محمد عثمان الخشت رئيسا لجامعة القاهرة - E3lam.Com

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم، الثلاثاء، قرارا بتعيين الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيسا لجامعة القاهرة لمدة 4 سنوات خلفا للدكتور جابر نصار، الذي انتهت ولايته أمس.
 
يذكر أن محمد عثمان الخشت فيلسوف مصري، يُعد رائد علم فلسفة الدين في العالم العربي، نظرا للثقل الفكري والأكاديمي الذي يظهر في كتابات الخشت التي أسست لهذا التخصص منذ بداية تسعينيات القرن العشرين وهو أول من ألف وأول من حصل على الدكتوراه ثم الأستاذية في فلسفة الدين. 
 
وكتابه “مدخل إلى فلسفة الدين” يعد أول كتاب في الفكر العربي حيث صدر عام 1993 م، ولذا يعده جمهرة الباحثين رائد فلسفة الدين في العالم العربي، لا سيما أنه استطاع التمييز بين العناصر العقلانية وغير العقلانية في الأديان، مستندا إلى المنهج العقلاني النقدي، في كتابه “المعقول واللامعقول في الأديان” ، وكتابه “تطور الأديان”، وكتابه ” نحو تأسيس عصر ديني جديد”، وكتابه “العقل وما بعد الطبيعة”، وموسوعته “معجم الأديان العالمية” وتوجد مئات الآلاف الإشارات المرجعية لمؤلفاته في الدراسات والمواقع الغربية، كما توجد آلاف الاقتباسات من مؤلفات وتحقيقاته.
 
للخشت موسوعة ثقافة، تجمع بين التعمق في التراث الإسلامي والفكر الغربي تتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية ونسج منهج جديد في فنون التأويل يجمع بين التعمق في العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية وتاريخ الأديان والفلسفة. وقد بلغت مؤلفاته: 41 كتابا، و24 كتابا محققا من التراث الإسلامي، وله 27 من الأبحاث العلمية المحكمة المنشورة، وترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى (الألمانية والإنجليزية والإندونيسية). وصدر أول كتاب منشور له عام 1982 وكان عمره 19 عاما.
 
وتم تصنيفه من كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين في “موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين” الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة 2017. وتم اختياره شخصية العام 2014 بالسفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية. وحصد جوائز كبيرة، حيث حصل على سبع جوائز علمية في العلوم الانسانية والاجتماعية، وجائزة في النشر الدولي، وجائزة الأستاذ المثالي من كلية الآداب عام 2010، وجائزة الأستاذ المثالي من نادي أعضاء هيئة التدريس لاختياره استاذا مثاليا عن هيئة التدريس بقسم الفلسفة -كلية الآداب- عام 2010. وكرمته جامعة القاهرة في عيد العلم 2013 نظرا لإسهاماته الأكاديمية والإدارية في الدراسات العليا والبحوث والمشروعات الثقافية. وحصد عشرات من شهادات تقدير ودروع من جامعات ومؤسسات دولية وإقليمية ومحلية.
 
تم تأليف أكثر من سبعين بحثا وأربعة كتب عن فكر الخشت وإسهاماته العلمية باللغة العربية والإنجليزية. ووصفه عشرات الباحثين الأكاديميين في العالم العربي بأنه صاحب عقلانية بلا ضفاف، لأنه صاحب مشروع فلسفي وديني وسياسي يضعه بين الفلاسفة الكبار، وله مؤلفات تدرس في العديد من الجامعات في علوم الدين المختلفة.

وهو صاحب نظرية جديدة في تطور الأديان، وقدم الخشت مشروعا جديدا لتجديد الفكر الديني قائم على العقلانية النقدية، وهو يرى ضرورة تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين القديمة. ودعا الخشت إلى صياغة خطاب ديني جديد بدل تجديد الخطاب الديني القديم، وأعاد الخشت كتابة علوم الحديث في صيغة عصرية، كما أعاد تأويل موقف الشريعة من قضايا المرأة منذ ثمانينات القرن العشرين.

 
وتقدم أعماله رؤية جديدة لتاريخ الفلسفة الغربية تتجاوز الصراع التقليدي منذ بداية العصور الحديثة. 
 
ودعا الخشت إلى العقلانية الروحية كمنهج وفي نفس الوقت لرؤية الكون والحياة.