حميدة أبو هميلة تكتب : إذا غاب محمد رمضان فكلكم محمد رمضان !

كل النجوم احتفلوا بتصدر مسلسلاتهم لقوائم المشاهدة بعد أقل من 24 ساعة على عرض الحلقة الأولى، ولازال التفوق مستمرا في رأيهم بالطبع، كل واحد منهم يؤكد أن المشاهد اختاره هو، وكلهم أيضا ثقة في جودة إنتاجهم الفني لدرجة جعلتهم يسمون أنفسهم رقم “1” حتى قبل أن يبدأ سباق الدراما التليفزيونية أصلا.. رفقا بالأرقام فلم يعد لها ثمن!

ياسمين عبد العزيز قررت أن مسلسلها “هربانة منها” هو الأول منذ شهرين تقريبا، وسمية الخشاب تعاملت مع “الحلال” على أنه حصان رمضان الرابح منذ زمن طويل حتى قبل أن يكتمل السيناريو، وعمرو سعد قال إن بروموهات مسلسله ستقلب الموازين، وإنه كالعادة “سيحقق نجاح كبير وتأثير عظيم”.. هذه فقط بعض النماذج.. هكذا قرر النجوم حجم نجاحهم وحسبوه بدقة بينهم وبين أنفسهم مسبقا، معتبرين المشاهدات المدفوعة الأجر عبر حسابات مواقع التواصل الإجتماعي مؤشرا وحيدا، لنفاجئ أن جميعهم الأفضل وجميعهم على قمة الهرم، وجميعهم حققوا مشاهدات غير مسبوقة في تاريخ التليفزيون.

من حق أصحاب الأعمال الدرامية أن يفرحوا بإنتاجهم، وأن يروجوا لما صنعوه بل ويلحون على الجمهور لمشاهدته، لكن من قال إن المبالغة في تقدير الذات سوف تغير الحقيقة؟، ومن قال إن نجاح محمد رمضان “الخاص” العام الماضي في مسلسل “الأسطورة” كان فقط سببه “البروباجندا” والجدل الذي أثاره بعباراته الرنانة أو حتى المستفزة للبعض؟، مشاهدات محمد رمضان كانت أرقام حقيقية سجلتها المواقع وكانت بالفعل متجاوزة الجميع، والأهم أن الحديث عن متابعة الجمهور للعمل بشكل اسثنائي جاء بعد مرور أكثر من أسبوع على العرض، حتى لو كنت معترضا عليه فهذا واقع شاهدناه جميعا.

بالطبع ماحدث مع محمد رمضان العام الماضي جعل كثيرون يستسهلون محاولة تكراره أو حتى استنساخه، خصوصا وأن الأمر يبدو مغريا والنجاح “الخرافي” يبدو مريحا، في ظل غياب نجم “الأسطورة” عن المنافسة عن التليفزيون “له مسلسل إذاعي بعنوان لا سحر ولا شعوذة” هذا الموسم لأداء الخدمة العسكرية.. لماذا يعتبر البعض تدوينات فيس بوك وتويتر وأنستجرام وإشادات الأقارب والفانز المبالغ في كثير منها سوف تغطي على عوامل النقص وتجعل مشاهدي البيوت يغضون الطرف عن بلادة التمثيل أو سوء الكادرات أو لا منطقية القصة؟.. فقط انتظروا حتى تكتمل ملامح الشخصيات.. اصبروا عشرة أيام وبعدها اتخذوا قرارا بأن كل منكم أصبح “أسطورة” مستقلة بذاتها، العمل الجيد سوف يبحث عن مشاهده الذي هو في الأغلب غير معني بعالم السوشيال ميديا ولا بالتقديرات الجزافية للنجاح التي يخترعها رجال وسيدات الدراما.

خارج السياق

المشاهد والخطوط الدرامية التي تتحدث عن الإرهاب وتدين الجماعات المتطرفة، تبدو في دراما 2017 وكأنها تكليف لا بد منه، وكأنها صفحات تم توزيعها ولصقها في أغلب السيناريوهات لتكون جواز مرورها رقابيا.. فظهر كثير منها مصطنعا ومفتعلا فقط من أجل مجاراة الموجة.. كي لا يسجل صناع العمل غيابا في كشوف “الوطنية” على الشاشة!