المرأة في الدراما على مائدة سحور "وان إيفرا" - E3lam.Com

سما جابر 
 
أقامت المنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء “وان-ايفرا” (WAN-IFRA) حفل سحور وندوة بعنوان “المرأة في المسلسلات الرمضانية”، في إطار برنامجها الرائد في الشرق الأوسط وشمال افريقيا “النساء في الأخبار”، وذلك مساء الأحد الماضي، في أحد فنادق وسط القاهرة، والذي قدمته الإعلامية داليا أبو عميرة، بحضور نخبة من رؤساء التحرير والإعلاميين والصحفيين، لمناقشة التوازن بين الجنسين في المجال الفني وخاصة في المسلسلات الرمضانية وما قدمته المرأة خلال شهر رمضان ومدى استقبال الجمهور لأدائهن.
 

تباينت الآراء حول صورة المرأة في الدراما المصرية بين المتحدثين في الندوة، بجانب الحديث عن الرقابة الذاتية والحكومية وتأثير كل منها على المشاهد، وفيما يلي أبرز تلك الآراء

 

 
تسريب السلبيات للمجتمع
 
بدأت الدكتورة سوزان قليني، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ورئيس اللجنة الإعلامية في المجلس القومي للمرأة، كلمتها حيث أكدت أن الصورة السلبية للمرأة تصدرت المشهد في دراما رمضان 2017، حيث أشارت إلى أن هناك لجنة قد شاهد 30 مسلسلا دراميا وكل البرامج والإعلانات، حيث كان التركيز على صورة المرأة فقط، ووجدوا التجاوزات كثيرة.
 
وأشارت إلى أن الصورة السلبية للمرأة في الدراما كانت تصدرت المشهد بحوالي 55.8% بعد تحليل المشاهد بشكل تفصيلي، فكانت معظم القضايا تخوض في المرأة وتذمها مثل قضايا الزواج العرفي والتحرش والطلاق، أما أبرز السلبيات التي تم رصدها، كانت الشتائم للمرأة وبالأم، موضحة أنها كانت تُقال بشكل عادي، كذلك تم رصد العنف المادي والمعنوي ضد المرأة بوجود مشاهد ضرب كثيرة لها في الأعمال، لافتة إلى أن هذا لا يعد إبداع لكنه شكل من أشكال تسريب السلبيات للمجتمع.
 

كما رصدوا وجود التحرش اللفظي والجنسي والتحريض على التحرش، إضافة إلى ارتباط بعض المهن التي تمتهنها المرأة بالصورة السلبية، حيث ظهرت المرأة الصحفية تبتز من حولها لتحصل على ما تريد، بجانب مهنة الممرضة أو المضيفة، كما ظهرت المرأة بشكل جسدي وفاضح في كثير من الأحيان، مُشددة على أن هذا لا يمت للإبداع الدرامي بصلة.

 

 
الرقابة.. شاهد ما شفش حاجة
 
قال محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن، وقناة dmc إن شركات الإعلانات قد تتدخل في المسلسلات التي يتم عرضها عبر القنوات، وأوضح أن قنوات dmc قد اختارت المسلسلات التي تعرضها في رمضان في وقت قصير، نظرًا لانطلاق المحطة في يناير الماضي، كما تم اختيار الأنسب واللائق على المحطة.
 
وأشار إلى أن الرقابة لا تتدخل في اختيار المسلسلات، فهي لا تشاهد الأعمال كاملة، نظرًا لأن التصويريمتد حتى الأيام الأخيرة من رمضان، مُضيفًا: “رقابة الدولة شاهد ماشفش حاجة”، مؤكدًا أن القناة تتدخل بحذف المشاهد المضادة لقيم المجتمع، بعد مشاهدة المحتوى قبل العرض.
 

ولفت إلى أن القضية الأخطر التي تواجه الدراما هي تركيز وجود المسلسلات في شهر رمضان فقط، وعدم وجود مسلسلات أخرى بنفس القوة، موزعة على بقية السنة.

 


ليست ملاك بأجنحة!
 
من جانبها أكدت الكاتبة كريمة كمال أن ما يحدث في المسلسلات هو انعكاس لما يحدث في الشارع المصري، لافتة إلى أن المجتمع نظرته للمرأة دونية من الأساس، وهو ما يظهر على الشاشة، متمنية من صناع الدراما أن يقوموا بعكس الوضع غير المثالي لكن بطريقة مثالية، مُشيرة إلى أنه من الصعب أن نطلب من الكُتاب إظهار المرأة بشكل جيد، فالمرأة ليست ملاك بأجنحة، فهناك سيدة جيدة وهناك أخرى سيئة، مُشددة على أن الأزمة الحالية في الرسالة المقدمة في العمل وليست في نموذج المرأة المقدم.
 
وضربت “كمال” مثالًا بمسلسل “لأعلى سعر” للفنانة نيللي كريم، حيث أكدت أن النماذج الموجودة بالمسلسل هي نماذج موجودة فعلًا في الحياة.
 

كذلك شارك بعض الحضور في النقاش، حيث قالت الكاتبة والناقدة الفنية هبة محمد علي إن هناك نماذج إيجابية للمرأة ظهرت في بعض الأعمال مثل مسلسل “واحة الغروب” حيث تم تقديم شخصية نعمة، المرأة المطالبة بكل الواجبات، لكن ليس لديها الحق في المطالبة بحقوقها، وهو واقع مجتمعنا الحالي، وأضافت أن شخصية سارة من النماذج الإيجابية أيضا في مسلسل “حلاوة الدنيا” الذي جسدته الفنانة حنان مطاوع، فهي لم تستسلم لحياتها بعد الطلاق بل بالعكس رسمت حياة جديدة لنفسها من خلال اصرارها على عمل ما تحب.

 


المجتمع الذكوري والتصنيف العمري 
 

 أما الإعلامي ألبرت شفيق، رئيس قناة “إكسترا نيوز” فتحدث عن قضية المرأة في الإعلام حيث قال إننا مجتمع ذكوري في حياتنا وأدائنا، وأن هذه ثقافة تربينا عليها وبالتالي هناك انعكاسات كثيرة في الدراما من خلال الواقع الذي نعيشه، موضحًا أن عدد العاملات في الإعلام يزداد يومًا بعد يوم، وتفوقوا على الرجال في أشياء كثيرة، وعن التصنيف العمري الذي تضعه بعض القنوات أوضح أنه في كل دول العالم يجب عرض العمل بدون تقييد الإبداع طالما هناك رسالة منه، مُتابعًا أنه يجب التوضيح قبل عرض أي عمل، الفئة العمرية المستهدفة منه، فيجب تنبيه الأسرة كي توجه أبنائها سواء بالمشاهدة أو عدم المشاهدة، فالتصنيف العمري مهم لمناقشة القضايا الحياتية التي نمر بها بلا قيود.

 

السوشيال ميديا تحكم!
 
فيما صرح الكاتب الصحفي والمدرب الإعلامي المتخصص في الإعلام الرقمي، خالد البرماوي بأن السوشيال ميديا من الممكن أن تؤثر في الأعمال الدرامية المعروضة وتجذب البعض لمشاهدتها، أو تنفره منها، مؤكدًا أن الدليل على ذلك كان مسلسل الأسطورة العام الماضي، والذي شغل حوالي 35% من النقاشات على مواقع التواصل، في حين أن الفئة التي استهدفها العمل لم تكن فئة رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
 
وأشار إلى أن المسلسلات التي تتحدث عن المرأة أو المشارك فيها المرأة هذا العام كثيرة، لافتًا إلى أن مسلسل 57% من المتفاعلين مع مسلسل “لأعلى سعر” 75% هن من السيدات، بالإضافة إلى أن التفاعل مع أحداث المسلسل ارتفع 3 أضعاف بعد الحلقة التى تزوجت فيها زينة من أحمد فهمي.
 
وأضاف “البرماوي” أن الرجال يفضلن المسلسلات من نوعية الكوميدي مثل “ريح المدام” و”خلصانة بشياكة”، بينما النساء يفضلن أنواع التراجيدي والدرامي.