مصطفى عمار: لميس الحديدي.. إعلامية بألف مما يعدون

قليلات فى المهنة من يمتلكن موهبة وجرأة واحترافية لميس الحديدي، فهي تعرف جيداً ماذا تريد من الضيف الذى يجلس أمامها أو الموضوع التى تناقشه، لا تطيل عليك بمقدمات ليس لها أول من أخر وتنظير يفقدك تركيزك واهتمامك لاستكمال البرنامج، ربما تكون لميس النموذج الوحيد والحقيقي للمحققة التليفزيونية التى تمنح المشاهد المعلومة والخبر مصحوبان بتحليل بسيط ومختصر يتناسب مع عقلية المشاهد البسيط، والذى يشكل القاعدة الأكبر لجمهور البرامج بشكل عام ، فقوة لميس تتلخص فى أنها لم تفقد هويتها كصحفية أثناء جلوسها علي كرسي المذيعة، وهو الخطأ الذى وقع فيه العديد من أبناء مهنة الصحافة عندما قرروا أن يجلسوا علي كراسي المذيعين ، فكانت النتيجة نصف صحفي وربع مذيع!

 
لميس الحديدي اصطحبتنى لعالم شديد الرقي خلال الحلقة التى قدمتها عن سيدة الشاشة العربية من داخل منزلها، هذا المنزل التى تمتلك جدرانه حكايات وأسرار عن فاتن حمامة وأسرتها التي اجتهدت الراحلة سنوات طويلة لتبقيها بعيدة عن وسائل الإعلام وعبثها، وحدها لميس من استطاعت ان تخترق هذه القلعة الحصينة لنتعرف علي أسرة شديدة الرقي، فكلمات الدكتور محمد عبدالوهاب عن زوجته الراحلة جعلتني أعيش حالة لم أعرفها من قبل، ففي الوقت التى دمعت فيها عيناي علي الحب والإخلاص والرقي، لم تفارق الابتسامة وجهي سعادة بأنني أنتمي لوطن تشكل أسرة فاتن حمامة والدكتور محمد عبدالوهاب جزء منه، نحن فى أشد الحاجة لهذه النماذج الراقية لتظهر علي شاشات الفضائيات ، لعلنا نتعلم منهم كيف نعيش ونربي ابنائنا ونخلص لعملنا ونعشق وطنا.

 
لميس الحديدى كانت خلال حوارها مع أسرة فاتن حمامة اشبه بجراح ماهر، تقترب من الجرح المفتوح دون أن تسبب ألم للأسرة ،تعاملت برقي شديد من دموع الدكتور محمد عبدالوهاب المحبوسة فى عينيه ، لم تضغط عليه ليبكي صراحة، منحته فرصة ليلتقط أنفاسه ويتذكر زوجته التى أحبها لأكثر من أربعين عاماً وشاء الله أن تفارقه وهي بين أحضانه، ما كل هذه الإنسانية التى تتمتع بها لميس ورما تخفيها نبرتها القوية وصوتها العالي فى برامجها السياسية، هل قبح السياسة حرمنا من لميس مختلفة فى مثل هذه المنطقة الراقية من الحوارات والتحقيقات التليفزونية ، لميس وحدها من تمتلك إجابة هذا السؤال، وإن كنت علي يقين بأنها تجد نفسها وتستمتع أكثر فى نوعية البرامج واللقاءات التى تشبه حلقتها عن فاتن حمامة أكثر من استمتاعها بحلقاتها السياسية التى تقابل فيها وزراء وسياسيون ورؤساء أحزاب وصحفيون وغيرهم، ربما هي تعلم جيداً أن معظم ضيوفها فى هذا المنطقة يكذبون أو ربما يتجملون، لكن الصدق كان هو العنوان الوحيد والحقيقي لحلقتها عن فاتن حمامة.

 
بعد هذه الحلقة وبعد الحوارات الراقية مع افراد أسرة الراحلة، تيقن قلبي من سر الحب والاحترام التى تمتعت بهما فاتن حمامة علي مدار أكثر من 60 عام، هو عمرها الفني وربما يكون أكثر ، فإنسانة بهذا الرقي وبهذه الشخصية لا مفر من حبها وتقدريها واحترامها، فكيف لإنسانة اثرت فى جدران منزلها واثاثها لا تؤثر في من هم من لحم ودم ، كل شئ كان مثاليا وراقيا لأبعد حد، كأنه عمل فني مكتمل أركان الابداع، لوحة فنية ضخمة ومعبرة، رسمتها فاتن حمامة على مر سنوات طويلة فى غرفتها السرية ، ومنحتها أحلي سنوات عمرها وأجتهدت فى أن لا تراها عين غيرها ، ولكن عبقرية لميس جاءت لتمنحنا فرصة مشاهدة هذه اللوحة عن قرب، دون أن تفسيد الخصوصية التى تتمتع بها.. شكراً لميس الحديدي لأنكي كنت سبباً فى أن نعرف أن مصر تمتلك أسرة برقي وتحضر وإنسانية الدكتور محمد عبدالوهاب والفنانة الكبيرة فاتن حمامة.

نقلا عن “البوابة نيوز”

اقرأ ايضا

 خاص : أسباب وأنواع فبركة الحوارات الفنية   

 أحمد موسى لمحافظ الأسكندرية: باسبورك الأمريكاني حاميك ؟!   

 تفاصيل الموضوع المحذوف من جريدة الوطن   

عمرو عمروسي يكشف كواليس رقابة “MBC”  

الوطن : 13 جهة سيادية لا تدفع ضرائب موظفيها   

 عودة من سيربح المليون   

 مراسل الجزيرة: ‫أبو إسماعيل رفض الصلاة مع رجال الشرطة‬‎    

 الخطوط الكويتية تكرم خيرى رمضان وأسامة كمال  

 9 إطلالات إعلامية لمحلب في 7 أيام.. والحصيلة: لا جديد   

 ‫أحمد حسن للإبراشي: أخطأت في قرار الاعتزال‬‎   

 عيسى: الجيش القطري زي منتخب اليد بتاعهم “مُجنس”   

 “مصر تستطيع”.. البرنامج الحاصد للإشادات  

 تامر أمين يهاجم “أبو الفتوح”
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا