منذر المزكي.. الإماراتي الذي دخل قلوب المصريين

أحمد حسين صوان

خلال الساعات القليلة الماضية، حقق المراسل الإماراتي مُنذر المزكي، شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بين المصريين، وذلك بعد اتخاذه قرارًا في ثوانٍ معدودة من خلال تغيير فكرة التقرير الذي كان يعمل عليها، ليُساعد في تخفيف معاناة أحد مواطني مُحافظة الإسكندرية، الذي يقف مكتوف الأيدي أمام آلام ابنته المريضة.

“على السكة” إحدى الفقرات التي تُعرض عبر قناة “أبو ظبي الرياضية” ويُقدمها “المزكي” من داخل شوارع الإسكندرية، على خلفية فاعليات البطولة العربية التي تحتضنها مصر حاليًا، كانت بمثابة توثيقًا حيًا لقوة العلاقة بين البلدين، ومكانة هذه الدولة لدى المواطن الإماراتي، فضلًا عن المُساهمة في تحسين صورة الإعلام التي قد وصفها البعض بالمشهد الضبابي مؤخرًا.

إنقاذ طفلة مريضة ليست الأولى لـ”مُنذر”، خلال تواجده في الإسكندرية مؤخرًا، لكن جمعته مواقف إنسانية وآخرى طريفة مع أشخاص بسطاء. يرصد “إعلام دوت أورج” في هذا التقرير أبرز اللقطات التي التقى فيها المراسل الإماراتي بمجموعة من المصريين:

1- كوميديا

على أنغام “بشرة خير”، ظهر مُنذر المزكي في أول تقرير تليفزيوني من داخل أحد الأسواق الشعبية بالإسكندرية، مُختبرًا بعض المواطنين في طبيعة الكرم لديهم، والتي تُعد أهم الصفات التي يتمتع بها الشعب المصري، حيث التقى مع صاحب محل مشويات، وآخر حلويات شرقية.

لم يُكن الهدف الرئيسي لـ”المزكي” هو الاطلاع على انتماءات المصريين كرويًا والفرق التي يشجعونها فحسب، بينما كان طابع الكوميديا غالب في أحاديثه معهم، فضلًا عن محاولة التقرب منهم وكشف أحلامهم المُتعلقة بالدولة المصرية.

استجاب الإعلامي لبساطة بائع الكنافة، عندما قال الأخير إن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، سيزور مصر لمُتابعة مباريات البطولة العربية، وسوف يُقدم له قطع من الكنافة، مُصدقًا على كلامه بابتسامة خفيفة قائلًا: “ربنا يسمع منك”.

للمشاهدة اضغط هنـا

2- عمرة

توقف مُنذر المزكي أمام أحد المساجد الموجودة في الشوارع الجانبية بالإسكندرية، وسعى أن يؤدي صلاة العصر داخله، للتعرّف على طبيعة هذه الأماكن وأجوائها، حيث التقى برجلين مسنين للاطلاع على وظائهم، وهل سافرا من قبل إلى السعودية لأداء العمرة من عدمه؟، إلا أنهما لم يخوضا هذه التجربة من قبل بسبب مواردهم المالية الضعيفة.

فاجأ “المزكي” الرجلين، بمنحهما تذكرتين سفر لأداء فريضة العمرة، والتكفل بجميع المصاريف منذ لحظة مغادرتهم القاهرة حتى الوصول إليها مُجددًا، الأمر الذي دفع أحدهما يشعر بالدهشة مُتسائلًا بقوله: “أنت بتتكلم بجد ولا بتضحك علينا؟”، حتى أدرك طبيعة الموقف سريعًا، موجهًا الشكر إلى دولة الإمارات.

للمشاهدة اضغط هنـا

بعد انتهاءها من الصلاة، توجهت السيدة العجوز إلى المكان الذي تتخذه في أحد الأسواق، وتبيع فيه التين الشوكي، حيث فوجئت بالمذيع يجلس على المقعد، حيث سألها عن معاناتها مع الآلام، وطبيعة العمل وحركة البيع والشراء.

منح “المزكي” هذه السيدة العجوز، التي تُعاني من آلام في العظام والكبد، مبلغًا ماليًا قدره 30 ألف جنيه، بالإضافة إلى رحلة عمرة، حتى ارتسمت على وجهها علامات الرضا وسط حالة من البكاء.

للمشاهدة اضغط هنـا

نشر مُنذر عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، فيديو مصورًا، يظهر فيه مع مجموعة من الصم والبكم، داخل أحد المقاهي الشهيرة في الإسكندرية، مؤكدًا أن واحدًا منهم سوف يحصل على تذكرتين سفر، لأداء العمرة برفقة زوجته.

https://twitter.com/M_Almuzaki/status/891025416756101121

3- عملية جراحية

كان منذر يصور تقريرًا في أحد شوارع الإسكندرية، عن قطبي الكرة المصرية على هامش البطولة العربية، وسأل مواطن الذي كان يركب “توكتوك”، عن توقعاته للبطولة، لكن ظهرت على ملامحه الحزن، مما أدى إلى طلب المراسل منه النزول إلى أرضية الشارع، فرد عليه قائلًا: “بنتي حالتها حرجة ومحتاجة عمليه”.

قرر “المزكي” المُساعدة في إجراء العملية لابنة المواطن، والتي تدعى “رميساء”، فما كان من المواطن الذي يدعى “أشرف سمير” التعفف عن قبول تلك المساعدة ، مما أجبر المزكي على التدخل لمساعدته أكثر.

أسرع مراسل “أبوظبي الرياضية” في اللحاق خلف الرجل، والذي كان متوجهًا إلى منزله، وطلب منه الدخول إلى شقته، ومناقشة الأمر بمساعدته، وبالفعل حصل “المزكي” على مبتغاه بمساعدة الرجل وإجراء العملية لـ”رميساء” ذات الـ 11 شهرًا من عمرها، في معدتها لنقص بعض الخلايا العصبية، وذلك بأحد مستشفيات الإسكندرية.

أصر مراسل أبو ظبي على الاطمئنان على حالة الطفلة بعد إجرائها العملية، بجانب أن طاقم عمل القناة لن يغادر مصر حتى التأكد من سلامة “رميساء”.

كان منذر المزكي، قد كتب عبر حسابه الشخصي بـ”تويتر”، إن الإمارات تهتم بالاستثمار في الإنسان لأنه الأهم لبناء الأوطان، ومن الضروري إعطاء الفرصة للإنسان سواء غني أو فقير، متوقعًا بأن تكون الطفلة “رميساء” طبيبة أو وزيرة أو رئيس جمهورية في يومٍ ما.

للمشاهدة اضغط هنا