربع سنوات مسيطرا على قمة شباك إيرادات السينما المصرية قبل أن يصعد أحمد حلمي للاستحواذ عليها، لذلك قراره الصعب بالتخلي عن وجهة نظره الفنية في الشكل الفني الذي اعتاد الظهور عليه به ذكاء وفي توقيت حساس للغاية بعد أن تراجع بشدة فنيا وجماهيريا في أفلامه الأخيرة، وربما يكون فيلم الكنز نقطة بداية لمرحلة فنية جديدة لنجم جماهيري محبوب.

أما محمد رمضان والذي يتحدث طوال الوقت عن شدة المنافسة مع أقرانه وتفوقه على نجوم الشباك، هذه المرة سيواجه منافسة داخل العمل مع نجم جماهيري آخر وهو محمد سعد وبالتأكيد ستكون هناك مقارنة بينهما، بالإضافة إلى منافسة خارجية من فيلم مهم هو “الخلية” لأحمد عز والمخرج طارق العريان وسبق وكانت هناك بينهما مواجهة شديدة قبل عامين بفيلمي “أولاد رزق” و “شد أجزاء” ولكن ربما تكون استفادة “رمضان” الأكبر هي عمله مع مخرج مهم وإنتاج سينمائي مغاير عما اعتاده في أعماله السابقة وإقدامه على بطولة مشتركة بها عدد من النجوم رغم أن اللافت حتى الآن تعامل محمد رمضان في دعايته على السوشيال ميديا الخاصة به على أنه فيلمه وكأنه بطولة مطلقة! وليس بطولة مشتركة بها واحد من أهم نجوم شباك السينما المصرية في سنواتها الأخيرة وأيضا هند صبري وروبي وهما أيضا نجمتين لهما جماهيرية.

أيام قليلة وينطلق موسم عيد الأضحى وسيكون هناك كلاما آخر بالتأكيد وهو من المواسم الصعبة وبه إنتاج كبير وربما تحدث مفاجأت جماهيرية جديدة!