أحدث مرشح للرئاسة.. طليق ممثلة وشقيق مذيعة

رباب طلعت

منذ اللحظات الأولى التي أعلن فيها طبيب الأسنان باسم السواح، عن نيته للترشح للرئاسة، عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك”، وكذلك حرصه على مشاركة متابعيه لصورٍ من جولاته التمهيدية لذلك، سواء وسط الشباب، أو في دور رعاية الأيتام، وتوضيح بعض “رؤوس الأقلام” على حد تعبيره، في برنامجه الانتخابي، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لصوره، خاصة البنات ووصفوه بأنه “أول رئيس مدني بتاتو”، كما أكد البعض أنه سيدفعهم للعدول عن قرارهم في ترك مصر والسبب في ذلك هو أيضًا “التاتو”.

باسم السواح، ليس اسمًا غريبًا على البعض نظرًا لظهوره في عدد من البرامج التلفزيونية، أو تداول اسمه عبر المواقع الالكترونية، سواء كان لارتباط اسمه بالكاتب الصحفي، عبد الرحيم علي، لخطبته على ابنته غادة، في 2014، أو لزواجه من الفنانة اللبنانية جيهان قمري، وطلاقه، منها بعد 8 أشهر فقط، أو كونه شقيق الإعلامية داليا أشرف، مذيعة قناة “النهار”، التي انفردت لقناتها بحوار قصير مع الرئيس في 2015، في شرم الشيخ، أثناء تواجده في المطار، لدعمه للسياحة المصرية بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في مصر، وبكت أمامه، ليطلب منها التوقف عن ذلك مؤكدًا أنه “يتفاءل بها”، والتي انضمت مؤخرًا لقناة “dmc”.


وبالرغم من عدم خروج حملته الانتخابية عن إطار صفحته الشخصية عل موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أو الأخرى الرسمية التي أنشأها قريبًا للمطالبة بترشحه للرئاسة، إلا أنه يستمر في كتابة عدد من المنشورات على كلاهما، يشير فيها إلى برنامجه الانتخابي، الذي لم يلقَ اهتمامًا كبيرًا كصوره في “الجيم”، والتي كانت المادة الوحيدة التي نُشرت عنه على نطاق واحد خاصة بين الفتيات، اللاتي عبرن ساخرات أنهن بالطبع سيدعمونه في انتخابات الرئاسة لكي يكون أول رئيس مدني بـ”تاتو” لمصر.

يبدو أن الطبيب الشاب أدرك أن قوته في “صوره”، لذلك جعلها أهم أداة في حملته الترويجية لنفسه، كرئيس لمصر، فلا يخلُ منشور له من صوره، سواء أن كان من النوع الذي يكشف فيه اهتمامه ببعض فئات المجتمع كالأطفال والمرضى وغيرهم، أو الآخر الذي يرفق مع صورته مقولة تعبر عن أفكاره، كذلك تركيزه على صوره مع عدد من الشخصيات البارزة سواء في مصر أو لبنان كالفنانة نبيلة عبيد مثلًا.


لكن “السواح”، لم يدرك شيئًا مهمًا، وهو أنه بالرغم من تأكيده الدائم على أنه مرشح الشباب، وفرصة مصر لأن تصبح كالدول الأجنبية، وتجدد دمائها على حد تعبيره، فهو بعيدًا تمامًا عن لغة الشباب، فلغته التقليدية، وكتابته التي كثيرًا ما يخرج منها كلمات “غريبة”، بأخطاء إملائية، أو أخرى تقليدية “قديمة”، لا تتماشى مع العصر، أو مع عمره الذي لا يتجاوز 37 عامًا.

كما أن مرشح الشباب على حد وصفه لنفسه، والذي دائمًا ما يتغنى بشعوره بكافة فئات المجتمع، دائم الحرص على مشاركة الجميع بصوره سواء في الجيم، أو بجوار سياراته الفاخرة، أو أثناء عطله في أحد المنتجعات السياحية، في إشارة عكسية تمامًا لما يريد إيصاله، أو الذي من المفترض أن يصل للشعب، وهو أنه واحدًا منهم، يتفهم متاعبهم ومشاكلهم، ويلمس أرض الحقيقة والواقع الاقتصادي والاجتماعي في مصر.

كان من الممكن أن يشفع شيئًا واحدًا لباسم السواح، وينسينا تلك “البهرجة” الدعائية، إلا أنه لم يحدث، وهو أن يكون كالرؤساء الشباب الذي يتغنى بهم، كإيمانويل ماكرون على سبيل المثال، ذو رؤية واضحة، وبرنامج محدد، وخبرة سياسية واقتصادية وقيادية تفيد البلاد، إلا أن ما يظهر من “رؤوس أقلام برنامج الانتخابي”، كما يصفها هو محتوى هش، كتأكيده على أن السنة الأولى لحكمه سيكون هدفه الرئيسي ضبط سلوك الشارع المصري، وتطبيق القانون في الشارع بشكل صارم، دون توضيح هيئة تلك “الصرامة”، أو قصده بها، كما أن حديثه عن الإصلاحات الاقتصادية والقضاء على الفقر مثلًا يعتمد اعتمادًا أساسيًا على الإشارة إلى أن الحكومة الحالية فشلت في ذلك، دون توضيح خطته الخاصة أيضًا.