أحمد فرغلي رضوان يكتب: مشاهدات (3)

القادمون من الخلف

“أحذر القادمين من الخلف” هكذا يقول دائما معلقي مباريات كرة القدم، ولكن القول أيضا ينطبق على منافسات الدراما الرمضانية فشاهدنا مواسم الدراما الرمضانية في سنواتها الأخيرة تحمل مفاجأت تقلب طاولة التوقعات وعادة يكون أصحابها هم الفنانين القادمين من الصفوف الخلفية وهكذا تم اكتشاف نجوم جدد في السنوات الأخيرة وأخذوا فرصتهم في بطولات فيما بعد أبرزهم كان طارق لطفي، هذا العام كان الأكبر في مفاجأته للقادمين من الخلف على حساب نجوم الصفوف الأمامية أصحاب الترشيحات الأكبر لتحقيق أعلى نسب مشاهدة قياسا على “جماهيريتهم”.

أكثر من مسلسل نجحوا في لفت أنظار المشاهدين بشكل كبير على رأسهم “ظل الرئيس” لواحد من أشهر الأسماء في عالم البطولة الثانية ياسر جلال وهو من الممثلين أصحاب الموهبة المشهود لها واثبتها في أكثر من عمل ولكن جاءت الفرصة هذا العام ليتصدر اسمه عملا دراميا جيدا ويحقق معه نجاحه الجماهيري الأكبر في مشواره بعد طول إنتظار! ولكن عادة تكون الخطوة التالية في مثل هذا النجاح المفاجيء والكبير صعبة للغاية في الخيارات والحسابات وبالتأكيد بدأ يفكر ماذا بعد؟

ومثله كان أمير كرارة على موعد مع نجاح كان يبحث عنه كل موسم حتى وجده في “كلبش” وشاهدنا تغيير في الأداء والشكل لأمير كرارة ساهم في تجسيده الشخصية “بصدق” مع اخراج وسيناريو جيد عن كواليس وخفايا جهاز الشرطة وفضح أعمالهم المشبوهة وهو عالم جذاب للمشاهد المصري الذي عايش أحداث كثيرة أرتبطت بالشرطة مؤخرا والكثير من الجمهور يشاهد الأحداث باستمتاع “غريزي” خاصة شخصية أمين الشرطة الفاسد زناتي جسدها المغني وفيما بعد الممثل “محمد دياب” وهو من إكتشافات الدراما هذا العام.

لأعلى سعر..التمثيل ينقذ الموقف

لا شك “الخيانة الزوجية”عنصر درامي جذاب للمشاهدين خاصة النساء ويكاد يكون هذا الموضوع مكرر في الدراما كل عام ولكن كيف تكون المعالجة ؟ ذلك هو الفارق بين عمل وأخر وحتى الأن لم يقدم سيناريو الكاتب مدحت العدل في لأعلى سعر معالجة درامية عميقة أو بها جديد عن مثلث العلاقات الشهير الزوج والزوجة والصديقة الخائنة وتشعر أنها أحداث قديمة، وأكثر العناصر التي لفتت نظر المشاهدين وكانت عنصر تحول لصالح المسلسل كان التمثيل ويحسب لمخرج العمل الأداء المتقن لأبطال العمل نيللي كريم وأحمد فهمي وزينة التي تعود مع هذا الدور لدائرة الضوء ورغم سذاجة وسطحية تفاصيل سيناريو الأحداث الذي يحاول أن يرضي “عقد” الكثير من النساء اللاتي يتعرضن للخيانة ونذالة وكذب الرجال عليهن، إلا انه نجح في جذب المشاهدين بعد الثلث الأول للحلقات عندما بدأ الصراع وتعاطف الجمهور مع البطلة كالعادة وأصبح ينتظر كيفية إنتقامها.

ولكن كيف تكون إمرأة بهذه الصلابة والقدرة على التخطيط وهي تتعرض للخيانة من زوجها وصديقتها وتضيع إبنتها الوحيدة منها إلى جانب عدد لا بأس به من الصدمات النفسية من أقرب الناس لها! ذلك كفيل بانهيار نفسي لأي إنسانة كنا نحتاج لتفاصيل أكثر عن الصراع النفسي والإنساني للزوجة وكيف تتغلب على هذا الإنكسار بدلا من إنتظار أن تنتصر “الطيبة” في النهاية! وحتى الأن المسلسل ناجح في أن يكون حكاية “مسلية” للجمهور .

_ رسائل :
_ حتى لا تطفيء الشمس..إستياء المشاهدين يتصاعد من كم العلاقات والشخصيات المشوهة
‏_فتحي عبد الوهاب أدى الدور بإنسانية أعلى من عماد حمدي والذي جسده بشكل فلسفي خطابي
_أحمد مالك نجح في أن يقترب من أداء أحمد رمزي والفرصة كانت أكبر لمالك من حيث المساحة ولكن كاريزما وحضور أحمد رمزي تتفوق.

_محمد ممدوح وشكري سرحان: المشاعر الإنسانية العالية لدى ممدوح جعلته يتفوق في أكثر من مشهد رغم أنه يؤدي شخصية شبيهة بما جسده العام الماضي وكان عليه التغيير كليا.
_جميلة عوض المقارنة صعبة مع فاتن حمامه والدور أكبر من إمكانيتها التمثيلية وحتى الأن تعبيرات وجهها ونطقها تحتاج لتدريب.
_إنجي المقدم لم تقترب من قريب او بعيد من مستوى أداء الممثلة “الفذة” سميحة أيوب
_أمينة خليل مثل أداء ليلى طاهر “متوسط” رغم أنها ممثلة جيدة.

_ميرفت أمين وعقيلة راتب: حضور ميرفت مختلف تماما بجمالها اللافت والمحبب للجمهور رغم الفتور في الأداء.

_ريهام عبدالغفور تفوقت في أداء الشخصية المعقدة وهي من نجمات هذا الموسم.
_صابرين: تعيد إكتشاف نفسها من جديد مع شخصية زينب الغزالي.

_محمد امام: حاول أن تكون لك شخصية فنية مستقلة
_شريف منير مع كريم عبدالعزيز :موهبتهم ساطعة أكثر من المسلسل.

_هاني سلامة: طاقة نور يفتح لك طاقة جديدة مع الجمهور

_ أكرم حسني ومصطفى خاطر..القدرة على توصيل الضحك بأسهل الطرق.

_هيفاء وهبي: الممثلة تتفوق على المطربة، لديها إمكانيات تمثيل كبيرة لكنها لا تجيد توظيفها في عمل درامي متكامل.

_ مشهد تعذيب توفيق لطارق في “30يوم”..من أفضل المشاهد إخراجا وتمثيلا حتى الأن.

_مشهد عتاب جميلة لزوجها وصفعه في “لأعلى سعر” مع مشهد قص أمينة لشعرها في “حلاوة الدنيا” ومشهد عتاب “أدم” لعائلته في “لا تطفيء الشمس” ومشهد سلمى في محاكمة أخيها في “أرض جو” من أصدق المشاهد في المشاعر.