أحمد فرغلي رضوان يكتب: مسلسلات النجمات.. بين المنافسة وملء الفراغ!

عكس السينما أصبحت أعمال بطولات النجمات التليفزيونية تزاحم بطولات النجوم بل وأحيانا تحتل مراكز متقدمة على كثيرين منهم، وتحديدا في السنوات الأخيرة بعدما زادت فرص منح البطولات المطلقة للنجمات ونجحن في إستغلال الفرصة جماهيريا مما زاد من ثقة المنتجين ودفعهم لمنح المزيد من الفرص لهن ولذلك أصبح من الطبيعي أن تجد أسماء جديدة تدخل للبطولة التليفزيونية كل عام ولكن النجاح يظل متفاوت بين بطلة وأخرى فهناك من يقدمن البطولة لملأ فراغ “العرض” في ظل تزايد الفضائيات وهناك من يقدمن البطولة للمنافسة وربما نجاح فنانات مثل غادة عبدالرازق وبعدها نيللي كريم ثم دنيا سمير غانم يعد الأكبر في البطولة النسائية بالسنوات الأخيرة.

سنجد أن هذا العام ربما يكون الأقوى والأهم في منافسة النجمات بموسم رمضان، فهناك أكثر من بطلة تتحمل مسؤولية العمل في هذا الموسم وهم غادة عبدالرازق ويسرا وهيفاء وهبي ونيللي كريم وسمية الخشاب ودنيا سمير غانم ولأول مرة نجمة السينما ياسمين عبدالعزيز.

وبالنظر إلى هذه المنافسة نجد إنها الأكبر إنتاجيا في تاريخ الدراما النسائية، حيث تصل تكلفة إنتاج مسلسلات هؤلاء البطلات إلى نحو 300 مليون جنيه وتراوحت أجورهن ما بين ١٠ إلى ٢٥ مليون جنيه.

ماذا سيقدمون

اما ملامح الشكل الدرامي الذي ستقدمه البطلات، إثنان منهن فقط ستقدمان الكوميديا الخالصة وهما ياسمين عبدالعزيز ومسلسل “هربانة منها” و دنيا سمير غانم ومسلسل “في اللا لا لاند”.

وثلاثة اخترن الدراما الإجتماعية ذات الطابع الشعبي وهم “الحساب يجمع” ليسرا و”الحرباية” لهيفاء وهبي و “الحلال” لسمية الخشاب اما نيللي كريم فاختارت التحول الدرامي في شكل مختلف عما قدمته مؤخرا بدراما اجتماعية رومانسية فيما إختارت غادة عبدالرازق دراما التشويق ذات الطابع البوليسي.

الوافدة الجديدة لعالم الدراما التليفزيونية ياسمين عبدالعزيز اختارت الأصعب لها كممثلة حيث تجسد ثلاثون شخصية في حلقات منفصة متصلة وهو أمر مرهق لأي ممثل بالاضافة لضيق الوقت بعد أن بدأت التصوير في وقت متأخر والمسلسل من تأليف خالد جلال وورشة كتابة فاروق و هاشم ومصطفى عمر ويخرجه معتز التوني، وبالنظر لهذا الشكل الدرامي نجد إنه الأكثر ضمانا لها مع تجربتها الأولى وتحاول معه البعد عن الملل الذي بات يصيب معظم الأعمال عقب الحلقات العشر الأولى بحكايات درامية جديدة يوميا وبمشاركة مصطفى خاطر ومجموعة كبيرة من ضيوف الشرف نجوم الكوميديا.

اما غادة عبدالرازق والتي تخوض تجربة جديدة تحاول معها الإستمرار في المنافسة على القمة ويحسب لها النجاح الدرامي على مستوى مصر والوطن العربي خلال السنوات الماضية، نجد انها إختارت التشويق والإثارة الدرامية لعملها الجديد “ارض جو” وهي من الفنانات اللاتي يتقبل منهن الجمهور المفاجأت الدرامية الغير متوقعة أحيانا وسنشاهدها متهمة بعملية إختطاف طائرة في بداية الحلقات إلى جانب صراع درامي داخل عائلتها وبمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب إلى جانب الفنانين الكبار مثل عبدالرحمن ابوزهرة والذي يقدم دورا سيكون مفاجئة للجمهور والمسلسل من إخراج محمد جمعه وتأليف محمد عبدالمعطي.

نيللي كريم قررت التحول الدرامي بعد إنتقادات كثيرة للنوعية التي قدمتها مؤخرا وهو تحول جيد ومطلوب لأنها تملك موهبة تمثيلية كبيرة تؤهلها لتقديم أنماط مختلفة من الشخصيات وتجسد دور راقصة باليه “مهنتها الحقيقية” ولكن التحول سيكون “جزئيا” حيث تتعرض نيللي للخيانة من زوجها في المسلسل وبالتالي سنعيش معها صدمة عاطفية جديدة، والعمل به كم كبير من الخيوط الدرامية مع أكثر من بطل وبطلة مثل أحمد فهمي و زينة ونبيل الحلفاوي وأيضا موسيقى وغناء لراندا حافظ وهايدي موسى في أولى تجاربهما التمثيلية ويخرج المسلسل ماندو العدل وكتبه مدحت العدل.

النجمة الكبيرة يسرا نجحت في بدء تصوير المسلسل رغم سوء حظ لازم مسلسلها في البداية بسبب “الورق” ولكنها كان لديها إصرار لإكتمال المشروع والمحافظة على ظهورها خاصة بعد عودتها للتألق والنجاح العام الماضي واختارت الدراما الإجتماعية الشعبية مع نفس المخرج هاني خليفة في محاولة لتكرار نجاح العام الماضي رغم ما اصاب “الورق” من تعديلات وتبديلات كثيرة وهو من تأليف محمد رجاء واياد ابراهيم.

دنيا سمير غانم تواصل تقديم الأعمال الكوميدية مستعينة بمعظم أبطالها واختارت هذا العام الذهاب بعيدا لقارة اسيا والمحيط الهندي وجزره “تايلاند” لتصوير أحداث مسلسلها والذي يتردد انه مقتبس عن عمل درامي أسيوي حول مجموعة من المفقودين تتحطم بهم الطائرة ونعيش معهم حكاياتهم فوق الجزيرة!

هيفاء وهبي تقدم هي الأخرى دراما اجتماعية شعبية مع مسلسل “الحرباية” وهي المرأة التي تتلون وتتشكل حسب الظروف المحيطة بها ونخوض صراعات كثيرة وهي شخصية قريبة من شخصيات “هيفاء” الدرامية المعتاد ان يشاهدها الجمهور، ويخرج المسلسل مريم أحمدي وتأليف أكرم مصطفى.

واخيرا سمية الخشاب العائدة بعد غياب للبطولة الدرامية تقدم هي الأخرى درامية شعبية حول عالم الدجل والشعوذة مع مسلسل “الحلال” وهو اللون الدرامي المحبب لها في معظم أعمالها وهو من تأليف سماح الحريري وإخراج أحمد شفيق.

فيما فضلت كلًا من هند صبري ومنة شلبي البطولة المشتركة امام ظافر العابدين وخالد النبوي ولنا حديث أخر عن هذه الأعمال.

صراع الوقت!

تقريبا جميع المسلسلات تعاني حتى هذه اللحظات من “آفة” الدراما المصرية في سنواتها الأخيرة وهي عدم إكتمال كتابة أي مسلسل بالكامل قبل بدء التصوير فهناك من يبدأ ولا يملك سوى ثلاث أو خمس حلقات فقط ! ويظل الأبطال والمخرج يلهثون وراء المؤلف لإستلام الحلقات “أحيانا قبل التصوير بيوم أو يومين”! وبالتالي النتيجة تكون دراما ضعيفة وغير متماسكة ، ولا تحتفظ بالتشويق حتى نهاية حلقاتها وهو السبب الذي جعل فنان مثل عمرو دياب يتردد في خوض التجربة لعدم إكتمال اي مشروع عرض عليه بالكامل!

سنرى من سيكون منافس من البطلات ومن سيكون ضيف شرف لملء فراغ العرض الفضائي في موسم مزدحم كالعادة.