أحمد فرغلي رضوان يكتب : مسلسلات النجوم..البحث عن النجاح لايزال مستمرا!

يظل النجم المصري صاحب “عقلية فنية” صعبة التغيير وتقبل أفكار جديدة بسهولة خوفا من ردة فعل الجمهور لو غير مسار ما يقدمه من شكل فني ولذلك تجد 90% من أعمال النجوم الجدد منذ ظهروا في بداية الألفية الجديدة كما هي من يقدم أكشن ظل غارقا فيه، ومن يقدم كوميديا ظل غارقا فيها! وهو ما لم يكن في صالحهم في بعض الأحيان.

في الموسم الدرامي الحالي والذي ينطلق بعد أيام نجد أنه يعتبر من أكبرها من حيث تواجد نجوم السينما المصرية في سنواتها الأخيرة فهناك كريم عبدالعزيز و أحمد السقا وعمرو سعد وهاني سلامه ومحمد إمام إلى جانب عدد من نجوم الدراما الجدد أصحاب الرصيد الجماهيري يوسف الشريف وعمرو يوسف وامير كرارة، لذلك فهو من أقوى المواسم الدرامية في المنافسة بين النجوم وأيضا من حيث تكلفة الإنتاج والتي تخطت رقم 500 مليون جنيه لمسلسلات هؤلاء الفنانين إلى جانب مسلسل النجم الكبير عادل إمام.

ماذا سيقدمون ؟

لو تحدثنا عن تجارب النجوم الدرامية نجد أن معظم نجوم السينما لم يحققوا نجاحا موازيا لنجاحاتهم السينمائية وكانت بمثابة مفاجئة للجميع عندما مرت تجارب كريم عبدالعزيز وأحمد السقا مرور الكرام رغم أنهما من أهم نجوم شباك السينما المصرية خلال ال15 سنة الماضية ومن أكثرهم حصدا للإيرادات أيضا “تجاوزت إيرادت بطولاتهم السينمائية حاجز ال250 مليون جنيه” ولكن يظل جمهور الدراما التليفزيونية مختلف بشكل كبير إلى جانب قلة خبرتهم الدرامية وعوامل توقيتات وأماكن العرض كل ذلك لم يكن في صالحهما، لكن يظل النجمان مطلوبان إنتاجيا وإن كانا بداخلهما يبحثان حتى الأن عن النجاح الموازي لنجاحهما السينمائي اللذان تعودا عليه، فهل يجدانه هذا الموسم؟

كريم إختار عملا وطنيا من ملفات المخابرات العامة المصرية وهو “الزيبق” ورغم ان النجاح لم يكون حليف من قدم هذه الأعمال في السنوات القريبة الماضية إلا انه هناك نجاح جماهيري “اسطوري” لأعمال مخابرتية أخرى مثل “رأفت الهجان” و “دموع في عيون وقحة” وهو ما يعطي الأمل دائما لمن يُقبل على تقديم هذه الأعمال لتحقيق نفس النجاح الجماهيري وبالفعل ينتظر الجمهور بسبب “الحس الوطني” تلك الأعمال ولكنه بالتأكيد سينصرف عن مشاهدتها لو لم تكن جيدة، “الزيبق” من إخراج وائل عبدالله وسيناريو وحوار وليد يوسف ويشاركه البطولة النجم شريف منير.

أحمد السقا يبدو انه قرر الابتعاد شيئا ما عن أجواء الأكشن المصاحبة لأعماله في تجربته الدرامية الجديدة “الحصان الأسود” مع المخرج أحمد خالد موسى والذي يبدو انهما سيشكلان ثنائيا قادما في السينما والتليفزيون والتأليف لمحمد سليمان عبدالمالك.

السقا بدى في البرومو هادئا وضبط إنفعالاته التمثيلية الزائدة وحركات جسده وهو ما كان يُؤخذ عليه سابقا، القصة تعتمد أكثر على الصراع النفسي والبوليسي المشوق وبالعمل عدد كبير من الممثلين والخيوط الدرامية وكما يقول صناعه به “رائحة الأكشن” والدراما ستكون غالبة، فهل ينجح السقا أن يكون الحصان الأسود لهذا الموسم؟

عمرو سعد تبدو حظوظه الجماهيرية كبيرة فهو قادم من نجاح سينمائي مع فيلمه “مولانا” مع نفس المخرج مجدي أحمد علي واختار الدراما الشعبية ومسلسل “وضع أمني” وهو الوحيد من بين هؤلاء النجوم الذي سنشاهد معه الحارة الشعبية وتفاصيلها الحياتية اليومية التي يحبها الجمهور ومقبولة جدا من عمرو سعد بملامحه وسبق أن قدمها بنجاح في أكثر من عمل درامي والمسلسل من تأليف مصطفى حمدي.

هاني سلامة صاحب نجاح متوسط كما هو حاله في السينما لم تقترب أفلامه من الإيرادات الكبيرة والمنافسة في شباك التذاكر ونجح في تحقيق نجاحا لافتا مع البطولة الدرامية الأولى “الداعية”،ثم مسلسل “نصيبي وقسمتك” اختار هذا العام الأكشن والإثارة وعالم الجريمة شكلا دراميا لمسلسله “طاقة نور” وهنا ممكن أن نتذكر عملا سينمائيا مشابه قدمه في السينما وهو “السفاح”! والمسلسل يخرجه رؤوف عبدالعزيز وتأليف حسان دهشان.

اما يوسف الشريف فيستمر في تقديم نفس النوعية الدرامية التي تعتمد على الإثارة والالغاز التي اعتاد عليها ونجح معها في أن يصبح له شريحة جماهيرية كبيرة من جمهور الشباب تنتظره وهذا العام اقترب مع صناع مسلسله من دراما “الرعب” وابتعد عن الأكشن الذي سيطر على أخر أعماله “القيصر” ومع نفس المخرج أحمد نادر جلال والتأليف لعمرو سمير عاطف.

اما عمرو يوسف فقرر تقديم البطولة المطلقة الأولى مع “عشم ابليس” بعد أن اطمئن جماهيريا للخطوة ولكن النتيجة ستظل معلقة حتى عرض المسلسل، والذي شهد تغيير في المؤلفين ويخرجه اسلام خيري واختار هو الأخر الدراما التشويق الأكثر انتشارا هذا العام!

محمد امام هو الأخر يخوض البطولة الأولى بعد “جرعة” شجاعة حصل عليها من جمهور السينما عقب نجاح أفلامه فيخوض المنافسة مع مسلسل “لمعي القط” للمخرج عمرو عرفة وتأليف حازم الحديدي وبالطبع العمل يشبه صناعه فأعمالهم تعتمد على الدراما الكوميدية ولكن به جرعة من الأكش والمغامرة من أجل البطل “الجديد”.

نجاح مغاير

هناك نجوم أخرين فضلوا البطولات الجماعية، أسر ياسين اختار البطولة المشتركة مع باسل خياط ودراما الصراع النفسي ومسلسل “30يوم” من اخراج حسام علي وتأليف مصطفى جمال وأيضا اياد نصار مع اروى جودة وحنان مطاوع ومحمد فراج وبطولة جماعية ومسلسل “هذا المساء” قصة وإخراج تامر محسن ، وكذلك محمد ممدوح اختار البطولة المشتركة مع ميرف أمين وريهام عبدالغفور وأمينة خليل عن رواية الأديب احسان عبدالقدوس “لا تطفيء الشمس” وكتب لها المعالجة الدرامية تامر حبيب واخراج محمد شاكر، وهذه الأعمال مرشحة لتحقيق مفاجئة جماهيرية لأن البطل هنا “الورق والدراما” وليس النجم وهو العنصر الأهم الذي يجذب المشاهد حتى الحلقة الثلاثين.